عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-2011, 04:58 PM   #58
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

قصــة تمثيليــة


الشخصيات

حاجب الأمير

أمير الدولة

وزير الدولة

جارية الأمير

الشاعر ( حافظ إبراهيم )

الشاعر ( صالح بن عبد القدوس )

شاعرة مغمورة

الأصمعي ( راوية العرب )

حفص بن المغيرة ( راوية القرآن الكريم عن عاصم )

تلميذ

ملعب التمثيل


قاعة الأمير

( عرش الأمير و على جانب الملعب يقف حارسان يسدان المدخل بالرماح ، و بجوارهما حاجب الأمير )


المشهد الأول


حاجب الأمير : فلتصغِ كل الآذان ، كل الآذان ، و لتسمع هذا الإعلان .


إعلان

أعلن أمير الدولة عن جائزة لكل شاعر عظيم أو مغمور من يأت بجديد الشعر فله وزن ما كتب عليه من الذهب
فعلى من يرغب في جائزة الأمير ، أن يتقدم بجديد لم يسمعه جمهور ، و في ذلك فليتنافس الحضور .



المشهد الثاني



قاعة الأمير
( عرش الأمير و على جانب الملعب يقف حارسان يسدان المدخل بالرماح ، و بجوارهما حاجب الأمير )

حاجب الأمير : ( يعلن ) أمير الدولة .

( يدخل الأمير ، يتبعه الوزير ، و يسيران بخطى واثقة ، حتى يجلس الأمير على عرشه ، ينحني الوزير يسر للأمير بشيء )

حاجب الأمير : ( يعلن ) حافظ إبراهيم بباب الأمير .

الأمير : ( سائلا الوزير ) من حافظ إبراهيم ؟

الوزير : شاعر مصري ولد عام 1871 م ، اشتغل بالمحاماة ثم ضابطا بالجيش و يعرف بشاعر النيل .

الأمير : ( مبتسما ) لابد جاء يسعى للجائزة ( يبتسم الوزير )

الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول .

حاجب الأمير : فليدخل حافظ إبراهيم .( يدخل حافظ إبراهيم الملعب و ينحني تحية للأمير )

حافظ إبراهيم : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته .

الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟

حافظ إبراهيم : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنال رضا الأمير، و لكن أعرفت شروط الجائزة ؟

حافظ إبراهيم : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبت ، أنشدني قصيدتك ، طالما سمعت عن جودة إنشادك .

حافظ إبراهيم : ( ينشد قصيدة ابن النيل )


أهــلاً بـنابغةِ الـبلاد ومَـرحَباً جـدّدتمُ الـعهد الـذي قـد أخْـلقا
لا تـيـئسوا أن تـسترِدُّوا مـجْدكم فـلرُب مـغلوب هـوى ثم iiارْتقى
فـتـجـشموا لـلمجد كـلّ عـظيمة إنـي رأيتُ المجد صعبَ المرتقى
عـارٌ عـلى ابن النيل سبّاق الورى مـهـما تـقلبَ دهـرهُ أن يُـسْبقا
فـتـعَـلمّوا فـالعِلم مـفتاح الـعُلا لـم يُـبْقِ بـاباً لـلسعادة مُـغلقا
ثـم اسـتـمدّوا مـنه كـلّ قـواكمُ إن الـقـويّ بـكلّ أرضٍ يـتُقى



الأمير : قصيدة رائعة ، و لكن ! ألا تخجل أن تدعي لنفسك شعر غيرك ؟

حافظ إبراهيم : شعر غيري !

الأمير : نعم ( يقف الأمير و يتقدم متحدثا ) سمعت هذه القصيدة منذ زمن الوزير : ( هامسا للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : كم أحببت هذه القصيدة ( يلتفت إلى الوزير )
و لا أنسى كيف يصور الشاعر النشء بالنبات الأخضر يبهج النفس و يحيي الأمل ( ينشد قصيدة ابن النيل )

الوزير : إنشاد رائع يا أمير المؤمنين .

الأمير : ما يسوؤني ألا أتذكر شاعر تلك القصيدة .

الوزير : كثرة ما يشغل الأمير .

الأمير : قاتل الله النسيان .

حافظ إبراهيم : لكن القصيدة قصيدتي أيها الأمير .

الوزير : ما بالك يا رجل ، ألا ترى أن الأمير يحفظ القصيدة من قبل ؟

الوزير : ( محدثا الأمير ) أجمل ما في هذى القصيدة أن الشاعر يصور المجد جبلا يصعب ارتقاؤه و يحتاج بذل الجهد ،
إني رأيت المجد صعب المرتقى ( الوزير ينشد قصيدة ابن النيل )

حافظ إبراهيم : ( متعجبا ) الأمير و الوزير يحفظان قصيدتي !

كيف تم هذا ؟ لم أنشد القصيدة من قبل ، فكيفــ ..................... ؟

الوزير : بل إني أحسب أن الجارية الموهوبة تحفظ هذي الأبيات أعني جاريتك علياء .

الأمير : فلتستقدم علياء

حاجب الأمير :فلتدخل الجارية علياء .

( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )
علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى " ؟

الجارية : ( بعد تفكير ) نعم ، منذ زمن .

الوزير : ( مبتسما للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : ( للجارية ) فلتنشدينا القصيدة ، طالما أحببت سماع الشعر منك .

علياء : ( تنشد القصيدة )

الأمير ما أجمل إنشادك ! ما رأيك في قول الشاعر : " فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى " ؟

علياء : تعبير جميل يفتح باب الأمل ، فكثيرا ما نرى مهزوما يحول هزيمته إلى نصر .

الأمير : أحسنت جوابا الأمير : ( محدثا حافظ ) أما أنت فلا أدعك حتى أقيم عليك الحد .

حافظ إبراهيم : ( خائفا ) الحد ! أي حد ؟

الوزير : حد السرقة ، ألم تسرق هذا الشعر و تدعيه لنفسك ؟

حافظ إبراهيم : لا و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما ادعيت ، و لا أدري كيف حدث هذا ؟

( حافظ محدثا الجمهور ) : أسهر الليالي أنظم القوافي فإذا بثلاثة غيري يحفظون شعري و يقولون شعر غيري .

الأمير : قد أعفو عنك يا مصري ، إذا أجبتني لم كان عارا على المصري ( ابن النيل ) دون غيره من العرب و شعوب العالم أن يسبق ؟

حافظ إبراهيم : ( متلهفا على النجاة ) عار على المصري ( ابن النيل ) أن يسبق
لأنه سبق شعوب العالم بالحضارة و المجد ، أيتخلف عن الركب بعد ذلك ؟

الأمير : أحسنت جوابا ، أسامحك المرة ، فلا تعد الكرة .

حافظ إبراهيم : أمر الأمير ( يخرج من المسرح )

الوزير : لا تزال الجائزة تنتظر صاحبها (الوزير و الأمير يبتسمان )

حاجب الأمير : ( يعلن ) صالح بن عبد القدوس بباب الأمير .

الأمير : من صالح بن عبد القدوس ؟

الوزير : شاعر من شعراء العصر العباسي ،
عاش في عصر المهدي ، يتميز شعره بالحكمة و الأمثال

الأمير : ( مبتسما ) لابد جاء يسعى للجائزة ( يبتسم الوزير )الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول ، و لتنصرف علياء .
( تنصرف علياء من ملعب التمثيل )

حاجب الأمير : فليدخل صالح بن عبد القدوس .

( يدخل صالح بن عبد القدوس الملعب و ينحني تحية للأمير )صالح بن عبد القدوس : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته .

الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟

صالح بن عبد القدوس : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنال رضا الأمير، و لكن أعرفت شروط الجائزة ؟

صالح بن عبد القدوس : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبت ، أنشدني قصيدتك ، طالما سمعت عن حكمك و أمثالك .

صالح بن عبد القدوس : ( ينشد قصيدة المنهج الصحيح )

القصيدة الزينبية


اخـتـر قـريـنـك واصطفيه تفاخراً إن القرين إلى المُقارنِ ينسـبُ
وذر الـكـذوب فـلا يـكن لك صاحباً إن الكذوب يشين حراً يصحب
وزن الـكـلام إذا نـطـقـت ولا تـكـن ثرثارة في كل نادٍ تخطب
وارع الأمـانـة، والخيانة، فاجتنب واعدل ولا تظلم يطب لك iمكسب
واحـذر مـصـاحـبـة الـلئيم، فإنه يعدي كما يعدي السليم iالأجرب
واحـذر مـن الـمـظـلـوم سهماً صائباً واعلم بأن دعاءه لا يحجب



الأمير : قصيدة رائعة ، و لكن !

ألا تخجل أن تدعي لنفسك شعر غيرك ؟

صالح بن عبد القدوس : شعر غيري !

الأمير : نعم ( يقف الأمير و يتقدم متحدثا ) سمعت هذه القصيدة منذ زمن الوزير : ( هامسا للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : كم أحببت هذه القصيدة ( يلتفت إلى الوزير ) و لا أنسى هذا الترادف البديع ( اختر قرينك و اصطفيه ) ... ( ينشد قصيدة المنهج الصحيح )

الوزير : إنشاد رائع يا أمير المؤمنين .

الأمير : ما يسوؤني ألا أتذكر شاعر تلك القصيدة .

الوزير : كثرة ما يشغل الأمير .

الأمير : قاتل الله النسيان .

صالح بن عبد القدوس : لكن القصيدة قصيدتي أيها الأمير .

الوزير : ما بالك يا رجل ، ألا ترى أن الأمير يحفظ القصيدة من قبل ؟

الوزير : ( محدثا الأمير ) أجمل ما في هذى القصيدة أن الشاعر يصور اللئيم بإنسان مريض
( أجرب ) يعدي من يصاحبه ... و احذر مصاحبة اللئيم ( الوزير ينشد قصيدة المنهج الصحيح )

صالح بن عبد القدوس : ( متعجبا ) الأمير و الوزير يحفظان قصيدتي !

كيف تم هذا ؟ لم أنشد القصيدة من قبل ، فكيفــ ..................... ؟

الوزير : بل إني أحسب أن الجارية الموهوبة تحفظ هذي الأبيات أعني جاريتك علياء .

الأمير : فلتستقدم علياء .

حاجب الأمير : فلتدخل الجارية علياء .

( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " و زن الكلام إذا نطقت " ؟

الجارية : ( بعد تفكير ) نعم ، منذ زمن .

الوزير : ( مبتسما للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : ( للجارية ) فلتنشدينا القصيدة ، طالما أحببت سماع الشعر منك .

علياء : ( تنشد القصيدة )

الأمير ما أجمل إنشادك ! ما رأيك في قول الشاعر : " و زن الكلام إذا نطقت " ؟

علياء : تعبير جميل ينصحنا بالتفكير في الكلام قبل النطق به لنتجنب الوقوع في الخطأ .

الأمير : أحسنت جوابا .

الأمير : ( محدثا صالح بن عبد القدوس ) أما أنت فلا أدعك حتى أقيم عليك الحد .

صالح بن عبد القدوس : ( خائفا ) الحد ! أي حد ؟

الوزير : حد السرقة ، ألم تسرق هذا الشعر و تدعيه لنفسك ؟

صالح بن عبد القدوس : لا و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما ادعيت ، و لا أدري كيف حدث هذا ؟

(صالح بن عبد القدوس محدثا الجمهور ) :
أسهر الليالي أنظم القوافي فإذا بثلاثة غيري يحفظون شعري و يقولون شعر غيري .

الأمير : قد أعفو عنك إذا أجبتني لم كان لزاما أن يختار المرء قرينه ( صاحبه ) ؟

صالح بن عبد القدوس : ( متلهفا على النجاة ) لأن الناس يحكمون على الإنسان من خلال قرينه ( صاحبه ) فإذا ...

الأمير : ( مقاطعا ) أحسنت جوابا ، أسامحك المرة ، فلا تعد الكرة .

صالح بن عبد القدوس : أمر الأمير ( يخرج من المسرح )


الوزير : لا تزال الجائزة تنتظر صاحبها (الوزير و الأمير يبتسمان )

حاجب الأمير : ( يعلن ) الأصمعي و شاعرة مغمورة بباب أمير المؤمنين .

الأمير : شاعرة مغمورة !

الوزير : لا ضرر في أن نسمع منها ، هذا دليل العدل و الإنصاف ، لا فرق بين شاعر و شاعرة ، لا فرق بين عظيم و مغمور .

الأمير : حسنا ، و الأصمعي ؟

الوزير : لا ضرر في أن يسمع و يشاهد الأصمعي ( راوية الشعر العربي ) أحداث المسابقة .

الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح لهما بالدخول ، و لتنصرف علياء .( تنصرف علياء من ملعب التمثيل )

حاجب الأمير : فليدخل الأصمعي و من معه .( يدخل الأصمعي و الشاعرة إلى الملعب )
الأصمعي و الشاعرة : سلام الله عليكم و رحمة الله و بركاته .

الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ( للشاعرة ) علكِ جئتِ تسعي للجائزة ؟

الشاعرة : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنالي رضا الأمير، و لكن أعرفتِ شروط الجائزة ؟

الشاعرة : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبتِ ، أنشديني قصيدتك .

الشاعرة : ( تنشد قصيدة زينة الفتاة )

زينة الفتاة إن الـفـضـائل للفتاة أجل من درر النحور
و حلى الأمانة و الحياء تفوق زينات الصدور
و الـعلم ينفع و التقى يحمي الفتاة من الغرور
و الـديـن يـعصم أهله و يقيهم كل الشرور
كـوني مثال وداعة و سماحة و صفا ضمير
كوني مثالا للفضائل في الخفاء و في الصدور
كـونـي لـغيرك قدوة للخير في كل الأمور


الأمير : قصيدة رائعة ، و لكن ! ألا تخجلي أن تدعي لنفسكِ شعر غيرك ؟

الشاعرة : شعر غيري !

الأمير : نعم ( يقف الأمير و يتقدم متحدثا ) سمعت هذه القصيدة منذ زمن .
الوزير : ( هامسا للجمهور ) منذ دقيقة .الأمير : كم أحببت هذه القصيدة ( يلتفت إلى الوزير ) و لا أنسى كيف يصور الشاعر الأخلاق جواهر
تعلق على الصدور ..." أجل من درر النحور " ( ينشد قصيدة زينة الفتاة )

الوزير : إنشاد رائع يا أمير المؤمنين .

الأمير : ما يسوؤني ألا أتذكر شاعر تلك القصيدة .

الوزير : كثرة ما يشغل الأمير .

الأمير : قاتل الله النسيان .

الشاعرة : لكن القصيدة قصيدتي أيها الأمير .

الوزير : ما بالك يا فتاة ، ألا تري أن الأمير يحفظ القصيدة من قبل ؟
الوزير : ( محدثا الأمير ) أجمل ما في هذى القصيدة أن الشاعر يقرر أن الأمانة و الحياء أفضل حلية و زينة للفتاة "
و حلى الأمانة و الحياء " ( الوزير ينشد قصيدة زينة الفتاة )

الشاعرة : ( متعجبة ) الأمير و الوزير يحفظان قصيدتي !كيف تم هذا ؟ لم أنشد القصيدة من قبل ، فكيفــ ..................... ؟

الوزير : بل إني أحسب أن الجارية الموهوبة تحفظ هذي الأبيات أعني جاريتك علياء .

الأمير : فلتستقدم علياء .

حاجب الأمير : فلتدخل الجارية علياء .( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " و التقى يحمي الفتاة من الغرور " ؟

الجارية : ( بعد تفكير ) نعم ، منذ زمن .

الوزير : ( مبتسما للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : ( للجارية ) فلتنشدينا القصيدة ، طالما أحببت سماع الشعر منك .
علياء : ( تنشد القصيدة ) الأمير ما أجمل إنشادك ! ما رأيك في قول الشاعر : " و التقى يحمي الفتاة من الغرور " ؟
علياء : تعبير جميل يصور الغرور وحشا يهدد الفتاة و لا تجد من يحميها إلا التقوى .

الأمير : أحسنتِ جوابا .الأمير : ( محدثا الشاعرة ) أما أنتِ فلا أدعكِ حتى أقيم عليكِ الحد .

الشاعرة : ( خائفة ) الحد ! أي حد ؟الوزير : حد السرقة ، ألم تسرقِ هذا الشعر و تدعيه لنفسكِ ؟

الشاعرة : لا و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما ادعيت ، و لا أدري كيف حدث هذا ؟
(الشاعرة محدثة الجمهور ) : أسهر الليالي أنظم القوافي فإذا بثلاثة غيري يحفظون شعري و يقولون شعر غيري .

الأمير : قد أعفو عنكِ إذا أجبتني ما حد سرقة الشعر ؟

الشاعرة : ( متلهفة على النجاة ) و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما أعرف ما حد سرقة الشعر و لكني سمعت عن عائشة ( رضي الله عنها )
أن رسول الله ( ) قال : " إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيه الضعيف أقاموا عليه الحد
و ايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "



الأمير : أحسنت جوابا ، أسامحكِ المرة ، فلا تعيدِ الكرة .

الشاعرة : أمر الأمير .

( يخرج الأمير و الوزير و الجارية علياء من المسرح )


الأصمعي : لا تحزني يا فتاة .

الشاعرة : لا أدري كيف تم هذا ؟

الأصمعي : علك سمعت القصيدة من أحد الشعراء من قبل ؟

الشاعرة : لا و الله ما سمعت القصيدة من أحد من قبل , و لا أدري كيف تم هذا ؟
( تخرج الشاعرة من المسرح و هي تردد ... كيف حدث هذا ؟ )

الأصمعي : عجيب أمر الشعراء ، لا يأتي شاعر بقصيدة إلا يعرفها الأمير و الوزير و الجارية
( الأصمعي مفكرا ) الأمير و الوزير و الجارية ! ... الأمير و الوزير و الجارية ! لا بد أن الأمر خديعة ،
إن حفظ أمير الدولة ببديهة ، و وزير الدولة يحفظ ترديده ، فكيف بجارية مستورة ؟ فكيف بجارية مستورة ؟
آه لابد و أنها جارية موهوبة ، تتنصت خلف الأستار ، تسمع كل الأشعار لابد و أن أظهر كل الأسرار ... كل الأسرار
( يخرج الأصمعي من المسرح و هو يتغنى صوت صفير البلبل )

ســــــــــــــــــــــــتار


المشهد الثالث

قاعة الأمير
( عرش الأمير و على جانب الملعب يقف حارسان يسدان المدخل بالرماح ، و بجوارهما حاجب الأمير )
حاجب الأمير : ( يعلن ) أعرابي بباب الأمير .

الأمير : ( سائلا الوزير ) أعرابي ؟

الوزير : أعرابي ينظم شعرا .

الأمير : ( مبتسما ) لابد جاء يسعى للجائزة ( يبتسم الوزير ) الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول .

حاجب الأمير : فلتدخل يا أعرابي . ( يدخل الأعرابي ملثما الملعب و ينحني تحية للأمير )

الأعرابي : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟

الأعرابي : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنال رضا الأمير، و لكن أعرفت شروط الجائزة ؟

الأعرابي : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبت ، أنشدني قصيدتك ، طالما سمعت عن عذوبة شعر الأعراب .

الأعرابي : صوت صفير البلبل ... هيج قلبي الثمل

الأمير : صوت صفير البلبل ... هيج قلبي الثمل

الوزير : ( هامسا للأمير ) عذبة و سهلة .

الأمير : ( للأعرابي ) أنشد أنشد .

الأعرابي : ينشد

صَـوْتُ صَـفِـيْـرِ الـبُلْبُلِ هَـيَّـجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ
الـمَـاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَاًمَـعَ زَهـرِ لَحْظِ المُقَلِ
وَأَنْـتَ يـا سـيـد لِـي وَسَيِّـدِي وَمَوْلَىiلِي
فَـكَـمْ فَـكَـمْ تَـيَّـمَـنِـي غُـزَيلٌ عَـقَيْقَلي
قَـطَّفْـتُ مِـنْ وَجْنَتِــه مِـنْ لَثْمِ وَرْدِ iالخَجَلِ
فَـقَـالَ بَـسْ بَـسْـبَـسْتَني فَلَمْ يَجّـدُ iiبـالقُبَلِ
فَـقَـالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ وَقَــدْ غَـدَا مُـهَـرْولِ
وَالـخُودُ مَالَـتْ طَـرَبا مِـنْ فِعْلِ هَـذَا iالرَّجُلِ
فَـوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَـتُ وَلـي وَلي يا ويل iلِي
فَـقُـلـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي وَبَـيِّـنِـي اللُؤْلؤَ لي
لَـمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا يُـرِيـدُ غَـيْرَ القُبلِ
وَبَـعْـدَهُ لا َيَـكْـتَـفِي إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْلَ لِي
قَـالـتْ لَـهُ حِـيْـنَ كَـذَا انْـهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ
وَفِـتْـيَـةٍ سَـقَـوْنَـنِـي قَـهْـوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَـمَـمْـتُـهَـا بِـأَنْـفِـي أَزْكَى مِـنَ القَرَنْفُلِ
فِي وَسْطِ بُـسْتَانٍ حُلِي بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لي
وَالـعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِي وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِي وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَبَ لي
شَـوَى شَـوَى وَشَـاهِـشُ عَلَى وَرَقْ سِفَرجَـلِ
وَغَـرَّدَ الـقِمْـرِي يَصِيـحُ مِـنْ مَلَلٍ فِـي مَللِ
فَـلَـوْ تَـرَانـي رَاكِـبـا ًعَـلَـى حِمَارٍ أَهْزَلِ
يَـمْـشِـي عَـلَـى ثَـلاثَـةٍ كَـمَشْيَةِ iالعَرَنْجِلِ
وَالـنَّـاسُ تَـرْجِمْ جَمَلِـي فِي السُـوقِ بالقُلْقُللِي
وَالـكُـلُّ كَـعْـكَـعْ كَعِكَـعْ خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي
لـكِـنْ مَـشَـيـتُ هَـارِبا مِـنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلي
إِلَــى لِـقَـاءِ مَـلِـكٍ مُـعَـظَّـمٍ مُـبَـجَّـلِ
يَـأْمُـرُ لِـي بِـخَـلْـعَـةٍ حَـمْرَاءْ كَالدَّمْ دَمَلي
أَجُـرُّ فِـيـهَـا مَـاشِـيـا ًمُـبَـغْـدِدَاً لـلذِّيَّلِ
أَنَـا الأَدِيْـبُ الأَلْـمَعِي مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ
نَـظِـمْـتُ قِطعاً زُخْرِفتْ يَعْجِزُ عَنهَا الأَدْبُ لِي
أَقُـوْلُ فِـي مَـطْـلَعِهَـا صَـوْتُ صَفيرِ البُلْبُل


الأمير : ( منزعجا ) قصيدة رائعة ، و لكن ! ألا تحفظ هذه القصيدة يا وزير ؟

الوزير : ( منزعجا ) لا و الله ما سمعت القصيدة من قبل أيها الأمير .

الأمير : علياء ، أين الجارية علياء ؟

حاجب الأمير : فلتدخل الجارية علياء . ( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " صوت صفير البلبل " ؟

الجارية : ( منزعجة ) لا و الله ما سمعت القصيدة من قبل أيها الأمير .

الأمير : ( يحاول تذكر القصيدة متحركا في الملعب )العود دندن ، و الطبل طب طب .

الأمير : ( مستسلما ) هات يا أعرابي ما كتبت عليه القصيدة نزنه و نعطيك ذهبك .

الأعرابي : أيها الأمير ، ورثت عمود رخام عن أبي ، نقشت عليه القصيدة نقشا ، و هو بالخارج لا يحمله إلا ثلة من الرجال .

الأمير : ( ينهار على العرش و بعد تفكير - للحراس - ) : اذهبوا بهذا الأعرابي فزنوا ما كتب عليه قصيدته وأعطوه ذهبا .
( يخرج الحراس مع الأعرابي من الملعب ، فيسود المسرح فترة صمت )


حاجب الأمير : ( يعلن ) حفص بن المغيرة بباب الأمير .


الأمير : من حفص بن المغيرة ؟


الوزير : حفص بن المغيرة راوية القرآن عن عاصم ، إمام جليل من أئمة اللغة العربية و القرآن الكريم .

الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول .

حاجب الأمير : فليدخل الشيخ .
( يدخل الشيخ الملعب مهيبا لا ينحني )

الشيخ : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته .
الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟


الشيخ : بل جئت التمس رضا الله .


الأمير : رضا الله !

الشيخ : نعم ، لقد وعد الله بجائزة خير من جائزتك .

الأمير : أي جائزة ؟


الشيخ : قال تعالى :
" إن الله يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ، إن الله يفعل ما يريد " آية 14 سورة الحج .


الأمير : فكيف تسعى لنيل جائزة الله عندي ؟

الشيخ : موعظة .

الأمير : ( متعجبا ) موعظة !


الشيخ : قال تعالى : "

يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " سورة لقمان .


الأمير : أحسنت جوابا . عظني .


الشيخ : أرى الأمير قد شُغل بالشعر و الشعراء ، قال تعالى :
" الله نزل أحسن الحديث " .


الأمير : أحسنت . و أحسب ما حدث من الأعرابي عتابا من الله لي لانصرافي عن كتابه ،
ألا فاقرأ و رتل و أسمعنا مما علمك الله .


الشيخ : ( يرتل آيات من سورة آل عمران - التأمل في الكون - )



( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) 190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ192)
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ193)
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ194)

الأمير : جزاك الله خيرا ، هدأت نفسي و اطمأن قلبي لسماع الذكر .

الشيخ : قال تعالى : " الذين آمنوا تطمئن قلوبهم لذكر الله "

الوزير : حقا ، شرح الله صدري بهذه الآيات و أحسب ما حدث من الأعرابي حيلة لا يفعلها إلا الأصمعي .

الأمير : ( للحراس ) ائتوني بذاك الأعرابي .
( يخرج الحراس من الملعب و يعودون ممسكين بالأعرابي يدفعونه أمامهم يحمل أكياس الذهب ،
الوزير يكشف لثام الأعرابي )

الأمير : ( متعجبا ) الأصمعي !

الوزير : أتحتال على الأمير ؟
الأصمعي : حيلة طريفة ، إلا أن حيلة الأمير أكثر طرافة .
الوزير : ( متعجبا ) حيلة الأمير !

الأصمعي : أمير الدولة يحفظ أي قصيدة ببديهة ،
و وزير الدولة يحفظ ترديده ، و الجارية الموهوبة تحفظ كل الأشعار من خلف الأستار .

الشيخ : أيها الأمير : ما ينبغي لمؤمن أن يفخر أو يتكبر على أحد بنعمة يمنها الله عليه ،
قال تعالى :
" و لا تصعر خدك للناس و لا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور
و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير . "

الأمير : أحسنت ، ما ينبغي لي أن أختال بنعمة أنعمها الله علي ، و لكن ألا تعذرني و لو قليلا ؟

الشيخ : لا ، يا أمير .


الأمير : إني أحفظ أي قصيدة بعد سماع واحد ، سماع واحد ، من منكم يحفظ بعد سماع واحد ؟ ،
و وزيري يحفظ بعد سماعين ، من منكم يحفظ بعد سماعين ؟
( يلتفت الأمير إلى الجمهور ) بل من منكم يحفظ بعد ثلاث ، بعد ثلاث ،
بل إني أعلنها الآن من منكم حفظ قصيدة سوف ينال ، سوف ينال جائزة السلطان .


الشيخ : يا أمير ...
الأمير : جائزتي ليست ذهبا هذي المرة .

الأمير : ( للجمهور ) من منكم حفظ قصيدة سوف ينال ، سوف ينال جائزة السلطان ، هل فيكم من حفظ قصيدة ؟
أي قصيدة ، هل فيكم من حفظ قصيدة حافظ ؟ ( بابتسامة ) من غير الصف السادس .
من حفظ قصيدة حافظ فليتقدم .
( يخرج من بين الجمهور تلميذ من الصف الخامس و يتقدم إلى الملعب )

الأمير : أحفظت قصيدة حافظ ؟

التلميذ : نعم .

الأمير : أنشد ، أسمعني .


التلميذ : ( ينشد قصيدة ابن النيل )
الأمير : أحسنت ، تستأهل جائزة خير من جائزة الشعراء .

( الأمير يعطي التلميذ الجائزة- آيات من القرآن - )

الأمير : ( للجمهور ) جائزتي هذي المرة ليست ذهبا أو مرجان ،
جائزتي لا توزن بميزان ، جائزتي آيات القرآن .

ســــــــــــــــــــــــتار


مما راق لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس