[أسد نجد]

( 6 )

النهيــــــــم

أكثر من تحدثت معه .. ضاحكته .. أغضبته .. قسوت عليه .. أحرجته .. استفدت منه .. تبادلت معه المشاورات .. ولكنني مع هذا كله لم ألتق به على أرض الواقع ولومرة واحدة

تلك الأيقونة التي أشرت بها إليه تذكرني به كثيرا

ربما لأنه مليء بلفح الجوى

النهيم في نظري زهرة رقيقة جدا يؤثر فيها اللمس باليد فكيف لو اصطدمت الزهرة بقسوة ما !

في لحظة من تواجدي هنا كنت أشك أنه ذلك المخلوق الشرس ابن دواس فتغيرت عليه ولكنه لم يتغير

فعرفت أنه بعيد كل البعد عن أن يقوم بذلك الدور معي

واستغفرت من ظني السيء به

وأنا مع هذا أقول : إن لديه من الشقاوة نصيبا لا بأس به ولكنه يقمعها بالترويض .. تلك الشقاوة الذكية .. وهي صفة مدح في قاموسي على أية حال

استفدت منه كثيرا .. أهداني كثيرا من المقاطع الصوتية الجميلة .. وأنا ممن يتابعونه فيما يكتب أو يشارك في المنتديات الأخرى ..

ولكنه كثيرا مايلومني على انقطاعي عن الماسنجر وأنا لا أحب أن تتحول العلاقة هناك إلى حق يجب أداؤه

كما أنني من أكثر الناس هربا من تلك الأشياء التي يوجبها الناس علي وهي ليست في حقيقتها من الواجبات ..

فترة طويلة من عمري قضيتها مختلطا ومشاركا فلو أن كل من التقيت به كان له حق واجب علي لكنت الآن في عين العقوق !

مع العلم بأنني مؤخرا سللت نفسي من الإرتباطات و دخلت في صومعتي وأغلقت الباب على نفسي وقلت : لامساس !

ولكن النهيم يفعل ذلك بواقع الحرص والمحبة .. أعرف ذلك جيدا .. وله في القلب مساحة كبيرة يسرح فيها كما يشاء ..

لا أستطيع وصف تقاسيمه ولكنني ربما أستطيع وصف روحه العذبة ..

هو شاب رقيق .. هادئ الطبع .. يحب الإبداع .. ويسعى إليه .. وهو مبدع في الأداء .. والهندسة .. والتقديم .. والتصوير الضوئي .. والرسم بالحروف ..

وهو مبدع إذا اشتهى الإبداع .. ولكنه مع ذلك يذوب في نجاحات المبدعين فيحقر نفسه ويترك مابين يديه أمام ضوء إبداعهم !

وهذه المشكلة يكمن حلها في أن يسير في طريقه صعدا غير متذبذب ولا مثرب

لدي ملف خاص للصور الرائعة التي يلتقطها بعدسته الجميلة وأنا أستفيد منها بطريقتي الخاصة دون أن آخذ إذنا منه

حينما يُعجب النهيم فإنه يُعجب بدرجة كبيرة وحينما يبغض يبغض بدرجة كبيرة أيضا .. وهو لايجعل بينهما مسافة كبيرة .. فهو مابين أن يجعلك في منزلة أعظم رجل بالنسبة له وبين أن يتركك كأن لم تكن بينك وبينه مودة إلا بمقدار مايسع الدبوس الصغير

كثيرا ماكنت أمر على مايكتبه في ********* نيم الماسنجر خصيصا .. لأنه يختار عبارات لها مدلولات بعيدة المرمى .. أو تكون معبرة عن حالته تلك اللحظة .. وأنا معجب بما يختاره لنفسه فيه

ليته يتابع مشواره في طريق الإبداع فهو خليق به

وليته يعلم أن المحبة والتقدير تظل في القلب حتى لو غاب المرء زمنا طويلا

************

أولئك الواقفون عند الباب وأيديهم تعبث بمفاتيح سياراتهم تلويحا للعجلة

نحن في هذا الصالون الجميل مستقرون .. نتحدث بكل هدوء .. ونتسامر بكل ود ..

تذكير ************************> إلا مُروِّق