عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-2011, 11:12 PM   #53
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

( 5 )


قال : أنا أرى أنه لابد من أن يخرج السر عنا نحن الثلاثة !
تحركتُ -لاشعوريا- على الكرسي .. ونظرت إليه باستغراب ..
وسأله المرشد : كيف ؟
- نحن لانعرف الطرق المتبعة -عادة- لحل مثل هذه القضية ولكن صاحبي في الهيئة ربما كانت له معرفة بها ..
تغير لون وجهي عندما سمعت اسم الهيئة .. تخيلت رجلا ضخما بيدين كبيرتين و جبين مقطب وصوت أجش !! .. وذلك يعني أيضا أن القضية ستكون كبيرة !!.. ولكن المدرس عندما لمس ذلك مني عاد وقال : سأشاوره بصفة شخصية غير رسمية .. أعرفه جيدا .. سيكون عونا لنا بعد الله ..
استحسن المرشد الفكرة ثم التفت إلي وقال : وأنت ؟
- لامانع لدي إذا رأيتم أن ذلك يؤدي إلى الحل ..
وفي الغد ..
في نفس المكان .. ولكن في آخر الدوام .. دخل علينا رجل الهيئة .. كان رجلا دقيق الجسم دقيق الملامح خفيف شعر الوجه أبيض الطلعة .. كان بشوشا بشكل لافت بحيث تظهر أسنانه البيضاء الجميلة في كل مرة .. وأنا لاأدري لم كانت تلك الصورة الضخمة متجذرة في خيالي عن رجل الهيئة ؟! .. ولا أدري من أين رسخت ؟! .. لاأدري !
كان المدرس قد قص عليه الخبر بالأمس ..
وحينما أخذ مكانه على الكرسي بادره المدرس : هاه .. مارأيك ؟
-الموضوع محلول إن شاء الله .. ولقد قضينا على الكثير من مثلها لفتيان وفتيات وقعوا رهائن صور أو مقاطع .. بعون من الله ..
قالها بكل ثقة .. بينما تملكني شعور من الفأل عظيم .. ثم استدرك : ولكن لدي بعض الأسئلة .. والتفت إلي وهو يقول :
- كم من الوقت بين كل مرة ومرة يخرج بك هذا الوقح ؟
- تقريبا.. اسبوعان .. قد تزيد وقد تنقص ..
- معك شيء من الصور التي أرسلها إليك ؟
- لا .. حذفتها كلها ..
- حسنا .. أنت معذور في حذفها .. لكننا بحاجتها الآن .. ونحن بدورنا لن نطلع على الصور التي أرسلها إليك ولكننا سندينه بها ولذا فإنني أتمنى أن تذكر لي كل ماتحتوي عليه هذه الصور من أشياء ؟ .. كل الأشياء ..
قلبت عيني وفكرت قليلا وهو ينظر إلي ويقول : هاه ؟ .. أي شيء ..
فقلت له : الشجرة .. الفراش الأزرق على الأرض .. السيارة .. سيارته السوداء ..
عندما نطقت بها أحسست بأن السماء انفتحت فخرجت منها يدان حانيتان وانتشلتني من وحل عظيم .. وبرقت أسارير وجهه وسألني : هل سيارته موجودة في الصورة ؟
- نعم .. ولكني أظنها في صورة واحدة فقط !
- لابأس .. ذلك يكفي حتى لولم يظهر سوى طرفها .. وعاد يقول : الحمدلله .. نحن الآن نتقدم كثيرا نحو الحل .. بقي عليك أن تنتبه معي لما أريدك أن تقوم به .. فهل أنت معي ؟
- نعم .. أكيد ..
- أريدك أن تنفذه بدقة كما أشرحه لك ؟
- أبشر .. أبشر ..
وبعد أسبوع رن هاتفي برسالة من حمود ( سأمر عليك بعد العشاء ) نظرت إلى الشاشة وابتسمت وأنا أقول : آن أوان انقراضك أيها الوقح .. ولم أرد عليه بشيء ..
وبعد العشاء رن هاتفي برسالة منه ( أنا عند الباب ) فرددت عليه برسالة سريعة ( لن أخرج إليك ) .. مكثت دقيقة وأنا أنظر إلى الشاشة أنتظر رده حتى لكأن ثوانيها كانت تزحف زحفا .. وحينما رن الجوال منه برسالة وسائط رن قلبي فرحا .. فتحتها .. لا .. هذه لاتكفي .. أعدت الرسالة إليه ثانية ( لن أخرج إليك ) .. أرسلتها وكأني أسمعها تضج في السماء ( لن أخرج إليك ) ودمعت عيني وأنا أخاطب نفسي وأقول : أين هذه الكلمة مني قبل ذلك ؟
وعاد جوالي يرن برسائل الوسائط الأخرى .. فتحتها بسرعة .. وحينما رأيت الصورة التي فيها سيارته السوداء قلت : الحمد لله .. هي الآن في جوالي وجواله ..
أدخلت جوالي وسط كيس مليء بالأوراق .. كورتها وخرجت إليه مسرعا وإذا هو عند الباب .. وضعت الكيس وسط حاوية القمامة .. وركبت معه ..
دفع رأسي بطرف يده وهو يقول بصوت استهزائي قبيح : لن أخرج إليك ..
- ضحكت له وقلت :
- أنت لاتعرف المزح ؟
ضحك ضحكته الهيستيرية المعهودة .. وانبسط إلي ..
عندما سلكنا الطريق العام قلت له : أنا جائع .. لو وقفت عند السوق لأشتري لنا شيئا نأكله .. مكث في سيارته ينتظرني بينما كنت أدور في الأسواق وأنظر من خلف زجاج المحل إلى الشارع .. وحالما خرجت وجدت سيارة الهيئة ورأيت صاحبي رجل الهيئة عند سيارة حمود ..
وسمعت حمود وهو يدافعه ويصيح : مايصير !! .. أنا ما سويت شي !! ..
تجمهر الناس عند باب السوق .. وتبرع رجل (ملقوف) وقال لرجل الهيئة : تأكدوا .. الرجل شكله بريء !!
ذهب حمود إلى الهيئة ..
وركبت أنا مع المدرس والمرشد حيث كانا ينتظران في الطرف الآخر من الشارع ..
وبعد ساعتين ..
اتصل بي رجل الهيئة وهو يقول : الحمدلله .. أبشرك .. الأمور جاءت على مايرام .. وجدنا الصور .. واعترف بكل شيء .. بل إننا عثرنا معه على إدانات لقضايا أخرى .. وهو محجوز لدينا الآن بعد أن كتب إقرارا وتعهدا .. يمكنك الآن أن تجد جوالك لدى المرشد الطلابي .. ولكن .. لاتنس أن تحذف الصور منه ..
لم أستطع أن أرد عليه .. تهاويت على الأرض وأنا أبكي .. وسجدت شكرا لله ..

انتهت بحمد الله
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس