11-03-2011, 12:47 AM
|
#58
|
عضو مميز جداً
|
رد: مـذّكـرات مجهول !!
**الحلقة الخامسة**
قضمْنا من حبِّ الفُصْفص ما شاء الله لنا أن نقضم،
وأكلنا من البسكويتات ما قدر الله لنا أن نأكل ،
وشربنا من القهوة والشاي ما يُعادل قُلَّتين من قِلال هجر!
وفي أثناء الفصْفصة والأكل والشرب يطيب الحديث ،
فهناك البطَر والاستعلاء والتنظير في شتى المسائل ،
فإن البطن يا سادة إذا انتفخ شِبراً كانت حال صاحبه اعتدادٍ بالنفس وتهوُّرٍ في القول والفعل ،
أقول حين بشِمْنا من الأكل والشرب بدأنا في التنظير في شتى المسائل ،
وكلها من نسق قول القائل (قولي صوابٌ لا يحتمل الخطأ ، وقولك خطأٌ لا يحتمل الصواب) ،
دخلنا في قضايا المجتمع حتى تحدثنا عن سذاجة الشعب السعودي ، هذه السذاجة التي كشفتها عِدّة وقائع ؛
المساهمات ، الزئبق الأسود في مكائن الخياطة ، بطاقات سوا ... الخ ،
نحن شعب ساذج ! مع الأسف ، ثم خرجنا من قضايا المجتمع في هذا الشِّق لندخل في قضايا المجتمع الأُسرية ،
لنخرج منها وندخل في شؤون السياسة وأمور الدولة ،
وبالتأكيد سيكون حديثنا عن الدولة كما تتوقعون ! فقد قدمت لكم بعض صفاتي وصفات صاحبي ، فأنا محترق وصاحبي متفحِّم!! لا والله ،
بل كان الحديث عن السلبيات وليس الإيجابيات مع الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق ،
فنحن لم نُثرْ أحداً ولم نشتم أحداً ، فدعوني أتحدث وصاحبي ما دام لن يسمعنا أحدٌ ،
وكيف يسمعنا وأودية نجدٍ تصُمُّ الآذان باتّساعها !
خرجنا من السياسة ودهاليزها إلى شجون التقنية وروعتها ، فقلت لصاحبي :
إني منذ مدة وأنا أعصف بذهني للخروج بفكرة ابتكار موقعٍ لم يخطر على قلب بشر !
أريده أن تُضاهي فكرتُه فكرةَ اليوتيوب والفيس بوك والإيميل ،
بيد أني إلى يومك هذا وإلى يومكم هذا لم أظفر بفكرة جيدةٍ إلى الآن ،
هذا مع إنني بذلتُ كل سببٍ يؤدي في العادة إلى نشوء فكرة عالمية ، أما تهيئة الجوِّ فقد حبستُ نفسي في سيارتي في حمارّة القيظ ،
كما فعل جريرٌ حين صعد إلى سطح منزله في شدة الحر ليهجو بني نمير ، فالتحف لحافه ، وبدأ يأتيه رِئيُّه ، فما زال يُمْلِيه حتى بلغ قوله في قصيدته الذائعة الصيت :
فغُض الطرف إنك من نميرٍ *** فلا كعباً بلغتَ ولا كِلابا
فطوى لحافه وهو يقول : لقد أخزى الله نميراً إلى يوم القيامة ..
وإلى الحلقة القادمةإن شاء الله ..
|
|
|