الموضوع: خاطرة أعجبتني
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2011, 01:15 AM   #56
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: خاطرة أعجبتني



الديمقراطية حسب ما ورد في "لسان العرب"
لها أصل مضحك يقول أن جماعتين إغريقيتين اختلفتا في إحدى القرى حول من يحكم هذه القرية ..

فلمّا عجزت كل جماعة منهما عن إقناع الأخرى بقبول زعيم من عندها
اتفقتا على تسليم الحكم إلى أول رجل يدخل إلى القرية..

وهذا ما حدث...
إذ دخل رجل سلّموه حكم القرية حسب الاتفاق وكان اسمه "ديمقريطس"..

فصار هذا الاسم نظام حياة وسياسة ونهج تعامل بين السلطان والناس.


وكلمة "حرّ" عند الغرب "Free ”
متعددة المعاني مثل حرية بالمعنى السياسي ومجانية بالمعنى الاقتصادي..

أما عند العرب فالمعنى يختلف إذ أن الحرّ هو الخالص من كل عيب ..

لذا يوصف الذهب المميز بأنه "حرّ" ...

والحرية تعني المسؤولية الكاملة وترتبط بالحكمة التي تعني حسب "لسان العرب"
أن الحاكم لا يمكن إلا أن يكون مقيدا بالخير والحرية في التوجيه...

أي لا يمكن أن يكون شريرا ظالما لصا لأنه في هذه الحالة يفقد الحكمة والحرية ليكون سلطانا..

وكلمة سلطان تدل على التسلّط ...

وقد دعانا سبحانه في كتابه الكريم إلى الحكم بالحق "أن يحكم بين الناس بالحق"..
ودعا أولي الأمر إلى الحكم بالعدل "واذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل" .

وقد أعطى الإسلام للعرب حقّهم في الشورى منذ أيام رسول الحق والبشرية عليه الصلاة والسلام

واستمر مع الخلفاء الراشدين ليدخل العرب بعدها مرحلة السلطنة المستمرة حتى الآن من المحيط إلى الخليج
مع استثناءات قليلة أبرزها فترة خلافة عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين
الذي قال لمزاحم مولاه "إن الولاة جعلوا العيون على العوام وأنا أجعلك عيني على نفسي
فإن سمعت مني كلمة تربأ بي عنها أو فعالا لا تحبه فعظني فيه وانهني عنه"

ولم تكن الشورى تفرض القرار في عهد الرسول الكريم لأنه أُمِرَ أن يحكم بما أنزل القرآن وألا يتبع أهواء الناس..

وهذا العطاء الرباني للمجتمع العربي الصغير داخل مكة جاء منسجما مع طبيعة هذا المجتمع
الذي كانت أبرز سماته الحضارية الثقافة شعرا وأدبا وسلوكا عاما وانفتاحا
يستوعب تقاليد وعادات وأمزجة العالم الذي كان يقصده في التجارة والديانات

حتى في اعتماده الخزعبلات وهو يبني الأصنام ويقيمها ليبيعها لقاصديه مع علمهم بأنها صمّ بكم عمي ولهذا سميت أصنام .

وقد استوعب هذا المجتمع المكي وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاوره نحو عشر سنوات
وهو يدعو للتوحيد مع يقين هذا المجتمع بوجود الإله الواحد إلا أن مصالحه الاقتصادية
سيطرت على عقله وسلوكه تماما... كما يعرف السلطان الأمريكي الآن بوجود الأخلاق وهو الذي يدعي إيمانه المسيحي لكن مصالحه الاقتصادية هي التي تسيطر على سلوكه وعقله.

وهكذا نحّى السلطان المكّي الذي كان يحكم العالم القديم في السياسة وموقعه الاقتصادي الهائل
بحكم وجود بيت الله الحرام في قلبه ..
نحّى الأخلاق والضمير والدين كي يواجه الرسول الأكرم..
تماما كما نحّى السلطان الأمريكي الأخلاق والضمير والدين لمصلحة الذات المادية في وجوده.

