مشرفة الأسرة والمجتمع
|
رد: ( ( هنا لك معنا بصمه ))
بسم الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ...
مقدماً :
الحديث عن عباد الله الصالحين, حديث شيق وجميل وممتع ,
وفيه تشويق للنفوس , ورفع للهمم , واستنهاض للعزائم ...
فحديث الصالحين حِداء للسائرين والسالكين ,في طريق الهدى
والتزكية تزكية النفوس للوصول إلى حقيقة الإيمان ,
وحق اليقين .
أويس القرني رضي الله عنه :
هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني , من بني قرن
بن ردمان بن ناحية بن مراد : أحد النساك العباد المقدمين , من سادات
التابعين , أصله من اليمن أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يره . هو سيد العُباد وعلم الأصفياء من الزهاد , كان يحب العزلة
وعدم الشهرة , رث البيت قليل المتاع أويس بن عامرالقرني
بشر النبي صلى الله عليه وسلم به ووصى به أصحابه قال عنه .
الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله :
((هو سيد التابعين بشهاد سيد المرسلين )) .
قال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :
(( إن رجلاً يأتيكم من اليمن , يقال له : أويس , لا يدع
باليمن غير أم له , قد كان به بياض , فدعا الله فأذهبه عنه
, إلا موضع الدينار , أو الدرهم , فمن لقيه منكم فليتسغفر لكم))
وفي أخرى :
(( قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : إن خير التابعين رجل يقال له أويس , له والدة , وكان به بياض ,
فمروه فليتسغفر لكم )) رواه مسلم
وقد مدحه بعض الشعراء الحكماء بقصائد جمعت ما بين
صفاته الخلقية والخُلقية وبعض كراماته ......
(مقطع من هذه القصيدة ):
راحة الفضل من أهل اليمني *** اتحفتنا بأويس القرني
درة عقد التابعين النجبا *** شيخ أهل الزهد قطب الزمن
من به بشر طه المصطفى *** حسبما يرويه أهل السنن
....................***...................
وفيه يقول الإمام اليافعي رضي الله عنه :
سقى الله قوماً من شراب وداده *** فهاموا به من بين بادٍ وحاضر
يظنهم الجهال جنوا وما بهم *** جنون سوى حب على القوم ظاهر
سقوا بكؤوس الحب راحاً من الهوى *** فراحوا سكارى بالحبيب المسامر
يناجونه في ظلمة الليل عندما *** به قد خلوا منهم أويس بن عامر
شهير يماني حوى المجد والعلا *** لنا فيه عالي الفخر عند التفاخر .
وقد وصفه المحققون والرواة والأكابر بأوصاف عديدة تدل
على أنه من كبارالزهاد والعباد الأصفياء
لا شك في أن توفر العباد والزهاد , والعلماء العالمين في هذه
الأمة المرحومة , لمؤشر وبرهان , على كعب الرسول
صلى الله عليه وسلم , وعظمة أخلاقة حقاً , مثاليات سيرته الخالدة ,
ومعنوياته المتغلغلة في أفراد أمته , خصوصاً من هم معنيون باتباعه
ومحبته , والتزام نهجه وأسوته الحسنة , في الأقوال والأفعال ,
والأخلاق والأحوال وفي مجال التوجة بصدق النية , وطهارة الطوية ,
إلى الله ورضوانه .
معلومة
((من علامات الزهد )):
للزاهدعلامات :
الأولى : أن لا يفرح بموجود, ولا يحزن على مفقود , قال تعالى :
((لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم )) .
الثانية : أن يتسوي عنده الذم والمدح , فالأولى علامة الزهد في المال
والثانية , علامة الزهد في الجاه .
الثالثة : أن يكون أنسه بالله تعالى والغالب على قلبه حلاوة الطاعة
, إذ لا يخلو القلب عن حلاوة المحبة , إما محبة الدنيا , إما محبة الله تعالى ,
وهما في القلب كالماء والهواء في القدح . فالماء إذا دخل القدح خرج الهواء
, فلا يجتمعان . وكل من أنس بالله تعالى , اشتغل به ولم يشتغل بغيره.
|