العبيكان خارج البلاط الملكي
ابتداءً وحتى لا يهاجمني أحدٌ من المحتسبين (زادهم الله حِرْصاً) أقول :
لو اغترف الليبراليون والزنادقة من دمي شربةً لكانت سُماً زُعافاً تُقطِّعُ نِياط قُلُوبِهم (فلستُ مِنهُم ولا هُم مني) ،
وإن موقفي من الحمْلة التي يشنُها كثير من المأجورين على الشيخ العبيكان
ليست إلَّا من باب أنهم وجدوا شيخاً قد أهدر عرضه في الصحافة (فاستلموه) وليس لهم غرض شريف ولا مقصد نبيل
فكلهم في نظري (طقاقات) أو (نائحات) مستأجرات بل أنَّ بعضهم لا يستحي من مهاجمة الشيخ اليوم وقد كان بالأمس مُبجِّلاً له!!! ،
أمَّا كلامي للشيخ العبيكان فهو من باب العِتاب وتحذير العلماء الذين قد سلكوا مسلكه ولا مانع أن يأخذوا الحكمة ممن هو أصغر منهم سِناً وأقل عِلماً ، أهـ .
أعود إلى بيت القصيد ، تلك القنبلة الصوتية التي فجَّرها (العبيكان) غفر الله له
(ولعلَّ بعضكم قد سرَّه ما قد قيل) أمَّا أنا فلم أحفَل بما قال شأناً ولم أقِم له وزناً
بل قد ساءني سُرعة تلوُن الناس وشدة تقلُباتهم في هذا الزمان!!! ،
وقد رأيتُم كيف يُمسي الرجلُ راضياً ويُصبِح غاضِباً؟؟؟!!! ،
ومع أن كُل ما قاله العبيكان صحيح وكل الجراح التي أشار إليها حقيقية وكُل ما قال لم يأتي فيه بجديد ،
فمُعاناتنا مع البطالة والفاسدين وألمُنا لحبس الدعاة والمُصلحين وحُرقتُنا لِتجاوز الطالحين على الخيِّرين
قضايا نعاني منها منذُ سنين طويلة وقدْ بُحَّت حناجر المُحتسبين وجفَّت أقلامهم وتقطَّعت بهم الأسباب وأُقْفِلت دونهم الأبواب
و (حينها) كان العبيكان غفر الله له من الذين يتبخترون في الديوان الملكي
لا تُردُّ لهم شفاعة ولا تبيتُ لهُم حاجة ولا يُوصَدُ دونهم باب ، فقُلْ لَنا بِربِّك (يا شيخنا الكريم)
حين كُنتم من أصحاب الحظوة ومن أهل الخلْوة :
هل شفعتم في السُجناء الذين تعرِفُ شخصياً صلاحهم ونُصحهم وحبهم لِخادِم الحرمين؟؟؟!!!.
هل سبق وأن انتقدتم الاختلاط البغيض في جامعة الملك عبدالله
وهل سبق أن انتقدت جمال خاشقجي وتركي السديري (أصدقاء الأمس وأعداء اليوم ) ؟؟؟!!! ،
بل إننا لم نسمع لكم قولاً حتى في كشغري!!!.
أين كُنتم حين هاجم كُتابُنا المأجورون الشيخ سعد الشثري والشيخ يوسف الأحمد ،
وهل ذكرت هؤلاء المشايخ بخيرٍ عند خادم الحرمين؟؟؟!!!.
هل حدَّثتم خادم الحرمين عن معاناة الشعب السعودي (بديلات مستثنيات ـــ حملة شهادات عليا ـــ جامعيون في مهب الريح )،
بل هل حدثتموه عن حجم الفساد في الجامعات السعودية؟؟؟!!!.
هل قُلْتم لِخادم الحرمين (يوماً) إن الشعب السعودي يرزح تحت وطأة الفقر والبطالة والمرض؟؟؟!!!.
هل أخبرتم خادم الحرمين (ولو تلميحاً) عن امتعاض المواطنين من الهِبَات الخارجية لأنهم في أمس الحاجة إليها؟؟؟!!!.
هل أخبرتموه أننا نرى من وزرائنا ظلماً شنيعاً وفشلاً ذريعاً وفساداً مُريعاً؟؟؟!!!.
هل نقلتم إلى خادم الحرمين أن الشعب السعودي يُباع ويُشْترى في سوق النخاسة على يد كثير من المسئولين الفاسدين؟؟؟!!!.
هل ذكرتم لِخادم الحرمين في خلوةٍ من خلواتكم معه إخفاق وزارة الصحة وظُلم الأنظمة (ساهر وحافز وجدارة)
وشُح الخدمات ، وكثرةُ المظلومين من شعبه؟؟؟!!!.
هل سبق وأن قلت لأحد من (الملأْ) اتق الله أيها المسئول فقد أسرفتَ في الرعيَّة وضيَّعت الأمانة؟؟؟!!!
إنْ كُنت لم تفعل فاعلم أنَّ ما حلَّ بك أَنْ كُنت في نِعمة فسلبك الله إياها وسلَّط عليك السُفهاء الذين لا أمان لهُم ،
لأنك جاملْت وصانعت في أمور كثيرة كان يجدُرُ بك أن تكون فيها أحدَّ مِن السيف وأعدلَ مِن الميزان
ولكِنك تساهلْت فيها حتى رقصت في الجنادرية وحرَّمت أسر الجنود الصهاينة ورفضت مُقاطعة المُنتجات الدنماركية
وجعلُت الحاكم الأمريكي في العراق إماماً للمُسلمين!!!.
وروَّجت للشاذ من أقوال أهل العلم رغم الْأمانة التي حمَّلك الله إياها والميراث الشريف الذي تحمِلُه بين جنبيك
وقد كان يسعُك السُكوت ، أفحين جفوك أظهرت الغيرة على دين الله وتباكيت على أحوال المسلمين؟؟؟!!! .
أمَّا إذا كُنت قد فعلْت فقد أديت الأمانة التي حمَّلك الله إيَّاها وحصلت على خير كثير ولا يضُرُك من جفاك ،
ولم يكُن هناك داعٍ لأن تغضب وتثور وتسيء إلى خادم الحرمين وقد أحسن مثواك ورفع درجتك ،
لقد كان الأجدر بك أن تفرَح فرَح الصالحين وتنجوا بِنفسِك خاصة إذا كُنت تعلم أنَّ (من لزِم باب السُلطان فُتِن).
وقبل أنْ أختِم يا معالي الشيخ :
هل أقْرَرَتُم بأن القول بتحريم مُناصحة ولي الأمر ومُطالبته بالحقوق المشروعة عبر وسائل الإعلام هو قولٌ باطِلٌ؟؟؟
أمْ أنه يجوز لأصحاب المعالي مالا يجوز لِغيرهم؟؟؟!!!
(والكلام عام) لِكُل من يفتري على الله بفتاوى ألجمت كثيراً من المُصلِحين عن الكلام
وتسببت في الزج بالكثير من الصالحين خلف القُضبان.
د.حسن العجمي