بسط يده ليُبعد الأذى عن فم والده
هاتفني أحد أقربائي ذات يوم و أخبرني بأن سيارته قد تعطلت ، و بأن والده لديه موعد في المستشفى في نفس ذلك اليوم فقال لي : هل يمكنك أن تقلّنا بسيارتك إلى المستشفى ؟ فقلت : يسعدني ذلك . و بينما نحن جلوس في انتظار دورنا و ما هي إلا لحظات يسيرة حتى نُودي باسمنا فقمنا في طريقنا لغرفة الطبيب ، و بمجرد أن دخلنا باب الغرفة أخذ والد قريبي يسعل بشدة حتى إذا ما أراد أن يخرج الأذى من فمه أشار على ابنه أنه بحاجة إلى منديل ، فبحث في جيبه و لم يجد و طلب مني و لم يكن معي ، و لم يتبقى إلا خطوات معدودة على طاولة الطبيب ، و حالاً قام ذلك الابن البار فوضع يده مباشرة على فم والده و أخبره أن يُخرج ما في فمه ، و عندما أجلسه قبالة الطبيب أشار عليّ أن أبقى معه ، و قد ذهب ليغسل يده .
امتلئت عيناي بالدموع و شعرت بعبرة في حلقي ، فقد ذُهلت مما رأيت ، و لم أستوعب ما حدث إلا بعد دقائق .
ملحمة البر شاهدتها أمام عيناي في هذه القصة ، حينها أخذ بي التساؤل بعيداً: أيمكن أن يكون نجاح في البر إلى هذا الحد ؟!!
بقي أن أخبركم أن بطل هذه القصة لم تكن تظهر عليه سمات التدين قط .