الموضوع: نحن.!
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-2012, 01:22 AM   #1
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 نحن.!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

كنت قد كتبت هذا الموضوع في منتدى مجاور ، و ستجدونه منقولاً كالعادة في منتدى أو أكثر إلا أن الفكرة تمثل خطاً فكرياً أنتهجه ، و نظراً لوجود أقلام هنا يشرفني أن تحتك أفكاري بمبارد عقولهم أعيد نشره ، فلا تحرموني من صقل الفكرة و إثراءها.



الكلمة ، أي كلمة ، ليست هي الحروف التي تكوّنها ، الكلمة هي المفهوم خلف هذه الحروف.
و الحضارة هي المفاهيم المشتركة لهذه الكلمات / الأسماء. و المفهوم ليس الدلالة فقط بل هو إلى جانب هذا قيمة و هدف. أن قيمة و هدف المفهوم هو الذي يجعل المجتمع متماسكاً ، فإذا لم يشترك المجتمع في قيمة و هدف للمفهوم تفكك ، و أصبح لدينا مجتمعات متعددة داخل المجتمع ، و لكلٍ منها قيمة و هدف للمفاهيم و التي تختلف عن الآخرين.

توجد في ثقافة قبائل الزولو فلسفة تسمى ( يبونتو ) ( Ubuntu) ، و هي فلسفة أخلاقيّة ، أو فلسفة إنسانيّة تركز على ولاءات / علاقات الناس مع بعضهم البعض.
مفهومها العام هو ( أنا هو ما أنا عليه ، بسبب ما نحن عليه جميعاً ).

إن الشخص مع هذه الفلسفة هو شخص منفتح على الآخرين ، و هو لا يشعر بالتهديد من قدرة الآخر لأنه مؤمن أن الجميع بمن فيهم شخصه أنما هم جزء من الكل. و أنه سيتضاءل عند تضائل الآخر. الجوهر في هذه الفلسفة أنه لا يمكن أن تكون آدمياً في العزلة. العمليّة هي في الترابط / الرابطة الإنسانيّة. العمليّة هي في ( نحن ).!

يشرح ستانليك سامكينج الثوابت الثلاثة في هذه الفلسفة فيقول :

1- الثابت الأول يؤكد على أن آدميّة الشخص لا تتم إلا بالاعتراف بآدمية الآخر ، و على هذا الأساس تقيم معه علاقاتك.
2- الثابت الثاني يقول أنه عندما يكون الشخص أمام خيار الحصول على ثروة ، أو المحافظة على حياة شخص آخر فإنه يجب أن يختار الخيار الثاني ، ألا و هو المحافظة على حياة هذا الشخص.
3- الثابت الثالث يقول أن الحاكم يستمد وضعه و جميع الامتيازات التي يمنحها هذا الوضع من الناس الذين يحكمهم.

و هذه المفاهيم تكلم عنها الكثير من الفلاسفة فقد قال
بارون دوهلباش / دوهلباخ (D'Holbach) و أسمه المتداول في اللغة العربيّة بارون دولباخ. و هو فيلسوف فرنسي – ألماني ( لابد أن يدرك الشخص أن الآخرون هم الأهم لرفاهيته ، و لذا يجب حثهم على المشاركة في اهتماماته ، و أن يجد المزايا الحقيقة لمشاريعه ، و أن يكون فاضلاً ، لأن الفضيلة هي سبب السعادة ، و هذه السعادة لا تأتي إلا بجعل الآخرين سعداء. الرجل الفاضل هو الرجل الذي ينقل السعادة لهؤلاء الذين بمقدورهم جعل كينونته سعيدة ).

و قد أستخدم الكثير من السياسيون هذا المفهوم ، فهذا الرئيس الجمهوري الأمريكي تيودور روزفلت يقول في أحد خطاباته ( إنه من المهم لاستمرار حياتنا الوطنيّة السليمة أن يتبنى أعضاء الحزب الجمهوري هذا في أوساط شعبنا ، إن رفاه كلٌ منا يعتمد بشكل أساسي على رفاه كلٌ منّا).

كما أنتشر هذا المفهوم في الفنون ، و الرياضة.

جميلة جداً هذه المفاهيم ، أليس كذلك؟.

أنا لم أتطرّق من بعيد أو قريب عن نظرة الإسلام ، و إلا فتكريم الإسلام للإنسان السوّيّ لا يحتاج إلى بيان.
أنا ذكرت مفاهيم اعتنقتها قبائل قد يرى البعض أنها بدائية ، و كلام فلاسفة ، و سياسيون ، لإثبات أن هذه النظرة هي الفطرة ، فطرة الإنسان.

الآن لنلق نظرة سريعة على حالنا. طبعاً أتمنى أن لا يأتي أحدهم و يقول لي ( لا تعمم ).! أنا هنا أتكلم عن منهج.

لنأخذ أيّ فئة من فئات المجتمع. المسئولون ، التجار ، الموظفون الذين لهم علاقة مباشرة بالجمهور ، ............ الخ

هل نرى احتراماً لآدميّة الإنسان عند هؤلاء؟.

هل نستطيع القول أن لكلمة ( نحن ) مفهوم و قيمة و هدف في مجتمعنا؟.

غالباً ما يكون تفكيرنا ذاتياً / شخصياً و نتناسى الرابطة الإنسانيّة التي تربط بعضنا ببعض ، و أن كل ما نفعله سوف يؤثر على الجميع.


و ختاماً تحيّة شكر و تقدير لمن كان فكره أساس هذه المقالة أخونا الـسـفـيـر.


ثم أنه تحيّة تشبهكم و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس