[أسد نجد]

أبيض وأسود

لا أعلم لماذا زمان
مرتبط معي بالأبيض وأسود

ولدي إحساس أن كل شيء زمان كان حلو رغم أن الناس
كان عندها همومها ومشاكلها مثل اليوم
لكن لدي شعور أن الناس كانت سعيدة أكثر ومستمتعة بتفاصيل حياتها أكثر.

وأنا صغيرة كنت أفكر أن الناس زمان بتشوف بعضها أبيض
وأسود ورغم أني المفروض كبرت إلا أنه يأتيني نفس الإحساس
كل لما جدتي تحكي لي عن طفولتها لما كانت صغيرة في الإبتدائي
وتلبس فستان الخروج تحت مريلة المدرسة يوم الخميس
لأن أخوها الكبير سيصحبها معه للسينما تشوف فيلم (( إسماعيل ياسين في الجيش)) أول عرض وكانت تتكلم رغم مرور السنين الطويلة ونظرة السعادة فى عينيها وهي تتذكر التفاصيل كأنها ليلة البارحة ..
كم كانت الحياة زمان بسيطة وجميلة.....

وأحزن لما أشوف الأفلام الجديدة ومستواها

رغم إن الأبيض وأسود كألوان ليست مبهرة للعين إلا أني لما أشوف أفلام زمان أحس بدفئ وعمق فى الإحساس رغم إن أنه من المؤكد أن شكلها أحلى بالألوان بس فيها روح أكثر
وهي بالأبيض والأسود..
نجوم زمان كان فيهم وقار وشياكة.
..........

أشعر أن الأشياء كانت جدا وآضحه

يعني الغني غني فعلا والفقير فقير فعلا
والمثقف مثقف بحق والذي يحب يحب من قلبه وبكل احساسه
والذي يكره يبان عليه..

لكن الآن المليونير يدخل السجن ويعلن إفلاسه رغم الملايين اللي عنده علشان قروض البنك التي تعسر فيها.

والفقير مايعرف كيف يكمل آخر الشهر بمرتبه ولازم يستلف
ورغم ذلك تجد عنده دش وريسيفر و4 موبيلات هو وأولاده

وناس كثير تعتقد أنها مثقفة وهم في الحقيقة تجدهم سطحيين و مدّعين ثقافة

وناس تحبك حسب ظروفها يعني لو فاضية شوية تسلي نفسها وتحبك

وبعد ثانيتين لو شافتك ولا تعرفك هواء معدّي ولا لك وجود أصلا..

زمان كانت الحاجه يا أبيض يا أسود يا صح يا غلط يا حلو يا وحش

لكن إحنا فى زمن على كل لون وكل شكل يعنى الصح من وجهة نظري ممكن يكون جريمة من وجهه نظر آخرين
وفيه أشياء لا يمكن أفكر أن أعملها
وبالنسبة لآخرين طبيعى جدااا

..........

زمان لما ينجح الولد في المدرسة أمه وأبوه يعملوا له فرح والناس كلها تتلم وتهيص كأنه عدى المانش وجاب جائزة نوبل فى الكمياء
على إختلاف مستوياتهم المادية الكل كان بيفرح غنى أوفقير

لكن الآن الولد يقول لأمه أو أبوه إنه نجح يسمع كلمة مبروك بالعافية
ويقول له خلصت من همك عقبال الزفت اللي بعدك
متى أخلص من هم تعليمكم
بقى الرجل يا عينى صعبان عليه يفرح حتى بإبنه

..........

في أفلام زمان كانت البنات والأولاد تسليتهم القراءة ولازم تلاقى كتب فى إيديهم في النادي وفى البيت وعلى البحر وبراحتهم الكل يقرأ ويستمتع
بكل لحظه وبصوت الصفحه وهي تتغير على عالم جديد وحكاية جديدة

فترة من منتصف الأربعينات إلى أواخر الستينات كانت فتره غنية جدااااا
بالكتّاب والأدباء العظماء ونتاجهم الفكري عايشين عليه حتى الآن

لكن الآن اللي يمسك كتاب يبقى عامل فيها أبو العريف وعم المثقف

وأكثر الكتب إنتشارا الآن هي قصص حياة نجوم الفن كتب النكت والألغاز وطبق اليوم ومجلات الأزياء والموضة وكيف تكوني أسرة سعيدة

الناس زمان عانت الكثير لنرتاح وشقيت لكي نعيش
ورغم كل المعناة التي عاشوها
إلا إنهم كانوا يقدّروا الحياة وأستمتعوا بها

الأبيض والأسود في داخلي أكبر من أنه لون لشريط فيلم أو ورق جرايد قديم
لكن هو معنى لإحساس بزمن كان نفسي أنتمي له......