[أسد نجد]

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي شيخوختك
فعلمت أنها تاريخ شعب مناظل
رجال
قاوموا الإحتلال
ذهب شهيد
رحل أسير
سقط جريح
وبقوا رجال

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي حدبتك
فعلمت أنها صبر نساء
نقشوا أسماءهم بالحناء
في كبد السماء
رغم الأسى لا للركوع
رغم القهر لا للخضوع
ورغم ذهاب الغالي
ورغم الدموع
عن حب الوطن
لا رجوع
لا رجوع

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي حملك
فعلمت أنها وطن
أزقه وقرى ومدن
يآزرون بعضهم بعضا
وذاك البناء في الوسيط
الملقى
وهو أغلا ملقى

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي ثوبك
فعلمت أنه جذوري
أبي وجدي
وأصولي
وذاك الحزام
تمسكي بعقيدتي
بمبادئي ومطالبي
ووطنيتي
وتلك الثنية فيه
دليل تقدمي
وإستمرار جهادي

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي نظرتك
فعلمت أنها نظرة فقدان الأمل
بالأحبه والأصحاب والأهل
بأن يساعدوك برفع الحمل
أن يخففوا عنك الثقل
فقدان الأمل
بصحوة ضمير
بأمّة فقدة الضمير
بغضب مضلوم
عشق الإهانه
بنشوة عقل
أصابه وباء الخمول

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي صمتك
فعلمت أنه لا نفع للكلام
بأناس
لم يكتفوا بالسكوت المذل لهم فقط
لا
بل تاجروا بك
وعلى عينك يا تاجر
وتحت الطاولة
وفالسرداب
وتعاملوا معك بكل أشكال الحقارة
المشروعة والغير المشروعة

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي عراء قدميك
فعلمت أنك باق على ما بدأت
رغم الفقر والجحد من الجميع
تقبل بالشوك المغروس
في قدميك الشريفتين
على حذاء الرذيله والهون

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي وجودك بالعراء
فعلمت أنه فكر الآخرين
بأنك وحدك
تقاوم وحدك
تسير وحدك
تعيش وحدك
تبكي وحدك
وتموت وحدك

كم أنت عظيم يا حمّال الأسيّه
أردت أن أهجي حبلك
فعلمت أنه قد إقترب وقت الحساب
وسيشنق به السجان والجلاد
فأنت أنت
وطن وشعب
شهيد ومجاهد
حامل القضية بلا تهاود
ولا كلل ولا ملل
وستبقى كما أنت
حمال الأسيّه
حتى تحرير الوطن