أولاً : إن تعميم مثل هذه المقولة على واقع المرأة الآن فيه إهانة للرجل قبل أن يكون فيه إهانة للمرأة كما أن فيه ظلماً للمجتمع. قد أقبل مثل هذا الكلام و على مضض أيضاً قبل عقدين من الزمن أما الآن فلا. عقلية الرجل و نظرته إلى المرأة تطورت بشكل كبير ، لم يعد يسيطر على هذه العقلية العرف القبلي ( من قبيلة ) و العشائري.
كما أن التعليم منح المرأة دوراً اجتماعيا أكبر من ذي قبل بل و مشاركة في التغيير تفوق أحياناً مشاركة الرجال و لعلك مطلع على الأحداث التي تدور رحاها في جامعة الملك خالد بأبها و تعلم أن النساء كن هن من أطلق هذا الحراك و جاء الرجال تبع لهن. فهل تعتقد أنت أو البليهي أن هؤلاء الفتيات قد تربين على الشعور بعدم الأهليّة أو الدونيّة.!
على العموم هذه الآراء تنبع عادة من ايدولوجية يؤمن بها الشخص و هي التي تحدد اتجاهاته في هذه القضايا ، و لا يهم موقع الشخص أو مستواه.
ألم يقل جان جاك روسو و هم يعتبرونه من أعظم منظري الثورة الفرنسيّة الحديثة أن المرأة خلقت ملهاة للرجل ، هذا الكلام كما غيره من الكلام هو مثال للأيدولوجية التي ذكرتها لك.
ثانياً : ثم إنه يبدو أنك غير متابع للحركة النسويّة في المملكة العربيّة السعوديّة و التي بدأت تؤتي نتاجها منذ فترة فهناك تعيين الدكتورة نورة الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات ، ثم حقها في الانتخاب والترشيح بالنسبة للمجالس البلدية، و حقها في المشاركة كعضوة في مجلس الشورى ، علاوة على حقوق كثيرة نالتها المرأة.
ثم أنك تقول أنك لم نسمع أو نرى أو نقرأ أن هناك لجنة أو إجتماع بين نُخب المُجتمع النسائي يتدارسون أوضاع و شئوون المرأة , ولا حتى في الحوار الوطني ليخرجوا بتوصيات أو حتى وجهة نظر
و كان الأولى أن تقول أنك لم تسمع أو ترى أو تقرأ بدون تعميم ، إلا إذا كانت النون في هذه الأفعال هي نون التفخيم.!
ألم تسمع بملتقى المرأة السعودية و الذي شارك فيه نخبة من الرجال و النساء و قد خرج المؤتمر بعدة توصيات تم رفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين و لعل من أبرز هذه التوصيات هي اعتبار ربة المنزل امرأة عاملة و المطالبة بصرف مبلغ مالي لها.
ثم أن للمرأة مشاركة فعالة في الحوار الوطني ، فهل تعرف أن الدكتورة وفاء التويجري هي مساعد الأمين العام في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
ألم تسمع عن الدكتورة الجوهرة بنت سعود حمود الجميل مشرفة منطقة حائل للحوار الوطني و التي حققت درع التميّز الإشرافي لعام 1432هـ؟
ألم تسمع عن حنان الأحمدي مديرة الفرع النسوي في معهد الإدارة العامة؟
الا تعلم أن معهد الإدارة ينظم أكثر من 10 حلقات تطبيقيّة سنوياً بمشاركة نحو 200 من القيادات النسائية في المراتب من الحاديّة عشرة إلى الثالثة عشرة؟
الحديث يطول و لو أردت أن أسترسل لما كفاني عشر صفحات ، و لكن هو اليسير.
ثم الا يكفي هذا؟!!
كما أنه من المفترض أن تبحث قبل أن تقرر ، و أن لا تأخذ الأمور على عواهنها كما يقال ، إلا إذا كنت تعتبر أن العقل هو مجرد مخزن للحقائق لا موجود متحرك و غربال طالب للحقيقة فهذا أمر آخر.
تحيّة تشبهكم و سلام.