15-05-2011, 03:20 AM
|
#3
|
ذِكرُ الله غنيمَةٌ بارِدة .
|
رد: - إيهٍ .
-
*
اليوم أحسستُ بنشوةِ الإنجاز , شعورٌ لم يُراودني منذُ سنينٍ, و كان لزامًا أن أوّثق .
في كلّ سبتٍ أجدني مُذبذبةً لا إلى هؤلاءِ ولا إلى هؤلاءِ, وإني بالكادِ أستيطعُ بلّ ريقي , دونَ مُبالغة .. المُشكلة أني لا أتأدّبُ !
حضرتُ في ساعةٍ مُبكرةٍ من هذا الصباح < لا أحد يُصدّق, تراني مخلوقة من تأخير أصلاً, فقط أعزّي نفسي
وكلّي أملٌ بيومٍ سعيدٍ مُشرقٍ خفيفٍ بااااااااااااااااارد.. يااارب !
إلا وتفاجئني صديقتي ال اكتظّت بالدفاتر والأقلام والمجلدات والمراجع والأوراق, أرى حقيبتها من فوقِ رجليها , قوارير الماء أسفل منها و بالكاد ألقيتُ عليها السلام لتسمع فتردّ, حالة استنفار رهيبة !
المُهم .
جلستُ بمقعدي, ولم أستفسر عن هذا الوضع , كوني باردة الطبع إبّـانَ أولّ حضور .
تركت ما بيديها صديقتي و التفتت لتعصفَ بي قائلةً : لا بالله احلفي ! جبتِ ورقة عمل المدخل؟ جبتِ الأهداف اللي قالت د/ ... ؟ لخّصتِ العشرين ورقة بسبع نقاط؟ خرّجتِ أحاديث؟ جبتيها؟....
وبدأت رأسي بالاكتظاظ والسمع ما عاد يُطيق, و أردفتُ قاطعةً حديثها : لحظظظظة وش صاير بالهون! كل هذا لليوم ؟!!!!!!!!!!
قالت نومي بس نومي يكون أحسن .
و أعرضت عني لتُكمِل ما بيدها , و أنا مُتسمّرة في مقعدي شاخصةَ البصرِ فاغرةَ الفاه و أعيش تناحة عجيبة !
بعد مرور دقائق بدأت أستوعب وبدأ بطني يعصرني ألمًا لهذا الهمّ ال اعتلى ظهري الآن , و أيم الله استمرّ يعصِرُ فيَّ طيلةَ يومي, ما صُنعي يا ربّ : (
قُلت يا نفسي استعيني بالله و لا تعْجزي, تستطيعي أن تُنجزي جميع ما سبق في غضونِ ثلاثِ ساعات , وبدأتُ أُراوِد نفسي تعزيةً : /
جعلتُ حانيةً رأسي أكتبُ وما التفتُ لما يُلقى عليّ من دروس, فجأة أوقِف الدرس !
قالت أستاذتي : ما تكتبون يا من بالخلفِ ؟
فرفعتُ رأسي و عينيّ مزغللتينِ لا أستطيعُ رؤيتها كما ينبغي
سألت صديقتي و أنا بجانبها سيأتيني الدور بعد قليل : ما تكتبين ؟ قالت : حديث , قالت لا تكذبين قالت هه والله قدّامي حديث . , و قد أخفت ما كانت تكتب بسرعةٍ رهيبة .
ثم التفتت الدكتورة صوبي فقالت : أمّا أنتِ فلا تستطيعي أن تكذبي! قولي ما تكتبين, ضحكت بداخلي جدًاااااااا و لم أُبدِها
وقلت في نفسي يا حسرة عليك ما تجيبين شغلك بيومه لا وبعد زود الشين شين ما تعرفين تكذبين
فصدقتها قولي.
بعدما انتهينا , دلفنا راحلينَ إلى الأستاذة الأخرى ال أثقلتنا بالطلبات و دخلنا مكتبها و مددتُ لها ورقة العمل .
فقالت وهي " متقرفة ورافعة الورقة" و تتفّل بعد : كذا بتيجبوه ورقة كذاااا ؟
ثم رفعت ملف أحد الطالبات وقالت : شوفوا شوفوا كيف همّا البنات جايبنّو < في خاطرها ياللي ما عندكم ذوق
و أنا لستُ بوضعٍ لأشرحَ لها حالتي , فرأسي تأكلني صُداعًا , ابتسمت .
قالت : خوزيه ولمّا بتكمّلي شُغلك هاتيه بملف مُستقل
فجعلتُ أُداعبُ نفسي قائلةً : أقسم أنكِ لا تُريدي ورقة العمل بل كل هذا الطلبات لأجل أن تحصلي على أكبر قدر من الملفات, يا بنت الحلال قولي جيبي ملف أجيب لك من عيوني و بلاش هالتعب ذا كله ههههههههههههه , ثمّ من ملحك الحين المشكلة إنك سبّحتيني بتفالك و هالذوق اللي ذابحك والله ليت من يلفعك قبل يمشي من مكانه .
< كل هذا الحديث دار في خلَدي وهي تُناقشني في شأن الورقة ولم أكُ لأعي قولها أصلاً .
مشيت و أنا أجرّ خطاي من التعب والإرهاق , ولسان حالي يقول : الله حسيبك ! وأمسحُ من وجهي آثار التفال < آخر قطرة
’
يسّر الله و أن قيّضَ لي إحدى صديقاتي الطيّبات فمدّتني بتحضيرٍ قد أعدّته آنفًا , وكنتُ في أمسّ الحاجة .
هذه الصديقة تُخجلني دائمًا أبدًا , أشعرُ بالامتنان يا الله لها ..
إلهي تعلم حجم امتناني ؛ فبمقداره مُدَّ لها الرِّضا والخير والسَّعادة والرّزق الطيِّب والثبات مادامت حيّةً , وحين تأتيكَ يا إلهي كافئها بالفردوس الأعلى من جنّتك ..
.. ينتهي الكلام وتعرفُ أنتَ يا الله كلَّ شعور , وامتنان .. ودُعاء مُستتِر.
مضى يومي بالغ التعبِ و الإرهاق, و ما ألذّه من إنجازٍ إن خالطهُ شيءٌ من نصَب, و عسى ربي ألا يكلني إلى جهدي و جلَدي و أرتاح من همّ هذه المادة البغيضة و أن يُسخّر لي و للمُسلمين
*
|
|
|