وقد سعى زعماء القبائل المكية لمواجهة دعوة الرسول الإسلامية التي من شأنها تقويض مجتمعه ....
بالحوار والدعوة لإقامة البراهين التي كان يأتي الرد عليها بآيات قرآنية..
واستمر الجدال عشر سنوات ما بين حوار وافتراءات تعسفية وحملات إعلامية من جانب المجتمع المكّي
مماثلة للحرب الدعائية الأمريكية

حتى شعر المجتمع المكي أن وجود الرسول سيقوّضه ويحيله نحو مصالح أخرى
فيها مكان أوسع للضمير والأخلاق وسيادة الواحد الأحد وانهيار أركانهم الاقتصادية
بسقوط الأصنام مورد الرزق الرئيسي فسعوا لقتله ..فغادر المدينة مهاجرا.


وهذا ما تفعله أمريكا الآن بإقرار حلفائها في الثقافة والمصالح الاقتصادية
الذين يشكون من انقسام العالم بين شرق وغرب وتفرّد أمريكا بقضايا العالم والتعامل معها حسب مصالحها .

النقود تقول "نحن نقود العالم" ..
وتطبيقا لهذا المبدأ كتبت الولايات المتحدة على عملتها الخضراء
"In God we trust" - نؤمن بالله لنقود بها العالم .


كلينت بولاك "مدير مركز أبحاث سابان للسياسة في الشرق الأوسط والذي عمل مع الرئيس الأمريكي
السابق كلينتون في منصب مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي يقول
" إن أهم مصلحة أمريكية في الخليج هي ضمان تدفق النفط واستقرار منطقته..
والسبب الذي يعطي للولايات المتحدة الأمريكية مصلحة شرعية في مهمة استمرار تدفق النفط بشكل
رخيص نسبيا يكمن في أن الاقتصاد العالمي أصبح قائما منذ خمسين سنة
على إيجاد كميات أكبر من النفط الثمين..
واذا ما زال هذا الأساس فسوف ينهار الاقتصاد العالمي كلّه..
وهذا يعني أن الاحتلال الأمريكي للعراق هدفه حماية الاقتصاد العالمي "..
وكأن مصالح البشرية كلها تتطابق مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ..

وتقول "إن المصلحة الحيوية للولايات المتحدة المحافظة على وجودها العسكري في الخليج
لأن هذه المنطقة تحتل موقعا حساسا ومهما من ناحية جيوستراتيجية
فهي قريبة من الشرق الأوسط ومن آسيا الوسطى ومن شرقي أفريقيا وجنوب آسيا..
واذا لم يكن للولايات المتحدة وجود عسكري هناك فسوف يتقلّص نفوذها وقدراتها في مناطق أخرى عدّة ومهمة في العالم"..
وهكذا فإن الرأسمالية الأمريكية تحلّ جميع مشاكلها بواسطة القوة العسكرية .

ولنفس السبب أسقط الرئيس بوش مشروع الشرق الأوسط الكبير بالباراشوت فوق مؤتمر القمة العربي
ليقطع الطريق أمام أي مشاريع إصلاح عربية..
وهذا المشروع يهدف لدمج إسرائيل بالمنطقة شرعيا ويعطيها الوكالة الحصرية لإدارة شؤونها
سياسيا وأمنيا واقتصاديا باعتبارها الدولة الديمقراطية الوحيدة حسب التصنيف الأمريكي ..القادرة على تعليم الديمقراطية لباقي دول المنطقة.

انتهت مرحلة الدعوة في مكة بهجرة الرسول الكريم إلى المدينة المنورة حيث بدأ عهد الدولة وبناء المؤسسة
وبدأت مرحلة المواجهة بين دولتي المدينة ومكة وكان أبرز أركان المواجهة آيات تحرض على القتال وردّ المعتدين وملاحقتهم
"وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم"...
لكن الحال يختلف في عصرنا الحاضر..
لأن من يخضع لتسلط سلاطين العصر من المحيط إلى الخليج الذين قايضوا كوارثنا وطقوس موتنا بالعملة الصعبة..
لا يملك أي حافز للمحافظة على أنظمة بلدانه ..
فالعربي المحروم من الحرية لا يجد نفسه مدفوعا للوقوف مع أنظمته التي حرمت شعوبها الحرية
وسرقت خيراتها وتركتها لقمة سائغة لأمريكا فحق عليها قول الله عز وجل
"ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون" - صدق الله العظيم



لن أستغرب اذا تضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد مطالبة أمريكا بطلاء الحجر الأسود باللون الأبيض .
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس