عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2011, 01:12 AM   #71
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

(5)

مذكرات أبوالكلام



(1)
القدوم




منارات الحرم الشاهقة .. والكعبة السمراء .. والطائفون بلباسهم الأبيض الجميل .. وإمام الحرم ذو البحة المميزة وهو يدعو بصوت مرتفع .. والحمام الذي يحلق هنا وهناك بكل أمان .. وديار المهاجرين والأنصار .. وخطى الصحابة .. والحرم المدني وهو يحتضن الجسد الشريف ..
والروضة الخضراء ..

آه .. ماأطيبك ياأرض السعودية ؟!

ضربات قلبي تزداد والطائرة تميل نحو المدرج ..

البيوت المتناثرة في الأرض مثل جدول الحصص الأسبوعي صارت تقترب شيئا فشيئا ..

وبينما الملاح يلقي تحية التهنئة بالوصول بلغة عربية لايفهمها أكثر المسافرين على متن هذه الرحلة كان الركاب يتحفزون من مقاعدهم ويعلقون حقائبهم على أكتافهم ..

وضعت قدمي ولأول مرة في أرض الحرمين الشريفين ..

كأن شعاعا يضيء من كل اتجاه .. أو هكذا خيل إلي ..

أمي وأبي وأخوتي كانوا قد حملوني كثيرا من السلام لهذه البقاع .. وودعوني وهم يبكون شوقا وعجزا ..

عندما كنت صغيرا .. صغيرا جدا .. رأيت موقفا لم أفهمه جيدا .. ولكنه ظل يرن في أذني بجرس تبعثه علا مة استفهام معلقة ..

في قريتنا .. إحدى القرى القريبة من كيرلا .. قام الأهل بصنع حفلة استقبال كبيرة لجارنا وزوجته .. شيخ ذو سحنة سمراء .. معكوف الظهر .. وعلى ذقنه شعر أبيض تزينه ابتسامة واثقة .. بينما كان رأسه محلوقا بالكامل !! .. وزوجته العجوز وهي تلف شالا أبيضا أنيقا على وجهها البرئ الطاهر .. بينما تتدلى خصلات من شعرها الأحمر على كتفها ..

كانوا يقولون إنهما قدما من مكة حجاجا .. ومن زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ..

كان اسم مكة في رأسي مرتبطا بالتاريخ وبالقصص التي يقصها علينا المعلمون.. لم أكن أدري بأنها عامرة حتى هذه الساعة ..
حتى أنني كنت أظن هذه الحفلة فرحا بحياة هذين العجوزين بعد عودتهما من التاريخ !!

- شوف صديق..أنت في روه وين؟ .. قيصومة .. كي..سو..مة ..
كان موضف الاستقدام في الرياض يرددها علي .. وهو يشير إلي باصبعه السبابة .. وينظر إلي نظرات تحذير أخير .. ثم يسألني ليعلم مدى حفظي لها :

- وين روه؟
فأقول بصعوبة ممزوجة بوجل وأنا أهز رأسي متفاعلا :
- كيسوم.. كيسوم ..
- كيييسووووومه ..
- كااايسوما .. كاااااااااايسوما ..
- كي.. سوومه .. مه ..
ثم نطقتها بعد عناء .. كي سو..مه .. كيسومه ..

عندما نطقتها لم يشجعني أو يبتسم لحسن نطقي لها وإنما التفت إلى الجالس بجانبي وراح يقول له :

أنت في روه أرطاوية .. أرتاوية .. أر .. تا .. وية ..

وصاحبي يردد وراءه بينما كنت أردد في السر قائلا : كيسومة .. كيسومة ..

وعندما انتهى من صاحبي التفت إلي فجأة وقال لي وهو يشير بسبابته :

أنت وين روه ؟

فغامت الدنيا في عيني .. وتشابكت الحروف من الخوف فقلت وأنا أرفع رأسي واثقا :

- كيسومية ..

وصاح في وجهي وهو يهز يده والزبد يتطاير من فمه قائلا : كيسومة .. كيسومة ..

انتهيت من بعض اجراءات مكتب الاستقدام ..

وانطلقت إلى الرحلة المتجهة إلى القيصومة ..

هناك حيث الكفيل ..

يتبع...
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس