الموضوع: من بريدي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2011, 11:47 AM   #37
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: من بريدي

الصهيل

د. لانا مامكج


تسألها عن أحوالها بشكلٍ عابر ، فتجيب : أحوالي تمام ، لا أريد من الدنيا أكثر مما لدي ، أنا فعلاً سعيدة... سعيدة جدّاً ! تقول هذا وتتركك واجماً مذهولاً أمام إجابةٍ غير متوقّعة ، إذ اعتدنا على إجاباتٍ أكثر اقتصاداً واختصاراً ونمطيّة ، علماً بأنه لو بادر الآخر بالإمعان في السؤال.. كيف أنت ؟ كيف أحوالك ؟ فقد نجد أنفسنا ، إزاء الإلحاح ، في شروعٍ للشكوى ، فالقائمة ، التي تستدعي التذمّر والتأفف، بالنسبة لنا، طويلةٌ طويلة تبدأ بالخاص وتنتهي بالعام... وقد لا تنتهي أبداً ! المهم أن السيّدة أعلاه تقول إنها تعيش أجمل مراحل عمرها ، لأنها عقدت صداقةً مع الحياة ، حسب تعبيرها ، وقرّرت أن تستمتع بكل لحظة . وقد تستفزّك للنظر مليّاً في عينيها محاولاً التلصّص إلى روحها لاكتشاف سر التوهّج... فتقول لك بذكاء كأنها عرفت مرادك.. أنا أكثر إمرأة عانت من المشاكل ، حياتي المهنيّة لم تكن سهلة ، لقد حوربت بالغيرة والحقد الأعمى والحسد ، وتعرّضت لمحاولات النسف والحرق والخسف... لكني صمدت ثم تضيف وهي تضحك ببساطة أنا عنيدة جدّاً !

ثم تنظر هي في عينيك هذه المرّة لتضيف.. تحيّرك حياتي الخاصّة أليس كذلك ؟ لقد أحببت وتزوّجت أو تهيّأ لي أني أحببت ، ثم اكتشفت أن الحب خرافة... رغم ذلك ، مازلنا نعيش معاً ، تعرّض هو إلى كذا حالة ضعف ونزوة... أعرفها كلها ، أعرفه أكثر من نفسه ، لكن لم أفسح للحظة (فورانٍ هرمونيّة) بأن تخرب بيتي... لقد فهمته فقط ، لا أكثر ولا أقل ثم تضيف بسرعة أنا أيضاً لست بالمثاليّة المتوقّعة ، من منّا كذلك ؟ لكني تعلّمت قاعدة ذهبيّةً واحدة مفادها أنّ مشاعري ليست ملكي ، لكن سلوكي ملكي... وهكذا ، ما خرجت قط عن المسار الآمن في حياتي وفي تصرّفاتي... وقبل أن تلتقط أنفاسك من هول الصراحة تضيف أبناؤنا أوّلاً ، وأنا وهو ثانياً ، إذا إتّفق الزوجان على الأولويّات تجاوزا العديد من المطبّات !

وتتركك مبتسماً ببلاهة لتقول : الحياة أبسط مما تظنون ، وهي مليئة بالحب ، فأنا أحبّ في كل شخصٍ ما أريد أن أحبّ فيه ، لي عينٌ يقظة طوال الوقت ، تلتقط الجميل والنبيل والباهر والأصيل والإنساني في الآخر... وعيني الأخرى مغمضة دائماً عن أشياء فيه أقرّر ألا أراها ! تقول كل هذا ، وتتركك حائراً... محاولاً تقييم الموقف ، وتقييم المرأة... لتقول هي فجأة اسمع ، لقد وصلت الستين... وأكرّر لك ولكل الدنيا : أنا أعيش أجمل فترات حياتي... وأشعر أني شابّةُ أكثر من كل شابّات هذا الكوكب البائس ! وتتركك ساهماً مرّةً أخرى ، ثمّ تقول بانفعال.. ابتسم أرجوك ، اعذرني الآن ، عندي موعد هام ، حفيدتي بانتظاري ! وتتركك مشدوهاً لتختفي من أمامك كشهابٍ لامع... كفراشةٍ ربيعيّة... كفرسٍ جموح
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس