عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2011, 07:32 PM   #55
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت


.

أضواء من قريب

.

إنها الحقيقة المطلقة.. أنه لا يمكن أن يجتمع الخير مع الشر.. ولا الحق مع الباطل.. ولا الحبّ مع الكره.. ولا الصدق مع الكذب..
مهما توهّمنا من طرق المطابقة بين تلك المتناقضات.. فكل هذه الطرق زيف.. وكلها خداع.. وكلها حيادٌ عن منهج الحقّ وارتكاس إلى حمأة الباطل!!

****

هنالك أشياء يصعب نسيانها في هذه الحياة.. كالظل.. لا تستطيع نسيانه لأنه سبق النور الذي به اهتديت..
وكالحبّ.. لا تستطيع نسيانه لأنه قطع السبيل على الأحقاد والأضغان أن تجد طريقها إلى قلبك..
وكالودّ.. لا تستطيع أن تنسى أيّة لحظة طهّرك بها من أسباب الكره.. فأسبل على قلبك غمامة من ريح الخير الذي لا يموت!

****

في هذه الحياة ليس ثمّة شيء أروع من إنجاز الأعمال بالحق للحق.. متقنة كما أراد الله.. خالصة لوجهه الكريم..
إنها سعادةٌ تغمر شغاف القلب ليس بعدها سعادة في الوجود! أن تكون في كل حركة وكل سكنة مع الله.. تعمل لله.. وتحبّ لله..
وتشعر مع الآخرين لله.. تقبس كلّ يوم قبساتٍ من كتاب الله تجعلها منهاجا لك حتى تسند رأسك على وسادتك وتقول:
“اللهم بكَ أمسينا.. وبكَ أصبحنا.. وبكَ نحيا.. وبكَ نموت.. وإليكَ المصير..”.

****

حاولتُ كثيرا أن أعثر على شيء في هذا العالم ينفي الحقد والكراهية من النفوس.. ويمسح عنها الهمّ والحزن والكمد..
فلم أجد ترياقا أعذب من الحبّ..
يُحيل كل رقعة سوداء من الحقد في النفوس إلى جنّة بيضاءَ.. وينفي الكره عنها كما تنفي النار الخبثَ عن الحديد!
ولعلّها تكون من أجمل اللحظات أن نمشي وسط ركام النفوس المريضة الحقودة كَدُرّة من الحبّ بيضاءَ متوهجة..
تزيل من طريقها كل سواد.. وتمسحُ عن النفوس التي تلاقيها كل همّ وحزن وكمد..!

****

أعتقدُ أنهّ من السهولة بمكان أن نصرخَ في وجه الباطل.. وأن نبيّن زيفه وخداعه..
ولكنّ المهمّة الأصعب التي لا يقدر عليها إلا أصحاب القلوب الكبيرة هي أن نرفق بحامل هذا الباطل..
لأنه كيان بشريّ لا ينبغي أن يبقى مكبًّا على وجهه.. ولأنه ضالٌّ يحتاج من يرشده..
وغارق في الوحل ينتظر من ينقذه.. وظمآن لينابيع الحقّ فلا ينبغي حرمانه!

****

مباهج هذا العالم كلها لا تساوي ذرةً من الفرحة التي تفيض في صدر المؤمن حين يناجي ربّه في ليلة هادئة يخشع فيها القلب..
وتنهمر الدموع فتجلو عنه كل همّ.. وتزيل كل غمّ.. وترفع عن قلبه الحزن فتبدله قربا من الله..
يفضي إلى سعادة لا يجد مثيلا لها في كل ما أبدعته هذه الحضارة البائسة من وسائل اللذة والراحة والسعادة!
فالسعادة الأولى مصدرها من عند الله.. وطريق تحصيلها طاعة الله..
والسعادة الأخرى مصدرها الجهل بحقيقة الله.. وطريقها التنكّب عن طاعة الله!

****

أحيانا نستذكر أحداث الطفولة بأروع ما فيها.. ثمّ نحسّ لبرهة أن قطار الطفولة قد فاتنا..
فما عُدنا بقادرين على استرجاع تلك الأشياء التي قمنا بها.. ولكنّ التفكير في هذا الاتجاه خطأ كما أحسبه!
فليس بالضرورة أن نقوم بتلك الأشياء بطريقة الأطفال..
إنما نقوم بها بطريقة “الكبار” الذين يحملون قلوب “الأطفال”!
فمن لم يترك للطفولة حيّزا في قلبه فإنه يُستحسن أن يزور حدائق الألعاب ويتأمل لفترات طويلة أولئك الأطفال كيف يلعبون ويمرحون..
وهم في غيبة عن كل ما يدور في خلد أمثاله من إرهاق الحياة وتعبها وذلّها
حين تخلو القلوب التي تعيشها من مرح الأطفال.. وبداءة الأطفال.. وسذاجة الأطفال!

****

النميمة طريق سهل للوحوش الآدمية التي تحبّ أكل القلوب.. وتسعد بإسقاط الناس.. وتصفّق ملهوفة لكلّ زلة قلب..
وتفرك يديها مبتهجة حين تكون قد أفرغتْ كل محتوى الشرّ بما بثّته في آذان الخلق من أخبار الناس.. وزلات الناس.. وعورات الناس!
ولكنّها حين تخلد إلى النوم لا تسلم من لذعات الألم والحرقة على ما يتناوش فكرها في الظلام..
فلا يدع للطمأنينة حيّزا تلقي فيه ظلالها.. ولا للراحة مجالا تبسط فيه سكينتها..
فهي ملهوفة أبدا.. متوترة دوما.. لا تفيء إلى الخير لأنّ قلوبها امتلأتْ بالشر!

****

سبيل الخير واضح.. وفيصل الحقّ أبلج.. وما عند الله باق.. وما في هذه الدنيا فان..
فلماذا نركن إلى ما تمليه عليه شياطيننا ونفوسنا من شرّ وحقد وكره ونغفل عمّا في طريق الله من خير وودّ وحبّ؟
فهلاّ أرختْ تلك القلوب سدول الخير والحبّ والمودة لتجعلها منهج حياة في التعامل مع قلوب الناس؟
وهلاّ قطعت الطريق على كل شرّ وكره وحقد؟ فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

****

إنّ الطريق إلى الجنّة طريق صعب طويل.. فهو مفروش بالشرّ والخير في آن.. وبالحقد والودّ.. والحبّ والكره..
والبطولة أن نعرف كيف نقوم بعمل الخير ونحن نتجنّب الشرور ونحاول إزالتها..
ونملأ قلوب الخلق بالمودة في يدٍ بينما اليد الأخرى مشغولة بنفي الحقد عن تلك القلوب..
وننثر الحبّ على النفوس في الوقت الذي نمسح فيه الكره عنها.. فهل من مشمّر من السالكين؟

إنّ هذا القرآن حاضر.. وريحُ الجنّة يفوح..!!
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس