الموضوع: ثرثرة صباحيّة.!
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2012, 06:48 AM   #1
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 ثرثرة صباحيّة.!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عندما يكتب أحدهم عن شيء يراه و يطرحه للنقاش في المنتديات فهذا يعني أموراً على الأقل حسب رؤيتي / نظرتي.
إما أنه مؤمنٌ بهذا الشيء و يريد أن يراه الآخر ليؤمن به أيضاً.
أو أن لديه الرغبة أو عدم الرغبة في الإيمان ، و لكن الصورة الذهنيّة لديه ليست كاملة فهو يريد رؤية / رؤى تزيد الأمر وضوحاً لتكون حافزاً / مساعداً لكي يتشرب هذه الفكرة أو ينبذها.
أو أنه لا يؤمن بهذا الشيء و يريد أن يحذر منه ، أو يعريه ليتضح القبح الذي يراه فينفر منه الآخر.
و لكل رؤية أسلوبٌ في الطرح يتفق مع الهدف الذي يريده الكاتب.
قد لا يتضح هذا الأسلوب للقارئ من الوهلة الأولى ، و لكن مع النقاش و الأخذ و الرد لابد أن تتضح الصورة.
و هناك صورةٌ أخرى تتضح أيضاً ، ألا و هي صورة هذه الشخصيات الأثيرية التي تحاورك / تناقشك / تجادلك.
أيضاً تكتشف العلاقات التي تربط بين بعض هذه الشخصيات و الشخصيات الأخرى.
عندما أناقش فكرة آمنت بها و أتضح لي من النقاش بعض العيوب ، أليس من العقل أن أقبل المنطق هنا و احاول أن أرمم / أصلح ( بضم الألف ) هذه الفكرة لتصبح أكثر نضجاً هذا إذا كانت العيوب قابلة للترميم / الإصلاح.
أليس من العقل أن أنبذ هذه الفكرة متى أستعصى علي ترميمها / إصلاحها؟
لماذا أقفل الباب و النوافذ أمام الآخر لأنه قد قام بنقد الفكرة التي طرحتها و أوضح عيوبها؟
أليس هذا هو الغرض الأساس من طرح الأفكار؟
هل إيمانك بهذه الفكرة أو تلك يستلزم من الآخر أن يؤمن بها ، و إلا أصبح الآخر عديم الفهم؟
لماذا عندما لا يوافقك الآخر على الفكرة و يذكر لك أسباب عدم موافقته عليها يكون الملجأ هو اتهامه بالشخصنة؟
لماذا عندما يقول لك الآخر أن هناك خطأ في الفكرة تتعامل معه و كأنما شتمك؟
ألا يعني هذا أن هناك جموداً في التفكير ، و عدم قابليّة للتغيير؟
هل يمكن أن يتطور المجتمع أي مجتمع مع وجود مثل هذه العقليات فيه؟
بالطبع لا يمكن بل سيكون لدينا مجتمع يدور في دوائر مغلقة و لن يصل لهدف أي هدف.!
هنا تعبر الذاكرة أحد القضايا في المنطق ألا و هي قضية ( إيمنديز ) و إيمنديز هذا هو أحد سكان ( اقريطش ) ( كريت ) و قد قال جملة مفادها :
( كل أهل اقريطش كذابون ).!
هناك من نظر إلى هذه الجملة كالتالي:
هنا رجل من أهل اقريطش يقول هذه الجملة ، أي أنه و حسب جملته ( كذاب ) و بالتالي فإن الجملة التي قالها ( كذب ) و عكسها هو الصحيح ، أي أن ( كل أهل اقريطش صادقون ) ، و بما أنه من أهل اقريطش فهو ( صادق ) أي أن الجملة التي قالها هي جملة ( صادقة ) ، و نبدأ ندور في حلقة مفرغة ، و السبب أننا لم ننظر إلى الأمر نظرة صحيحة ، الأمر ليس في الشخص ، الأمر هو في الجملة ، الخطأ هو في نظرتنا إذ يجب أن ننظر إلى المقولة لا إلى الشخص.
هناك أشياء ننظر إليها على أنها منطق ، و هي وهم منطق.
و مشكلة أخرى عندما يمر آخرون على تعقيبك على أحدهم و لا يتركون أثراً ، و بعد فترة يمر الشخص المعني و الذي كان التعقيب موجهاً إليه و يترك أثراً ، فإذا بك ترى الأخرون يتقاطرون و يتركون أثراً كالشكر مثلاً ، و تبدأ الأسئلة تدور في رأسك و تتضخم اللماذا.!
أنت تعلم تمام العلم أنهم قد قرأوا هذا التعقيب و لكن لماذا لم يتركوا أثر؟
إما أن التعقيب لم يرق لهم ، و هذا سبب وجيه لعدم ترك أثر.
و لكنهم في النهاية عادوا و تركوا أثر أي أن العيب ليس في التعقيب، فلماذا لم يتصرفوا مثل هذا التصرف منذ البداية ، لماذا انتظروا حتى أتى من كان الرد موجه إليه و ترك أثر؟
أهو مجاملة للشخص الآخر؟
أهو الظن أن الشخص الآخر سيتأثر من الرد ولذا لو تركنا أثر فإن الآخر سيظن بنا الظنون؟
ثم السؤال الأهم هل تظنون أن مثل هذه الأمور تكوّن مناخاً صحياً في أي منتدى لأن تتطور فكرة الحوار و أن يكون المكان ملائماً لصقل الأفكار؟

ما سبق هو ثرثرة صباحيّة جاءت حروفها كما انسابت بدون تنقيح ، و لكم الحق كل الحق أن تقبلوها أو أن ترفضوها ، كما أن لكم الحق أن تتركوا أثراً أو أن لا تتركوا ،
المهم من أراد النقاش فليناقش الفكرة ، و ليفكك العبارة.!
تحيّة تشبهكم و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس