[أسد نجد]

( 4 )

أبوس

قبل سنتين أظن .. كنت أتجول في المنتدى فرأيت موضوعا جميلا ودخلت إليه على عجل لمحبتي مثل هذا النوع من المواضيع فرأيت بحثا مؤصلا ودقيقا وسرعان ماذهبت إلى صفحة العضو فهالني ذلك الكم من البحوث المهمة التي أدرجها على شكل موضوعات متفرقة

في ذلك اليوم - وربما كل يوم - كانت الساحة المفتوحة تغص بالموضوعات من نوع الفيشار الخفيف الذي تراه منفوخا غير أنه لايسمن ولا يغني من جوع فأردت أن أصحح الوضع فقمت برفع خمسة موضوعات ثقيلة للكاتب أبوس كنت أجرجرها من البعيد البعيد لأضعها في الناصية ..
حتى جاءني النجدي لاهثا وزجرني كما لو أنني قمت بعمل شيطاني كبير ************************
لن أنسى هذه الحادثة حتى أرى فطحة نجدي سمين على كومة من الرز

وما صورة أبوس في رأسي ؟

كهل يرتدي جبة وعمامة ، له حذاءان معكوف طرفاهما إلى الخلف ،
وكما ثوبه واسعان ومتدلية أطرافهما إلى الأسفل ، في يده اليمنى كاغد وفي اليسرى إداوة ،
وهو يحرك رأسه بهدوء ويسأل غلامه الواقف فوق رأسه : يا غلام أهيفقت العتاريس؟

ورأيته يجالد ويصارع بلسان أمضى من حد الشفرة وقلت في نفسي : كان الله في عون نفسه على نفسه !

ولكن تلك الصورة تبخرت في الهواء .. قريبا من عتبة أحمد الذي حدثتكم عن مجلسه ..

وفي أقصى المجلس صافحت شابا ليس بالطويل ولا بالقصير ..
أقرب مايكون إلى النحول منه إلى السمن .. وديعا .. لين المعشر ..
تخرج الكلمات من فمه دقيقة القسمات .. رقيقة الملمس ..

وتحدثنا في فنون شتى ..

ولكنني لم ألتق به قبل خوضه في الوحل مؤخرا

وإلا لكنت حاورته بهدوء عما رأيته مما آسفني وآسف غيري من المتابعين وكم وددت لو همست في أذنه وأذن محاوره قائلا :
نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم .. وخمير الرأي خير من فطيره .. والمجالس بالأمانات ..

ولكنها كبوة جوادين عزيزين ..

والله يتولى الجميع برعايته

في العربة اللاحقة بإذن الله :

شيخ الطريقة !