أُتيَ المأمون برجل أسود ادعى النبوة وقال أنا موسى بن عمران ،
فقال له المأمون إن موسى بن عمران أخرج يده من جيبه بيضاء ، فأخرج يدك بيضاء حتى أؤمن بك ؟
فقال الأسود : إنما جُعل ذلك لموسى لما قال له فرعون : أنا ربكم الأعلى ،
فقل أنت كما قال فرعون حتى أُخرج يدي بيضاء ، وإلا لم تبْيَض !
- 8 -
شجاعة الأخيار
قال عبدة بن سليمان المروزي :
كنا في سرية في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ،
فلما التقا الصفان خرج رجلٌ من العدو فدعا للمبارزة ، فخرج إليه رجل من المسلمين ولكن الرومي قتله ،
ثم خرج رجل آخر فقتله أيضاً ، ثم آخر فقتله ، ثم نظرنا وإذا برجلٍ يخرج من بين الصفوف وقد غطى وجهه ،
فطارد الرومي حتى قتله ، ثم دخل بين الصفوف وقد ازدحم إليه الناس وهو يلثم وجهه بِكمه حتى لا يعرفه أحد ،
فأخذتُ بطرف كمهِ فمددته فإذا هو الأمام عبدالله بن المبارك،فقال لي : وأنت يا أبا عمرو ممن يُشنع علينا ؟!
يحسُنُ الذِّكر عنهمُ والأحاديث ... إذا حدَّثَ الحديدُ الحديدا
معشرٌ يٌنجزون بالخير والشرِّ .. يدَ الدهرِ موعداً ووعيدا
- 9 -
صباح الإمام أحمد
قال المروذي : دخلت يوماً على أحمد بن حنبل فقلت له : كيف أصبحت ؟
فقال : كيف أصبح مَن ربه يطالبه بأداء الفرض ، ونبيه يطالبه بأداء السنة ،
والملكان يطالبانه بتصحيح العمل ، ونفسه تطالبه بهواها ، وإبليس يطالبه بالفحشاء ،
وملك الموت يطالبه بقبض روحه ، وعياله يطالبونه بنفقتهم !
- 10 -
قصة حقيقية
كان في دمشق طالب علم فقير يسكن في مسجد يقال له مسجد التوبة يتتلمذ على يد شيخ المسجد ،
وفي يوم من الأيام شعر هذا الشاب بجوع شديد إذ أنه لم يأكل منذ يومين ،
ومن شدة الجوع غلب على ظنه واعتقد أنه قد بلغ حد الإضطرار كأكل الميتة أو السرقة على قدر الحاجة حسب فهمه ،
فتسلَّق سطح المسجد ومنه إلى المنزل المجاور فالمجاور حتى شم رائحة طبيخ فنزل إلى مكانه ودخل مطبخ البيت
وفتح قدر الطبخ دون أن يشعر بنفسه من شدة جوعه ،
فقضم من باذنجانة كانت بالقدر شيئاً يسيراً إلا أنه ندم وقال أنا طالب علم أقيم في مسجد وأسرق ؟
فأغلق القدر وصعد ثم نزل إلى المسجد حتى أتى غرفته .
وبعد العصر وبينما هو في حلقة الشيخ أتت امرأة مستترة وبعثت إلى الشيخ فقام وكلمها ،
وبعد قليل قال الشيخ للشاب : هل لك أن تتزوج ؟
فقال : ياشيخ لا أملك ثمن رغيف فكيف أتزوج ؟
قال الشيخ : إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة وليس لها إلا عم عجوز فقير وقد جاءت به معها ،
وقد ورثت دار زوجها ومعاشه وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها لئلا تبقى منفردة فيُطمع بها.
قال الشاب : إذن فإنني أقبل ، وسألها الشيخ هل تقبلين به زوجاً ؟ قالت : نعم .
فدعا الشيخ عمها ودعا شاهدين وعقدا العقد ودفع المهر عن التلميذ وقال له : خذ بيد زوجتك .
فأخذ بيدها فقادته إلى بيتها ، فلما أدخلته كشفت عن وجهها فرأى شباباً وجمالاً ، وإذا البيت هو البيت الذي اقتحمته ، وسألته : هل تأكل ؟
قال : نعم .
فكشفت غطاء القدر فرأت الباذنجانة فقالت : عجباً !
من الذي دخل الدار فعضها ؟
فبكى الرجل وقص عليها الخبر فقالت له : هذه ثمرة الأمانة ،
عففت عن الباذنجانة الحرام فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال
وأنا أقول الله أكبر الله أكبر ولله الحمد