عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2011, 01:38 PM   #54
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

يقول ضيفنا الجديد


رحلتي الى الرياض

**الحلقة الاولى**

أعيش هذه الأيام قحطاً في المواضيع وجدباً في الأفكار وتصحُّراً في المعاني ، حتى بِتُّ أفكِّر في مواضيع لو كشفتُ عنها لثامها لَحَوقَل الصالحون واسترجع الآخَرون ، ولقالوا بلسانٍ عربيٍّ مبين : يبدو أنك في بواكير التنسيم! فافزع إلى نفسك بالصابون والأشنان وتتبّع الثقوب ثُقباً ثقباً قبل أن يتصل الثقب بأخيه فتندَم ولات ساعة مندم ..



إي وربي ! لم أجد موضوعاً أتحدّث حوله ، فعنّ لي أن أتسامر معكم في حلقاتٍ ، وأتواجدَ وإياكم ؛ حزناً تارةً وفرحاً تارة أُخرى ، بحسب الواقعة وبمقتضى الحادثة ، أقِف وأستوقِف ، أبكي فتبكي معي الديارُ والبلاد والرِّباع ، وأضحك من كل شيءٍ حتى من نفسي، أتعجّب كما يتعجب بنو البشر ، وأذهل مما يُذهل بني البشر، فأنا هنا مع الوقائع والحوادث والمناظر أحاسيسٌ ومشاعر، أعبِّر عن المشاهد بالمشاعر، فتختلط هذه بتلك ، ولله در أخطب الخطباء في هذا العصر ـ في نظري ـ الشيخ صالح بن حميد حين قال في إحدى خطب عيد الأضحى من الحرم المكّي ، وهو يتحدث عن مكة والمشاعر : " بلدٌ وتأريخ ، تختلط فيه المشاعر بالمشاعِر ، والمشاهَد بالمشاهد " ، فسأعقّب بمشيئة الله على كل منظرٍ وكل مشهد والله وحده المعين، حتى لو رأيت حجرةً واقفةً لوقفتُ حذاءها أستكْنِهُ عظمة وقوفها وسِرَّ شموخها..


بعد طبع كتابي الذائع الخمول (الحلمنتيشي) ، الذي كاد أن يكون أكثر الكتب مبيتاً في المكتبات فيما بعد ! أشار عليّ أستاذي المبدع آيدن بضرورة دخول الكتاب إلى معرض الرياض الدولي للكتاب ، وإشارة مثله تعني الحكمة ضرورةً اعتماداً على معطياتٍ سابقة ، ومن هنا بدأ التفكير في السفر إلى مدينة الرياض، إلى العاصمة ، إلى ديار عِلْية القوم، فطفقتُ أبحث عن أرقام هواتف دور النشر المشاركة في المعرض ، فهاتفت إحداها فاعتذرت بتأخري ، وكلما هاتفت واحدةً لحقتْ بأختها في الاعتذار ، إلى أن يسّر الله الشركة الوطنية للتوزيع ، فرحّبوا شكر الله لهم ، وأنّ عليّ أن آتي إلى الرياض ، وكان لا بد من السفر عاجلاً ، إذِ مضى على افتتاح المعرِض يومان ، والقصد أن يدخل الكتاب المعرض ولو على جُمْجُمتي! لحظة من فضلكم يا سادة ذكّرتْني الجمجمة بـ سالم البِيض صاحب اليمن الجنوبي ، حين كانت قوّات علي عبدالله صالح حاكم اليمن الشمالي تدكّ حضرموت وهو يقول : "لن يدخلوا حضرموت إلا على جماجمنا" ، فهل حقاً دخل علي عبدالله صالح حضرموت على جمجمة سالم البِيض! أم هرب بجمجمته! والهروب بالجماجم أمرٌ لا يُعاب، لا سيّما إذا علمنا أن الجماجم لا تُستبدَل! وأنا أقول : وهل حقاً دخل المعرض على جمجمتي أم على أكْتاف البنغالي!


عزمتُ على السفر وكان لا بد من الاستعداد ، والاستعداد يختلف باختلاف وجُهة السفر ، فإن كانت وُجهتُك مكة معتمراً لبستَ لباس الإحرام ، وإن كانت وُجهتك اليابان كان استعدادك في التدرّب على مسْك أعواد الأرز عوضاً عن القبضة! وإن كانت وجهتك موزمبيق كان استعدادُك باستطعام القورو! ونحن في استعدادنا للسفر للرياض سيكون الاستعداد مختلفاً لاختلافها عن مكة واليابان وموزمبيق! فطفقتُ أستعدُّ لها بالتدرّب على لهجة أهلها !


فبدأتُ أتدرَّب مردِّداً :
فِيييي ذا
وينِك فيه
ذِبِّهْ
ثمِّنْ
تسزدّام
سِواء
يا لبّى قلبه (نطق القاف واللام بالتفخيم)
هماك قلت بِترو أووووووووووح؟
كود يخفّون عنّا


ومن هذا القبيل من لهجة أهل نجد ، ومما يعجبني في أهل نجدٍ أن ألسنتهم لا تتأثر بمن يخالطون ، نحن في المدينة نتأثر في بعض كلماتنا بلهجة الحضُر ، لي صديقٌ من أهل نجدٍ نشأ في جدة كل حياته تقريباً ، ومع ذلك لم يتأثّر لسانه بلهجة أهل جدة فلا تجده يجري على لسانه (أَبويا ، أكْمِنُّوا ، رُحْتَلُّوا) ، والشيء بالشيء يُذكر فقد قيل إن شاباً ينبعاوياً (من مدينة ينبع) جاء يجري لأبيه يقول له : أبويا أبويا ! إيش معنى حُرُكْرُكْ؟ فأجابه أبوه على الفور : معناها حُدُمْبُكْ يا ولدي! لم يفهم الولد حُرُكْرُك ولا حُدُمْبُك! فرجع بِحَيرةٍ أكبر من التي أتى بها..


فأهل نجدٍ لا يتأثرون بخلاف غيرهم والله أعلم ، لست أدري السبب فخبِّروني إن وجدتّم خبرا ، بينما ترى الذي يعيش في بلادهم يتأثر بلهجتهم ، فلعلك تصادف أن تسمع امرأةً سوداء من القارة السوداء تحادث أختها من بنات جنسها فتقول لها فيما تقول : يا لبى كُلبُه! فتردّ عليها صاحبتُها : حِنّا فييييي زا! حتى أنا يا سادة حين كنت هناك اتصلتْ بي أم العيال تطمئن عليّ!! أم العيال تتصل بي لتطمئن عليّ! خير اللهم اجعله خير! أقصد اتصلتُ بها لتطمئن عليّ ، نحن في خدمة النساء ، فقالت لي بلهجتنا لهجة بدْو الحجاز الجافة كالجبال الصُّمِّ : فينك الحين؟ فقلتُ على الفور : أنا فيييييييي ذا ، تبون خدمة واللاش؟! نطق اللاش يكون مثل إيقاف السيارة من خلال سحْب البريك! فكادت أن لا تعرفني لولا تأكدها من رقمي المميز ، ذلك الرقم الذي كاد أن يحوي الأرقام كلها من صِفْرٍ إلى تسعة..


انتظروني في الحلقة القادمة ..

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس