عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2012, 09:53 PM   #124
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

مجهول (9)



((يوميات طالب طب))





بين هذه الممرات .. ومن داخل تلكم الغرف ..
ينام أناس كانوا مثلنا بأتم صحة وحال ..
بيد أن علل الجسد أرغمتهم على الإنطراح على أسرة المرض !
هم بشر مثلنا ..
ولكن قضاء رب العباد قد كتب لهم ذلك ..
ليمحص عن ذنوبهم ويطهرهم ..
ازدياداً في حسناتهم وتكفيراً عن سيئاتهم ..

قد تكون زرت أحد أقاربك يوماً ما..
أو قد رافقته لأيام معدودة بل ولربما امتدت لتكون أسابيع ..
فشاهدت عن قرب ما يشعرون به وهم ممددين على أسرتهم ..
ولكن أن يكون هذا ديدنك وعملك اليومي ..
تتنقل فيها بين المرضى ..
لتسمع حالهم وتبصر ما آلت إليه أحوالهم ..
لهو شيء باعث على استثارة العواطف الراكدة !
والتي قد تتحول في لحظة ما إلى براكين هائجة
بعد سنين من الخمول ..
ولو أن جدران تلكم الغرف تكلمت ..
لأخرجت لنا ملحمة حزن ورثاء لم تقرأ البشرية مثلها !
،،،،،،


(1)
60 سنة من التدخين !

ذات صباح تجمعنا في مستشفى آخر على غير المعتاد ..
قال لنا دكتورنا أن هناك حالتين مهمتين موجودتين حالياً ..
اتجهنا معه إلى الحالة الأولى ..
دخلنا غرفة كبيرة فيها 5 سرائر ..
واتجهنا إلى أقرب سرير لدى الباب ..
ازحنا الستار ..
لنرى رجل مضطجع على ظهره وقد برز بطنه بانتفاخ كبير !
تحلقنا حوله ..
والإبتسامة لم تفارق شفتاه ..
وخاصة حينما أخذ يعاتبنا قائلاً :
أنتم تتدربون علينا .. ومن ثم تسافرون تعملون في الخارج
ضحكنا لطرافته ..
ثم أخذ الدكتور منه الإذن وكشف عن بطنه ..
كنت أنا أقف عند قدميه ..
وكانت زاوية الرؤية لدي واضحة جداً ..
رأيت جلد غير طبيعي البتة !
حتى أن زميلي الذي بجانبي كتب على دفتري :
جلد تمساح !! احمد ربك .. ”
وبطنه قد انتفخ حتى لقد أصبح يعاني كثيراً أثناء الحركة ..
بدأنا بعملية الفحص ..
ليأتي دوري ..
لأتحسس الفص الأيسر من الكبد ..
فشعرت به تحت يدي كأنه قطع حجارة صغيرة ..
( وهو في الشخص الطبيعي لا يحس )
كانت بطنه مليئة بالسوائل ..
وحالته يرثى لها ..
أسنانه الأمامية قد سقطت ..
فأصبحت كلماته مبهمة في كثير من الأحيان ..
اتجهنا إلى عينيه ..
لنجد أن لونها قد أصبح مصفراً قليلاً !
وأظافر يديه قد أصبحت عريضة بضع الشيء ومسطحة !
وبعد أن فحصنا كل شيء ..
لنرى أن في كل جزء من جسمه هناك علة ما !
تساءل الدكتور :
هاه ما رأيكم ..
هل تريدون سؤاله عن شيء قبل أن نتناقش في التشخص ؟
كنت حينها ملاصق للدكتور ..
سألته :
يدخن ؟
قال :
اسأله
قلت :
يا خال أنت تدخن ؟!
قال
ايه
قلت :
كم لك سنة ؟
قال :
لي ستين سنة ! ”
سأل الدكتور :
كم بكت باليوم ؟
قال :
من 3 إلى 4
فسأله أحدهم :
” وكم لك تاركه ؟ ”
قال :
لي اسبوعين بس !
وكانت حالته لا تحتاج إلى تعليق ابداً ..
فقسمات وجهه وتعابير حزنه وندمه ..
كانتا هي المتكلم ..
حينما صمتنا جميعاً ..
،
طبعاً التدخين بهذا القدر يتعدى المقاييس الموضوعة في الكتب ..
وهو السبب الرئيسي في كل ما حصل لهذا المريض
،
بعد خروجنا من المشفى ..
همس أحدهم قائلاً :
ليت كل واحد يدخن ..
يجي زيارة للمستشفى ويشوف الحالات اللي مرقدة !
ويسألهم بنفسه .. وش جابكم هنا .. ”

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس