آآآه يا زمن العجائب
زمن العجاااائب
تمر بنا في حياتنا اليومية أحداث كثيرة متتالية ، قد ننسى بعضها..
ولكن يبقى البعض الآخر محفوظاً في شريط الذكريات ...
وأكثر ما يملأ ذلك الشريط هي الأحداث الغريبة والعجائب المتتالية..
التي لا تنقضي والتي قد كثرت وعمت في زمننا هذا حتى ذهل أمامها الشبان..
وشابت لها رؤوس الغلمان ..!!!
هذا هو حالنا اليوم بالتحديد
نعاني (انعكاس , إنقلاب , خلط , إزدواجية )
في المعاني والمفاهيم والحياة بشكلاً عام ..
فالربا تغير اسمه في هذا الوقت وأصبح ( فوائد )
والغرور أصبح ( ثقة بالنفس )
والتحايل والكذب أصبح ( ذكاء وإمكانيات )
والوقاحة والجرأة اصبحت ( صراحة )
والالتزام بالدين ( تخلف ورجعية ) وهكذا ..
في هذا الوقت أصبح الظلم مستباح
ومن هوله وسطوته أصبح على أعيننا
غشاوة لا نفرق بين ظلم وعدل ..
التنكيل والقتل والتعذيب والتشتيت
والقهر والاستبداد والاستعباد
في الشعوب أصبحت ( مسألة فيها نظر ) ..
المتمسك بدينه متشدد متزمت
ليس له مشاعر قاهر لأسرته
يبغي أن يعيش في العصر الجاهلي ..
.
آآه يا زمن العجائب..!!
كثيرون هم الذين يجيدون فن الكلام المعسول ،
لكن القلة من هؤلاء هم الذين يجيدون فن الأفعال !!
آآه يا زمن العجائب..!!
يقول بلسانه: " أنا وابن عمي على الغريب "..
ويقول بفعله : " أنا والغريب على ابن عمي " !!
آآه يا زمن العجائب..!!
دائماً ما يردد ويقول : ( وأمرهم شورى بينهم ) ..
لكنه في الحقيقة ينهج منهج فرعون..
( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )!!
آآه يا زمن العجائب..!!
أقرأ كلاماً على الورق ، وأشاهد أفعالاً مناقضة تماماً على الواقع !!
آآه يا زمن العجائب..!!
تُطرح على الملأ فكرة عظيمة وناجحة .. فيبادر بالحكم عليها بالفشل ..
وذلك لأنها لم تمر عبر دهاليز قناعاته الشخصية !!!
آآه يا زمن العجائب..!!
كان يستمع إلى الغناء وهو في طريقه من وإلى المقبرة ليشيع جنازة صاحبه !!
آآه يا زمـن االعجائب..!!
يصم هذا بالكفر ، وذاك بالفسق ، وآخر بالضلالة ، ورابع بالافتراء .. عجباً له ..
يظن نفسه في دائرة ضيقة لا تتسع إلا له ولمن يتفق معه في آرائه ..
ألا إن رحمة الله أوسع مما يظن !!
آآه يا زمــن العجائب..!!
يقول تعالى : ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) .. لكن البعض يتبع أسلوباً آخر
في جداله ، والسبب هو أن جداله يتحول في كثير من الأحيان من نصرة للدين إلى انتصار للذات !!
آآه يا زمن العجائـب..!!
يقفون معك في السراء ، وإذا ألمت بك الشدائد وجدتهم أول من يخذلك...!!!
آه يا زمن العجائب....!!
يجلس أمام شاشة الإنترنت ..
فينتقد هذا ويسفه ذاك !! وهو لم يبلغ من العلم ولا عشر معشار ما بلغوا....!!
آه يا زمن العجائب...!!!
ينتقد المشاريع الدعوية .. المخيمات .. الأنشطة .. وذلك لقصورها في جانب أو تقصيرها في جانب آخر ..
ولو وكل إليه الأمر لعلم حقاً أنه هو العاجز القاصر ..!!!
آه يا زمن العجائب....!!
تعطف عليه .. تمسك بيده .. تقف بجانبه عند مفترق الطريق .. ثم تشير له بيدك .. هذا هو طريق النجاة ..
وأما الطرق الأخرى فقد جربها الكثيرون وكان الهلاك مصيرهم ..
فيتركك ويمضي قائلاً : دعني أجرب كما جربوا !!!
حقآ آآآه يازمن العجائب.....!!!!
والقائمة تطول ولن تنتهي ..
انه زمن العجائب والغرائب فلا عجب ..