عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-2011, 06:03 PM   #66
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

**الحلقة العاشرة**


مرحباً بكم يا سادة يا كرام وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة



---------- ---- خرجنا من المعرِض ، فقال لي صاحبي ورفيق سفري سنتناول العشاء في برج المملكة ، هناك هناك في ذِروة سنامه ، حيث عُشّ العنقاء ! فقلتُ لا والله لا يكون هذا أبداً ، فأنا أخشى المرتفعات خشيتي لديكٍ كان في حارتنا أيام الصِّبا ، كان يستضعفني فكنتُ كلما مررت به ترك أشغاله وما في يده وأقبل عليّ يصفعني بجناحيه ، قطع الله ذيْنِك الجناحين ، فكنتُ أكره الذهاب إلى منزل خالتي زوجة أبي ، لقد تسبب هذا الديك الخبيث في قطع رحمٍ وانقطاع صِلة ، إلى أن أزاحه الله عني بأن سلّط الله عليه رجال البلدية الأشاوس ، وهكذا يعاقب الله الظالمين والطغاة !!


--------- ----- قلت اذهب يا رفيقي وتعشّ لوحدك ، وأما أنا فارمِ إليّ بالصامولي وبقية عشائي من فوق ناطحة السحاب ، عفواً يا سادة هل يبيعون الصامولي فوق ناطحة السحاب ؟! وكم يكون سعره هناك ؟! قلت له : سأفرش سفرتي على باب البُرج ، ثم إذا ما انتهيتَ من عشائك فتزلّج هابطاً إليّ على جدرانه ، فإني في خصامٍ شديدٍ وخصومةٍ طويلةٍ مع المرتفعات ، مثلي مثل ذاك الرجل الطاعن في السِّنِّ لمّا أرْكبوه الطائرة همّتْه نفسُه فأخذ يقول : "دعوني أقبضها ، فوالله لن أطير عنها ما حييت" يريد أن يقبض على الأرض بيديه وقدميه! إنها النفس وحلاوة الروح ! فمن ذا الذي يُفرِّط فيها !


------------ -- بحثنا عن مطعم بالقُرب من نُزلنا فوجدنا مطعم (الهرفي) وهو يبيع البرجر وسواه ، فقعدْنا وطلبنا ، أقصد فطلبْنا وقعدْنا ، ثم فتحتُ جوالي n95 واتصلت بالشبكة العنكبوتية ، وفتحتُ على موقعٍ مجاورٍ ، وكان أستاذنا وكبيرنا ومعلمنا آيدن قد وضع موضوعاً دعائياً لصاحب الأنف الحلمنتيشيّ ، فرأيت أحد الإخوة اعترض عليه بأنْ كيف تعمل دعايةً لكتابٍ وموقعٍ يعودان لرجلٍ جاميّ ؟! فقرأتُ جواباً ماتعاً لأستاذنا أفاد وأجاد كعادته ، وصال وجال على طريقته ، فأمتع أيّما إمتاع ، فقلتُ لرفيق سفري : بالله عليك اسمع ما يقول آيدن ، فقرأتُ عليه ما قال فأعجبه أيما إعجاب ، فقلتُ له إني سأُخبره بأن رده أعجب جامياً محترقاً! فقال بل متفحِّماً ! قلت بعد ذلك وأنا في حالٍ كبيرةٍ من حسد الغبطة : لله ما أهنأك بتفحُّمك ! وأسأل الله أن يبلغني كما بلّغك من هذه المنزلة السامقة! فإني لا زلتُ محترقاً فمتى أكون متفحِّماً ؟! لقد بحثتُ يا سادة عن التفحّم مظانَّه ، وأعملتُ فيه الخُفّ والحافر ، وهيّجتُ السارح والبارح ، وضربتُ آباط السيارة مشرِّقاً ومغرِّباً ، وفعلتُ وقلتُ ولمّا أصل إلى هذه المنزلة الرفيعة والمكانة السامقة بعْدُ ، فمتى أتفحّم ، متى متى !


-------- ------ ثم أفضتُ في الحديث عن آيدن وظاهرة آيدن ، وأنه أعاد للمنتديات هيبتها ، وللحروف ديباجتها ، وأن في الأمّة كباراً ، عقلاً وقلماً وأدباً ، حتى حضر العشاء ووُضِع على المائدة ، فقطعتُ الاتصال بالشبكة معتذراً من آيدن بطريق الإيحاء عن إكمال الحديث عنه في حضرة طعام ، في حين أقول بيني وبين نفسي : وهل سينفعني آيدن إن أُصبتُ بتلبُّكٍ معوي ! فنوّمتُ في المستشفى ! أو شرِقْتُ بالطعام وأنا أمدحه لألفظ ما في فمي على السفرة فتذهب دراهمي حسرة! نفسي نفسي ! هاتي البرجر يا يدي وضعيها على عجلٍ في فمي..


------------ -- مما رأيتُ في الرياض من المشاهدات ؛ ما رأيته من عجائب في الشوارع ؛ فزحام السيارات في بعض شوارعها مع اتساعها مثيرٌ جداً ، فقد كنتُ في الطريق المسمّى (الدائري الشرقي) ، فكان الزحام في العصر عجيباً ، أرتالٌ من السيارات تتحرك كأنها كُرةٌ ثلجية عظيمة تدفعها خمسون نمْلةٍ ، فهي تتحرك بِبُطءٍ شديد ! أما الشارع الذي فيه دار إقامتنا ، فقد كان شارعاً فرْعياً وعريضاً ، عددتُ محلات الحلاقة فوصل التعداد الحلاّقيُّ معي إلى ستٍّ أو أكثر ، ثم رأيت شارعاً آخر وهو من العجب ! فعلى رصيفه الفاصل بين المسارين وُضِعتْ أعمدة أسلاك الضغط العالي ، وفيه ما فيه من الخطر على أرواح الناس . حفظتُ من أسماء الشوارع : الدائري الشرقي ، ولا أدري إن كان يوجد صِنْوه الغربي! والمخارج ـ أكرمكم الله ـ من واحدٍ إلى اثني عشر إن لم أنْس فالكلام الآن من الذاكرة والذاكرة في طريق اليَبَس ! وشارع عثمان بن عفان ، وطريق الملك عبدالله ، وطريق الملك فهد ..


--------- ----- أما نساء الرياض ـ ولست هنا مُعمِّماً مدحاً ولا قدحاً ـ فقد كنتُ في مكتبة قرطاسيةٍ ، فجاءت إحداهنّ ـ ويبدو لي أنها معلّمة ـ تريد تصوير أوراقٍ فأعجبني ألاّ تغنّج ولا إظهار رِقّةٍ في كلامها ، فكانت تخاطب المسؤول عن التصوير بصوتٍ رسْميٍّ وجادٍّ وفيه نوعٌ من القوّة ، إلا أن صوتها كان مرتفعاً في حضور الرجال ، ومن الأفضل للمرأة أن لا يسمع الرجال صوتها متى أمكنها ذلك .

-------- ------ رجعنا بعد العَشاء إلى دار إقامتنا ، فقد كان غداً الجمعة وبعده السبت ! ولا بد أن نسافر باكراً راجِعَين إلى المدينة ، ولا بد من النوم العميق ، فأمامنا أربعون وثمانمائة كيلاً ستُعطى لنا عدّاً ونقداً ..
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس