عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2011, 02:44 AM   #28
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت




” البطرة ” كلمة عمانية شديدة الخصوصية يستخدمها العماني القح Pure Omani لوصف شخص ما أصابه داءوالعظمة،

ومن علامات ذلك فقدان ذلك البطران الوعي بمن حوله، وإصابته بنوع من العاجية تفقده الإحساس بما حوله،

ودخوله في حالة من الإنفصام عن الواقع والإمتلاء بالأنا حد التخمة، بينما الطرف المقابل أي المحتك بذلك البطران
تتكون لديه خلال التعامل المضطر معه حالة شعورية دائمة نسبياً بعدم الراحة يتداخل فيها الانفعال الداخلي
مع الشعور بالتقزز والغثيان خاصة لدى مشاهدة أو قراءة أو محاورة أو مصادفة ذلك البطران سواء عمداً أم صدفة،
ذلك أن النفس الإنسانية فطرت على التواضع وحب الإنسان المتواضع دمث الأخلاق.

و” البطر” بعد أن أزحنا عنه التاء المربوطة بالأنا وأدخلناه في المعجم الوسيط
عرفنا أنه يعني نشطاً وغلا في المرح والزهو واستخف بالنعمة فكفرها كما جاء في سورة القصص
(وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) الآية ” 58″.
أما المتلازمة فتعود تسميتها للطبيب البريطاني “جون لانغدون داون
الذي سميت لاحقاً باسمه المتلازمة الأكثر انتشاراً في العالم ” متلازمة داون “،
واكتشف داون تلك المتلازمة سنة 1862 وأسماها “المنغولية ، أو البلاهة المنغولية
” لأنه سجلها كحالة من الإعاقة العقلية الذهنية ونسبت للعرق المنغولي بسبب الصفات الجسدية التي تتكون لدى طفل متلازمة داون
تشبه إلى حد بعيد الشعب المنغولي، وغيرت منظمة الصحة العالمية المصطلح ” المنغولي ”
ومنعت استخدامه واستبدلته سنة 1961 باسم مكتشفها، أما سبب إصابة حديثي الولادة بمتلازمة داون
فهو خلل كرموسومي أو وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 يؤدي لحدوث تلك التغيرات الجسمية في المصاب بها،
ويوجد تقريباً (16) نوعاً من المتلازمات معظمها نشأ بسبب خلل عصبي أو نسيجي أو جيني أو كروموسومي أو صبغي
ومعظمها تؤدي لإعاقات ذهنية/جسمية نادرة ومجموعة عوارض متلازمة مع بعضها
كأن تلك المتلازمات العرضية قرناء سوء يسوق بعضهم بعضاً.

فمتلازمة البطرة Syndrome Vanity
هي خلل فطري يصيب الفرد فتتضخم ذاته وتتمدد أناه( من أنا )
وتتوالي على شخصيته العلل من أمثال الغرور والكبر والتعالي ونكران الآخر وغيرها.

وإني لأعتذر للقارئ الكريم للزج به في حديث سيكولوجي كمقدمة لما أريد قوله ..

الحكاية أنني قررت ذات صباح هادئ التوقف عن اللهاث وراء الكلمات وعالمها المسحور
والاكتفاء بالقراءة المكثفة للعناوين التي ما فتئت تناديني في الرواية والنقد والقصة والشعر
بالإضافة لعلم النفس الإرشادي، أقول أنني قررت إقصاء قلمي إلا عن ساحة البحث العلمي،
وكان في نظري قراراً مشيناً وخائناً للقلم رفيق عمري منذ كنت في العاشرة،
كان القلم سلاحي في معركتي ضد منغصات الحياة وأن أكون كما أريد وكما هي أفكاري وقناعاتي ورؤاي وهاجسي.

بالتأكيد أن عاشق اللغة لا يستطيع التخلص من سلطتها التي تقهره وتدفعه دفعاً للخط على أي شي أمامه
إنما يستطيع التوقف عن النشر وذلك ما فعلته ذات هدوء، حين نظرت إلى الساحة الثقافية
وما يتخللها من شللية وأحزاب وعراك وراء أردية التعقل، وضرب تحت الحزام وفوقه،
وتوجيه لكمات قاضية لكل مبدأ، وعدم احترام الآخر وفكره وعقليته مهما تعارضت مع أفكارنا،
وطغيان الأنا على النحن، وتضخم الذات المصاب به البعض
إثر ظهور مباغت لشخصه ليطفو على سطح الشخصيات المهمة، وشخصنة الرأي والاختلاف والحوار المتنافر حول قضية ما،
والاهتمام بالقشر وترك البذر، والاتجاه بإنحرافية تنافي السواء بحيث يصح لنا أن نقول في الساحة
” إذا خاصم فجر “، كذلك ظهور شلة من البشر امتهنت تسويق نفسها وزجها في كل مناسبة وحوار وتسجيل وغيره.

مع احترامي للجميع وإدراكي وتقديري للعقول الجميلة التي صدفتها في هذا المضمار،
أؤمن أن من اتخذ الكتابة مهنة والإبداع طريقاً لتسويق ذاته بالنفاق والتزلف،
ومن وجد نفسه في هذا المضمار بالصدفة فهو لم يعشق الكتابة حقاً ، بل هو وليد الصدفة،
و أي صدفة تلك سوى وجوده في المكان المناسب في الوقت المناسب في الفعالية المناسبة
أمام العين أو الكاميرا اللاقطة المناسبة، كل تلك المتلازمات ولدت شاعراً وقاصاً وناقداً ومسرحياً ومخرجاً وغيره في هذا البلد
وذلك ليس من النماء الفكري والثقافي في شيء بل هو أساس مهترئ سيزول بعد حين وكما قيل
” ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع “.

ووجدت أن من عوامل صناعة النشر وتسويقه وبالتالي صناعة مبدع أن يكون ذلك المبدع القادم مدفوعاً،
كأن يكون صديقاً لفلان ويعمل في المؤسسة الفلانية ومنتمياً للجماعة الفلانية وله علاقة جيدة بسعادة أو معالي فلان الفلاني
والأهم من ذلك أن يكون دائم التواجد في المناسبات التي يرعاها ذوو الرعاية الكريمة بحيث تلقطه فلاشات الكاميرا
والباحثون عن حديث لملء زاوية في جريدة أو مجلة ما،
وإنك أيها المبدع الحق وإن كان لديك الموهبة والقلم القوي والخبرة فهي لا شيء لأنك خال من المقومات أو الأساسات الجديدة
التي يبنى عليها الاعتراف بموهبتك وإبداعك والأفضل لك أن تنسى القلم والكتابة وألا تكون أصلاً في هذا العالم،
بينما تجد من توافرت لديهم تلك الشروط قد استوت أجنحتهم في سماء الشهرة وانتفخت أوداجهم وتمايلت رؤوسهم،
وصارت متلازمة البطرة واضحة على محياهم، طافحة من تصرفاتهم،
وإنك لتصاب بالإشمئزار حين تضطرك الظروف للوقوف بجانبهم وتصاب بالفزع حين ترى أحد الأصدقاء في صحبتهم
ولا تتخيل كيف سيصبح ذلك الصديق مصاباً بتلك العدوى التي لا تتمناها لأعدائك فكيف بأصدقائك ” أعاذنا وأعاذهم الله “.

وهكذا أيها القارئ الكريم وجدت نفسي أدخل في بحبوحة الراحة والسلام الداخلي حين ابتعدت عن المهاترات التي أفقدتني نفسي
وكدت أن أفقد جوهري الجميل الذي أعترف أنني لا استطيع أن أكون إلا كما فطرني الله تعالى،
وفطرتي هي التواضع للأمي والمتعلم، الفقير أكثر من الغني، والطفل والشيخ فلكل من هؤلاء عقلية
لو اقتربنا منها لعرفنا منها جوهر تفكيره ومنحاه وجعلنا نشعر كم أن البشر من حولنا أغنياء بالخُلق وليس الخَلق

مريم عبدالله النحوية
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس