د. صالح بن حميد و إمرأة من المغرب العربي
في صباح يوم جميل و بينما نحن في طريق عودتنا إلى حيث مسكننا لاحظنا من بعيد مجموعة من الناس تتجمع في أحد الساحات المحيطة للحرم ، فأخذ بنا الفضول لنذهب و لننظر ما الذي يحدث هناك ، و عندما اقتربنا فإذا بنا نشاهد إمام الحرم و خطيبه الشيخ الدكتور صالح بن حميد و قد وقف على جانب الطريق بسيارته يستقبل الناس و ماعندهم من تساؤلات و يقضي حوائجهم ، و بينما نحن كذلك فإذا بإمرأة قادمة من بعيد تريد الوصول إلى الشيخ ، و بينما تحاول هي ذلك إذ قام أحد الحاضرين و أخذ ينهرها بشدة و يخبرها بأن عليها أن تغطي وجهها و أن لا تكتفي بالحجاب فقط ، و قد أغلظ في نصيحتها ، فإذا بالشيخ يلتفت إليه مُغضباً و يأمره بأن يتوقف عن هذا السلوك ، ثم وجّه له كلمات لا تزال عالقة في ذاكرتي منذ ذلك اليوم : لو كانت أمك ، أكنت ستفعل معها ما فعلته بها ؟ و أخذ يعنفه و يوبخه أمام الجميع ، و كنا جميعاً نراقب كل ما يحدث ، و في هذه الأثناء اقتربت هذه المرأة من نافذة الشيخ و أرادت أن تصافحه و لكن الشيخ أخبرها بلغة لطيفة بأنه لا يمكنه فعل ذلك ، فطلبت منه الدعاء فرفع يده و أخذ يدعو لها حتى إذا ما انتهى من دعائه تبسم في وجهها و قد ذهبت في طريقها و هي راضية الخاطر .
أردت أن أروي هذا الحدث لأؤكد أن في أمتنا من يقرن القول بالعمل .