عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2011, 02:37 PM   #210
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

محمد حسنين هيكل يكشف عن معلومات سرية حول مقتل بن لادن









نشرت جريدة الأهرام المصرية الجمعة الجزء الأول من حوار مطول مع الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل تحدث خلالها عن الثورة المصرية والجرائم السياسية التي ارتكبها حسني مبارك خلال فترة حكمه. كما كشف طي هذا الحوار الذي يعيد المصدر أونلاين نشر ه، عن أسرار "اغتيال" الولايات المتحدة لأسامة بن لادن، ومعلومات سرية عن تحركات بن لادن وظروفه التي مر بها خلال السنوات القليلة الأخيرة، كاشفاً عن أسرار مثيرة وجديدة، وقال إن أمريكا قتلت رجلا كانت تعرف أنه على حافة الموت من فشل فى الكلى وأن الإحساس العام كان أن الرجل سوف يموت بشكل طبيعى خلال 3 أو 4 شهور.

حاوره: لبيب السباعي



- "أسرار إغتيال بن لادن"

- هل ما يجرى فى العالم هذه الأيام بعيدا عن مشهد الرئيس الامريكى باراك اوباما وهو يعلن عن نجاحه فى القضاء على أسامة بن لادن كيف قرأت الخبر؟. وما اكثر ما لفت انتباهك بين السطور؟ هل يكون اغتيال بن لادن هو القشة التى يتعلق بها اوباما فى الانتخابات القادمة. أم يجوز ان يكون القشة التى تقسم ظهره إذا قررت القاعدة الانتقام ؟
- موضوع قتل «أسامة بن لادن» موضوع مهم، وهو يستحق التدقيق فيه بأكثر من أنه مجرد عملية تليفزيونية على طريقة مغامرات «رامبو» وعضلاته الفولاذية، هي موضوع يستحق أن يُدرس بعناية، وأن تتابع آثاره وتداعياته، لأنها مهمة ، وبادئ ذي بدء. أريد أن أحدد أنني لست متعاطفا مع الرجل، ولا قابلا من الأساس لفكره، ولا مقتنعا بسلامة مواقفه، لكن قصة الرجل في الحقيقة هي مأساة أمة، جرت خديعتها، وجرى سحبها بعيدا عن مقاصدها، وجرى استعمالها في حروب الآخرين، ثم جرى استخدامها في التشهير بدينها، ثم وقع قتلها بدم بارد بواسطة هؤلاء الذي خدعوها واستعملوها واستغلوها، وقبل أن أعرض رأيي في قتل «بن لادن» فقد تصادف أننى كنت في لندن وباريس فى أعقاب اغتياله، وسمعت الكثير من التفاصيل مما أظنه معلومات صحيحة، وهذا قصارى ما يسأل عنه الصحفي، فالصحفي الذي يستقصي عليه أن يعرض ما هو صحيح، بمعنى ما سمع وما رأى وما وثق فيه من ثقته في مصادره، لكن الحقيقة الكاملة موضوع آخر يملكه التاريخ على المدى الطويل.

إنني أسمح لنفسي أولا أن أقول أن الولايات المتحدة قتلت رجلا كانت تعرف أنه على حافة الموت، من فشل في الكلى، وقد بدأت إصابته بمشكلة حصاوي ملأت إحداهما، وأجريت له عملية جراحية في مستشفى سعودي أزالت واستأصلت واحدة منها، وكان ذلك في سنوات سابقة عندما كان مازال مواطنا سعوديا مرضيا عنه، مقاولا من أسرة مقاولين تعمل بنجاح في المملكة العربية السعودية، وفيما حولها من البلدان، بعيدا وقريبا، وكان لهذه الأسرة نشاط مقاولات في أفغانستان، وعندما بدأت معركة ما يُسمى بالجهاد الإسلامي ضد الوجود السو?يتي في أفغانستان، ودخلت السعودية - بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية لتمويل وتسليح ما سُمي وقتها بـ «المجاهدين» ضد الإلحاد الشيوعي، وتبعتها بلدان عربية أخرى وكانت المخابرات المركزية الأمريكية، والمخابرات السعودية تشرفان معا على عملية «الجهاد الإسلامي» ضد الإلحاد الشيوعي، ودخل «بن لادن» إلى الصورة من ناحية أن المخابرات السعودية طلبت إليه باعتباره مقاولا أن يكون غطاءً لدفع الأموال لمعركة ما سُمي بـ «الجهاد الإسلامي»، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالله عزام وأصبح مقره في «بيشاور» عاصمة الإقليم الشمالي الغربي من «باكستان»، وجرى تجنيد آلاف من خيرة شباب العرب والمسلمين تحت شعار هذا الـ «الجهاد الإسلامي»، وحين خرج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، انسحبت المخابرات المركزية الأمريكية من عملية «الجهاد الإسلامى»، وأرادت المخابرات السعودية أن تنسحب، لكن «بن لادن» ومعه كثيرون من جماعته، وقد أحسوا بالخديعة بعد اقتناعهم بفكرة «الجهاد الإسلامي»، راحوا للقتال ضد الشرك هذه المرة، وليس ضد الإلحاد، وحولوا أسلحتهم ربما بالانتقام أو بالاقتناع، إلى القوات الأمريكية التي غزت أفغانستان عسكريا، ردا على تمركز تنظيم القاعدة في أفغانستان، متحالفاً مع حكومة «طالبان»، وكانت القاعدة في التقدير الأمريكى هي المسئول الأول عن كارثة 11 سبتمبر 2001، بكل ما حدث من دخول طائرتين في برجي التجارة في نيويورك، وثلاث طائرات آخرى فوق أهداف أخرى في عملية من أغرب العمليات الإرهابية في التاريخ الحديث (وتلك قصة مازالت موضع جدل شديد، وأساطير وحكايات بلا نهاية).

حدث بعد ذلك أن «أسامة بن لادن» أصيب بالتهاب في كليته الثانية، وعندما جرت مطاردته وهربه من جبال «تورا بورا» كان قد بدأ يعاني من أعراض التهاب كلوي جديد يؤدي إلى فشل كلوي، وتحمل الرجل آلامه، حتى تمكَّن من الوصول إلى مكان آمن بعيداً عن «تورا بورا»، وقد رآه أطباء عسكريون من المخابرات الباكستانية I.S.I، ورأوا أن الفشل الكلوي وقع بالفعل، وقرروا حاجته إلى غسيل كلوي Dialysis بانتظام، وإلا أودى المرض بحياته، وسنة 2004 بدأ البحث جديا عن ملجأ مأمون له، بعيدا عن مواقع القاعدة في الجبال، وفي الحقيقة فإن تنظيم القاعدة كان قد تبعثر، وفقد عموده الفقري، وأصبح بسبب الحرب ضد الإرهاب عنوانا للتخويف أكثر من تهديد جدي، كما أن عناصر متعددة في بلدان كثيرة وجدت اسم القاعدة علامة شهيرة تنسب نفسها إليه، وبينما كان زعيم القاعدة يعاني من مرضه، كان تنظيم القاعدة قد تحول إلى اسم شهرة في حرب نفسية، أذيعت فيها الأشرطة المسجلة على الفضائيات بأكثر مما جرت فيها عمليات جهادية أو انتحارية أو إرهابية، فكل له الحق أن يسمي أعماله كيفما شاء! وفي سنة 2004 أيضا بدأ بحث «بن لادن» في باكستان عن مأوى له، وكان الكثير من ذلك بمعرفة ومساعدة عناصر من المخابرات الباكستانية (I.S.I)، راحوا معه يبحثون عن مقر مأمون بعيد، يمكن علاجه فيه، وعلى أي حال فقد أمكن العثور على قطعة أرض في محيط منطقة «آبوت آباد»، قُرب الكلية الحربية الوطنية العليا للجيش الباكستاني، وفي متناول رعاية أحد مستشفياتها، لكن المطاردات الأمريكية فرضت على الباكستانيين قدرا من الحذر في التعامل مع «بن لادن»، وإن بقى بعض كبار ضباط المخابرات ملتزمين - بالواجب!! - تجاه سلامته، وعلى أي حال، فإن الطبيب العسكري الباكستاني الذي كان يعالج «بن لادن» طلب إعفاءه، وفي ذلك الوقت - أوائل 2005 - راحت الزوجة الثالثة لـ «بن لادن»، واسمها السيدة «نجوى» تبحث عن طبيب مسلم، مستعد للإقتناع بالعقيدة، لكي يقيم مع «أسامة» (بن لادن)، ويشرف على عملية علاجه، واتصلت سرا بالفعل بأحد الأطباء في لبنان، وبواحد في الأردن، وثالث في سوريا، لكنها لم توفق في مهمتها، وكانت حالة زوجها تسوء، وإن بقى متماسكا! ومع سنة 2007، وصلت حالة «بن لادن» عند حد الخطر، واقتضى العلاج أن يجري له غسيل الكلية مرتين في الأسبوع تحت درجة ما من الرعاية الطبية، حتى وإن كانت بدائية، وبواسطة جهاز منقول لهذا الغرض، جرى شراؤه من «كاراتشي»، ووضع في غرفة مجاورة لغرفة نومه، خصوصا وأن أعراض غسيل الكلى كانت ترهقه، بأكثر مما كانت ترهق غيره من المرضى، لأن حياة الجبال استهلكت عافيته، وكانت أبرز الأعراض حالة من الإرهاق والدوار تعتريه طوال يوم غسيل كليته، يلتزم بها فراشه مغمضا عينيه وصامتا

-- "4 أسباب دفعت أمريكا لقتل بن لادن قبل أن يموت"
ويقول الاستاذ هيكل أنه منذ يونيو سنة 2010 استطاعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بوسائلها، وبتعاون مع عناصر باكستانية أن ترصد البيت الذي بُني للرجل من سنة 2005، في الموقع الذي اختير له وبالمواصفات المطلوبة قرب «آبوت آباد»، وفى صيف عام 2010، تمكنت المخابرات المركزية من العثور على دور بأكمله في بيت قريب من المنطقة، يستطيع من بعيد رصد ما يجري في بيت «بن لادن»، ومن وقتها أصبح كل ما يجري داخل البيت، بما فيها غسيل الكلى مرتين كل أسبوع معروفا بدقة، في مركز المراقبة الأمريكي، وفيما سمعت في الأيام القليلة الماضية فإن ما قيل عن اعترافات أعوان «بن لادن»، المعتقلين في «جوانتانامو»، دلوا على مكانه، وعينوا رسولا له، ينقل عنه الأوامر، وينقل إليه المعلومات - كان غطاءً بولغ فيه مع أن أصله صحيح، وفي الأسابيع الأخيرة كانت حالة «بن لادن» تتدهور بسرعة، والإحساس العام أن الرجل في أيامه الأخيرة، وأنه على الأرجح سوف يموت طبيعيا بمرضه خلال ثلاثة أشهر أو أربعة، وهنا لم يعد هناك مجال للانتظار، خصوصا وأن هناك خططا أخرى أكبر من شخص «بن لادن»، وما آل إليه حال «القاعدة»، وأهم مما وصلت إليه من شتات.

كانت لدى واشنطن عند اتخاذ قرار قتل «بن لادن» أهداف وخطط أخرى:
- 1- أن شعبية الرئيس «أوباما» تتدنى، وموسم الانتخابات يقترب، والرئيس يريد مدة رئاسة ثانية، وهناك مخاوف من أن يرشح حزبه شخصا غيره للرئاسة، إذا بدت فرص «أوباما» ضعيفة في نوفمبر سنة 2012، وكان هناك لغط كثير عن احتمال ترشيح «هيلارى كلينتون» للرئاسة، خصوصا وقد زادت شعبيتها في استطلاعات الرأي العام عن شعبية الرئيس، كما أن الحزب الجمهورى بدأ يفكر في مرشح جديد وقادر، وجرى التفكير في الچنرال «دافيد بترايوس»، قائد الحرب في أفغانستان، ليكون مرشح الحزب، وهو چنرال يملك شعبية كبيرة سياسية، كما هي عسكرية.

- 2- كان الموقف الأمريكي يسوء، وكانت ميزانية الدفاع الأمريكى هي المجال الأكبر لأى تخفيضات ضرورية في الإنفاق، الذي شكَّل تضخمه عبئا كبيرا على الاقتصاد الأمريكي، وأبرز بند في التضخم هو تكاليف الحرب في أفغانستان، أكثر من تريليون دولار وأصبح اختصار تكاليفها مطلوبا لإمكان ضبط وربط اقتصادي، أصبحت ضرورية وعاجلة، ولكن خلق مناسبة ملائمة لانسحاب كامل أو جزئي مؤثر من أفغانستان - معضلة تتطلب حلا ذكيا، تمهيدا لانسحاب في الصيف، يجعل تخفيض اعتمادات الحرب مقبولا في «الكونجرس»، وكذلك لدى الرأي العام، وكانت تلك معضلة خصوصا إذا اقترن ذلك بعملية انسحاب من العراق، تختصر القوات الموجودة فيه (لحماية مصالح النفط وامتيازاته) من تسعين ألف جندي إلى ثلاثين ألفا فقط.

- 3- وإذا كانت هناك ضرورة انتخابية ملحة للرئيس «أوباما»، وشروط شعبية لابد من توافرها، واختصار في نفقات الحرب لا مناص منه - إذن فإن عملية قتل «بن لادن» فورا قد تلبي كل هذه المطالب، ترفع شعبية الرئيس، وقد رفعتها فعلا من نسبة 44% إلى 56%، وتسمح بانسحاب كلي أو جزئي من أفغانستان له غطاء نسبي يكفي وزيادة.

- 4- وهكذا صدر القرار بقتل بارد لرجل يموت بالفعل، لكن قتله في هذه اللحظة بالذات بدا مطلوبا عاجلا، قبل أن يسبق الموت إليه، وحتى يحقق القتل أهدافه المرجوة، وهكذا جرت عملية الهجوم على البيت الذي يعيش فيه «بن لادن»، تحت ظروف بائسة.

- هل لديك تفاصيل أكثر عن عملية الاغتيال ذاتها؟!
كان الرجل ليلتها مرهقا بمرضه، وكان نائما في فراشه، ووصلت القوة المهاجمة إلى حيث يرقد بعد ثلاث عشرة دقيقة من نزول أول قوات بالهليوكوبتر، والرجل ليس منتبها، ومعه زوجته الرابعة التي تعيش معه، السيدة «أمل السادة» وهي يمنية، وحين همَّ هو في فراشه، وقد أحس أخيرا بضجة ما يجري حوله، عاجلته طلقات من نوع «الدم الدم» المعروف بـ Hollow point، وميزة هذه الطلقات أنها لا تسبب قوة ارتداد في السلاح الذي يطلقها، فجميعها تنفذ إلى هدفها، وتنفجر داخله، وتدمر بالكامل ما حولها، وهكذا فإن رأس الرجل تحول إلى شظايا وتناثرت خلايا مخه، مخضبة بالدم وهو يهم من فراشه، وقبل أن يدرك إدراكا كاملا حقيقة ما جرى، ثم تم بعدها نقل كل ورقة وأسطوانة مدمجة ومسجلة في البيت مع المهاجمين الذين حملوا معهم بالمرة جثة بن لادن، وهذه هي القصة، وهي قصة مليئة بالعِبر والدروس، وهي في كل الأحوال، ومن الأول إلى الآخر سياسات انتخابية وسياسية ومالية، لكنه يمكن بعدها للرئيس أوباما أن يعلن أن الحرب على الإرهاب حققت انتصارها، والحقيقة أن الإرهاب كان قد عجز عن تحقيق أي هدف له قيمة، ومنذ زمن طويل، لأن الإرهاب فعل عقيم مهما كانت عملياته مثيرة!

* نقلاً عن جريدة الأهرام.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس