(( عنز ولو ساقت ))
في البداية أرجو ألا تضطرونني لأن أحلف أن مسألة قيادة المرأة للسيارة عندنا أقل أهمية عندي من كون البيضة قبل أم الدجاجة ذات الريش !
ناهيك عن أمور وقضايا ننشغل بها يوميا بل كل ساعة في تجدد غير مسبوق للأحداث والقضايا ...
إذا فهو لا يهم !
يعني قادت ولا طارت هذا لا يهمني وأظن أنني مكفول الحرية في توزيع دائرة اهتمامتي , ولكنني هنا أريد أن أمارس السخرية بقلمي بعد عصر يوم خميس قائض آخر ....
ومع أنني أكتب الآن بنفس ثلاثة أرباع مسدودة فلا شيء في الأفق يستحق إلا أنني وبكل صراحة وجدته الخيار والملفوف الوحيد لهذه الساعة قبل أن يضف اللفح القيضي عفشه لليلة جمعة نجدية رائعة ...
كنت ليلة البارحة مع بعض الأصدقاء وطبعا حظيت بنت الشريف باهتمام الموجودين لمدة عشر دقائق للحديث المكرر للمرة المليون بعد الألف !
كان بصحبتنا أحد القلائل من ذوي الخيال المحلق الذي يتخيل أمرا ثم يرسمه بشكل كرتوني ثم تهتز أوصاله لدقائق ضاحكا على سيناريو ألفه وأخرجه ونفذه خلال ثوان !
في كل مرة نشفق على أنفسنا أننا لا نضحك مثله من قلب !
هذه المرة أشفقنا عليه لأنه كاد أن يذهب من بين أيدينا لأن موجة الضحك لم تتوقف فيما بدأ الرجل يستنجد بنا لإيقافها حال بعض الزعماء من ذوي الثورات المضطرمة هذه الأيام !
وبعد دقائق من عودة شظاياه لأماكنها سالمة أخبرنا أنه ضحك لأنه تخيل أحدنا من ذوي البطش والغيرة وهو يذهب لزوجته في طريق الملك فهد الساعة الثامنة صباحا من يوم السبت لأنها عملت حادث سيارة نتج عن إثره شجار بين 25 رجل وامرأة ممن تورطوا في الحادث التراكمي !
وكيف أنه لاذ فرارا بها من بين الحشود فوق منكبيه الممتلئين !
لا توجد وللأسف لدينا مراكز دراسات منصفة ومتجردة ودقيقة لتخبرنا كي يتخذ أصحاب الصلاحية قرارهم حول الأمر وفق منهجية مقنعة ...
لم يخبرنا أحد وبشكل عملي عن ما إذا كنا بحق نحتاج لهكذا قرار وأنه أهم من أي شيء وأن علينا جميعا أن نطالب بذلك ...
كما لم يخبرنا أحد عن طبيعة المشكلات المتوقعة في حين ورد قرار بالسماح ...
لا نملك تصورا ولا حتى من يتوقع أن يصدر القرار حول المشكلات الاجتماعية والأمنية والمرورية والاقتصادية والسلوكية ووو كما يعبر الرافضون وبعنف وكأنها بالنسبة لهم قضية موت أو وفاة !
لا يعدو الأمر عن كونه كسر عظم !
كل الذين يتحدثون من الطرفين يعتبرون الأمر كذلك , وكل تصوراتهم انطباعية لا علمية ولا نتجت عن دراسات فنية رقمية تضع الأوراق بهدوء أمام صاحب القرار ....
أحرجنا أنفسنا أمام العالم بين مؤيد ومعارض حتى أصبحنا بقضيتنا أضحوكة للي ما يسوى وما يسوى !
لا يملك الجميع ردا مقنعا لأننا وللأسف المكرر نتعامل مع الكثير من قضايانا بناء على ردات فعل وأمزجة وانطباعات , ولأن كل الذين يتحدثون باسمنا عن هكذا قضايا من كتاب وصحفيين ومفكرين وواعظين وو .. يتعاملون مع الأمر من مكان ضخ الدم للبطين الأيمن والأيسر ... !
إيش أفضل أنها تسوق أم تذهب مع السائق ؟
قلت له : إلى أين ؟
قال : للجامعة مثلا ...
قلت مع الحافلة ...
قال : لأ لأ جاوبني ... ما فيه حافلة ... ! يا السواق يا تسوق !
قلت : خلاص ... وش رايك بالطيارة !
والثاني يخبرني عن الجرائم التي ستقع فيما لو قادت وكيف أننا سنتحول إلى شيكاغو أو حتى صقلية !
وتجد فتيات صغيرات لا تعرف إحداهن كيف تغسل الكوب بعد الشاي يتحدثن عن الظلم الواقع على عواتقهن المائلة من كثرة لعب ال ستيشن جراء حرمانهن من حقهن الشرعي في القيادة ويملأن الدنيا ضجيجا عبر التويتر والهيس بوك وكل المنتديات فيما يعتبر أكثرهن مجرد فتيات من خلف الكيبورد !
حالة من التخبط حيال الأمر الذي يطفو وينغمر كتمساح كفيف في بحيرة معشبة !
لا بحث عن بدائل ممكنة ومفيدة , ولا دراسة للتجربة في بلدان مجاورة مشابهة ومدى إسهامها فعليا في حل مشكلات واقعة أو مفترضة ...
لا بحث عن جدوى اقتصادية أو اجتماعية أو ضرر ...
لا هدوء وروية أثناء الحوار والنقاش ..
لا توزيع عملي ومنصف للأدوار فيمن يحق لهم الحديث المقنع المنطلق من بصيرة وتخصص ...
ومع الاستمرار في هكذا أدوار وأحاديث وحوارات تبقى الأمور تحوص وتلف في محيط :
(( عنز ولو ساقت ))
أبو معاذ الخريف
إنه لمن المحزن جدا أن يحتل موضوع سياقة تلك المرأة حيزا من المنابر أكبر بكثير من أشياء أهم بكثير جدا
فعلى سبيل المثال:
موضوع ارتفاع الاسعار
البطاله
تهديدات ايران
مشاكل العنوسه
ظاهرة الطلاق
المواضيع كثير ليه مركزين على القير والكلتش والمرأه !
أم أن وراء الأكمة ما وراءها