الموضوع: خاطرة أعجبتني
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2012, 12:54 AM   #93
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: خاطرة أعجبتني

كان زمان




تنحني حُباً للصباحْ وَ تُغنِّي له بأنغام بيضاء ملائكية تُرفرفُ لـ تُلامِسُ ملامِحَ العابرينَ و تمحو الألم منها،
تستريحُ في جُنُباتٍ تُنبِتُ الأمل في قلبِها بعدَ أن تبتَّلَ جسدها منه وأصبح يحتضر ببطئ ،

ليبدأ معها الصباح بقطراتِ ندى على شبابيك و أرصِفةِ المدينةِ الضبابية ،
بحكاوينا المرتدية أثواباً زهريه و مُعلقةً في جدار قلوبِنا بأزرار ليلكية،
برائِحةِ رغيفِ الخُبزِ مِنْ المَخبزِ الفرنسي الذي يقبعُ بجانبنا ،
ليتأمل وأظلُّ أحكي وأحكي دونَ أن يمَلَّني عصفور شُباكِي .

(في قعر الحياة تغرق )

أشعُرُ أن الحياةَ فارغةٌ بقلبي و تتصادَمُ كثيراً معَ حديثيَ الصامتْ بداخِلِي وتُحدِثُ صخباً يُدوي أطرافَ جسدِي ،
و لا أحرُفاً تختزِلُ مايصِفها ،
كالمقاعِدَ الشاغرة في محطةِ قطارٍ قديمة ، و قنينةَ العطرِ المُتبخرة ، و صفحاتٍ بلا معنى ،
و صبيَّةً تنظرُ للمرآةِ لتستَحضِرَ ملامِحها المَركونةً في الخزانة نائمةً على وسائِد أُمنيات عتيقة مُتكدِّسة سكنها الغُبار .

الثرثرةُ لاتستهوي مزاجِي هذه الأيام ولا تُناسِبُنِي ، فأنا أغطُّ في نومٍ عميقٍ جداً لإرخاء عقلي
و نفضِ ماهو عالقٌ في مُخيلتي و زائِدٌ عن الحاجة ،
فهو ترفْ ، ترفٌ لاأؤمِنُ ببقائِه في أجزاءِ جسدِي ، و قَدْ يتحولُ لخبيثٍ لا أملَ في علاجه .

لا زالتْ يدي مُحتفظةً بالذاكرةِ التي كانت تخطُها أصابعِي ، خيالكَ المرسومَ في كُلِّ الصفحاتِ التي يقعُ حبرَ قلمي عليها ،
لكنها تخُطُكَ بصورةٍ مُشوهةٍ تماماً كما أنتَ تسكُنُ مُخيلتِي الآن ..!

هوَ جهلٌ أيُ مخلوقٍ كُنتَ أنت ، و أيُّ جسدٍ كان يُغلِّفُك ،
هو رتابَةٌ أن أرفَعكَ وتُصبَح وليداً يخرجُ مِن بين أصابِعي
بحقِّ من خلقَ السماء مَنْ تكون ..!
مِنَ الوهمِ تَعِبتْ
مِنْ تنهيداتِ ألمِ الروح تداعى جسدي
اعياءٌ تطفلَ و سكنَ قلبِي
لاأُحبذُ تراقُص مشاعِرك على أسطُرِي
فأنا لاأعرفُ الخُذلان ، أُميةٌ لاأعلمُ ما المُدُنُ التي تنتمِي لها ، جسدُكَ مدينةُ تناقُضاتٍ تسكُنُه ،
لاأستطيعُ تفكيكَ و لا أقبلُ أن أكون قطعةَ تُكمِلُ تراكِيبَك المُعقَدة ..

بينَ الفينَةِ والأُخرى أفكر بك كالأثواب المُعلقة في خزانتِي، ماإن تُمَل تصبح مركونة و لا أنظُرُ لها،
وان أصبحَتْ عتيقه او بالية وهبتُها بكُّل أدبٍ لمِن يستحقها ..

قدْ نَملُّ بعض الارواح ، قد نستبدِلها ، قد نتخلى عنها للنصِف الذي وُجِد لأجلِها ،
عارٌ بيعُ الأنفُس ، نلجأ له عندما نفقِدُ أنفُسنا و نحاولُ استرجاعها .

دعكَ مِنِّي ، لستُ مُترفعةً ثق بي – هو خيارٌ يغلِبُ الترفُع – ، لكِّني أحِبُّ وهب مُمتلكاتي لمُستحقِّيها
حتى وإن سكَنتْ يوماً صندوقَ مُجوهراتي الثمين ..!

أتذكُرُ تِلك القلادة ؟
كانَ ينسدل منها قلبٌ صغيرٌ بحُجرتين و مفتاح ، جزءٌ منها يحويني و جزءٌ فارغ ،
صدأ ياعزيزي و تخليتُ عنه فأصبح جزئي هو الأثمنُ بمُرافقتِي دائماً .

إنْ تسائلتَ يوماً ،
فأنا لستُ بدويةً وبي طباعٌ شرقيةٌ ياعزيزي ،وأعيشُ بنمطٍ مختلف لايعكُسُ تِلكَ الشرقيِّةُ المُندَثرَةُ بخمارِ الواقع،
لذا فإننا مُختَلفِينَ جداً عندما نبدأُ بسردِ تفاصيلِنا ، مُختلفِين في نمطِ أفكارِنا ،
مُختلِفين بحُكمِ الواقع ، و مُقترِبين بالأعمارِ ليسَ إلا .
أُحبُ أن تكونَ بطابعٍ شرقيٍ مُتحضِر يُعكَسُ في ملامحك، مُغلَّفٌ بثقافةٍ – ليسَ تلكَ الثقافة المُتعلقةَ بفنِّ صبِّ القهوة – !
بل ثقافةً لا أجدُ لكلماتِها تفسيراً في مُعجمْ ،
وَ تكونُ لكَ هالةَ أفكارٍ راقية ، راقيةً ترتَقِي بِكَ لا ترفاً لغرورك
لِتكون كُحلاً أثمد يسكُن عينِي دائِما و يُجمِّلني بانعكاسه المُبهِر .

( كيفَ تتلونُ الحياةُ بـ حكاوينا )

لماذا تصبحُ الحياةُ بذخٌ نجري خلفه
أيُّ ترفٍ يُغٍَلِّفُها كحلوى ،
الأحلامُ فيها قدْ ترتدِي حذاءً يفوقنا طولاً
لذا تسقُط الخيباتُ وليدةُ على أرضِها
و تتربى في أجسادنا رُغماً عنا ..

الحياة قَدْ تكُون سمفونيةً يعزفُها القدرُ بِنا ، يرسِمُ خُطانا التي نرفُضها كنوتاتٍ موسيقية مُبعثرة ،
نُعيدُ تجميعها ونَعشقُ تفاصيلها وَ نرتدِي عدساتٍ مُزيفة في المُنتصف و نُغلِقُ آذاننا و نُعاودُ مَقتها حينَ سماعِها على بُعدٍ مِنا
و نُدرِكُ مدى سطحيتِها الطفيفة*** التي لا تَليقُ بنا ولاترقى لِمُستوى أسماعِنا .
فـ ظاهرُ الأشياء يُسكِنُنا خديعةً تحمينا مِنها الحياةُ عندما تصفعنا على حينِ غفلةٍ منا
لتُنير بصائِرناَ و تُربينا لنَخرُج بأثواب جديدة مُلونة .

و قَدْ تُقدِّمُ لنا شرفَ مَعرفَة الخفِيِّ الذي يُسكُنُ أعماقنا ، نحادِثُه بِصمتِ وَ همسِ مُحب ليَكتسِب طابِعنا الُمطرزْ بِشفافية ،
وَ يُلامِسُ أحاسيسناَ المُمتلئة بالدفء ، نَدسُها في طياتِ حديثِنا وَ نبراتِ أصواتِنا كأستارٍ مُلونه نتوارى خلفها ،
لِيولدَ بعدَ طولِ انتظارٍ وَ نتناسى و لا تَسعُناَ فرحةَ الإحتفاء به دائماً و رؤيتِه ينضجُ أمامَ رؤيا مِنا ..

أتعرِفُ كيف تكونُ الحياةُ تُشبه سلة ألوانٍ بالأبيضِ والأسود ؟ بذائقياتٍ مُتعددة ..؟

قدْ تكونُ مُتشبثةً بالأزمنة القديمة ، بالصورِ المُعلقة ،
قدْ تكونُ بولادةٍ مُنتظرةٍ مِن بناتِ أفكاري
و قدْ يكونُ بفشلٍ يُنعى ..
فـ ثمةَ كثيرٌ يُحكى ..

الحياةُ قد تُوجد في صورةٍ وحيدة مِن عقد الثمانيناتِ و حولِها،
لأفرادِ الأزمنة القديمة لاشيء عدا صورة بالأبيضِ والأسود مُعلقة على الحائط
تختَصِرُ الواقِعَ مِن الخارج بابتسامة لحظةَ التقاطها
لتكتَفِي بإيقاف الزمَن على ذكرى جميلة تصِفُها ..
تُشعِرُكَ بالإنتماء لذلك الزمانِ الأبيض و كمْ كان له طعماً مُختلِف ،
كان الحُبُ فيه صفةً سامية مُتعلقةً بالمكاتيب المخطوطةَ باليد بعيداً عن التكنولوجيا المُزيفة،
و أُغنيةً مُشوشة في مُسجلةٍ قديمة لحليم و كوكب الشرق أُم كلثوم ، و كُتيباتٍ تحتفظُ بالصورِ بينَ دَفَّاتِها البسيطة ..

الحياةُ قدْ تكون كـ بذرةِ أملٍ تنمُو في صدري ،
تُدفءُ جسدِي حُباً و تُهديه خُفاً بجناحي عصفورٍ ليُحلِّق ويُمطِر أملاً يغدِقُ جسدنا و يَُنبِضُ قلبنا ،
و تُقَدِّمُ لي سلةَ ورودٍ مع كُلِّ وردةٍ يسكُنها حلمٌ جميلٌ و رحيقُ فراشة
و أُمنيةً تُعانِقُ زخات المطر و تَرقُصُ معها لِتتوسدَ جِنان السماء ،
الأملُ فيها يعزفُ مَعزوفةً*** تُوضِّبُ حُجراتَ قلبِنا المُبعثرة ، الأملُ فيها لايُرددُ كلماتٍ تعبثُ بحكايا الماضي .

الحياةُ قدْ تَهبُكَ أشيائاً جميلة تُعلِّقها داخلَكْ و*** تُلبِسُكَ قلادةَ الحظ الثمينه أحياناً إن كان الحظُ ظلاً يمشي خلفَك .

الحياةُ قدْ تكونُ أُماً توبخنا بقساوةٍ إن أخطأنا****** ،
وتسلِبُ حلوانا مِن أيدينا و تُخبئُ دميتَنا و تتركنا نبكِي الى أن تجف دموعنا
و تأتِي لتُهدهِد أرواحنا و ننامُ على وسائِد مُمتلئة برائحة الدموع .

الحياة قد يبتدء يومها بفنجانِ قهوةٍ تقلبهُ جارتِي لتقرأ طالِعي ، لِتُخبرنِي بحظِّي ومن يتوسط قلبي ،
وأيُّ أحرُفٍ تتشبثُ ببقايا رشفاتِي لِتُخرِجَ منها شيئاً يُذكَرْ ،
تختَزلُ ماقَدْ يكونُ خُرافةَ حياةٍ بفنجان ..!

قَدْ تكونُ حياةً بريئة بذكرى حلوى في حقيبةِ أُمي وأنا ابنةُ الخامسة ..
و دفءُ التواجُد مع أفرادِ عائلتَي جميعاً على مائِدَةِ الطعامْ .

وقَدْ تكون راقصةُ الباليه التي كانَتْ تتوسَّدُ حلمي الفَتِّيَ كطفلة
و تعودُ بالزمَنِ القديم والأحلامِ الوردية المنقُوشة في جدارِ قلبي
مُعطرَةً بقِنينَةِ برائة وأحلاماً تُعانِقُ الغيمَ كحلوى قطنية .

(أفقِدُنِي بينَ الوجوه و أكونُ الى السماء أقرب .. ياصاحِبي ماعُدتُ هُنا فلا تبحث عنِّي )

الحياةُ تُشبه مسرحاً و دُمى ..
خيوطاً وأستاراً حمراء مُخملية
ساعةُ بدء .. تخطو تكاتها بأنفاسِنا نحوَ ساعةِ انتهاء
وبينهما الكثير الكثير

قدْ تُشبه ظُلمةً تُبددُ خيوطَ الصباح و تقمعها بالأستار ، و توقِفَ الزمَن ،لِتُمَهِّدَ لرقصَةِ باليه صامِته و موسيقى ،
كرقصةِ بجعةٍ بيضاء تحمِلُ مشاعِرَ نقية ليكونَ مسرحها بُحيرة ..

يوجَدُ قصائدَ تُحتضر ولمْ تكتَمِلْ ، تعزِفُ في صَدرِي و تُلقى في قلبِي ولا يوجَدُ لها مُستمِعين ..! و تُسدَلُ الأستار

الوحدَةَ تجوبُ حولي وأخشاها
جميع من مرو بي رحلو ، رحلو صامِتين ، خلَّفو خلفهم كثيراً مِن الضجيج ، الزحمة والإكتظاظ داخل قَلبي
ليصبحوا غُرباء أحمِلهُم خَلفَ الأستار و يُعَرِّفُ بهم قلبِي على انهُم غُرباء، غُرباء رحلوا مِن عقلِي ، مِن حياتِي ،
من أُغنيَتِي ، من*** مقعَدِي ،
و تبخرو من ثنايا ذاكرتي.

شعورُ الوحدة كجسدٍ خالٍ من الداخل،
كجسدٍ مركون مِن غيرِ ذكر،
الوحدةُ تتسللُ إلينا من كُلِّ ناحيةٍ مِنْ أقربِ فجوة تتسرب داخلنا و تتغذى مِنْ أجسادنا و تسلِبُ أرواحنا و تتقمصَ أدوارنا ،
لِتَكبُر و قدْ أتلفتَ جسدنا الصغير و أماتته و عاشتْ به دونَ إذنٍ بتعليقِ نفسها داخلَنا ..
ركلتنا خارِجَ أجسادنا و علَّقتَ أرواحنا على أقربِ هاوية و استراحَتْ ..

ذلك الصبي يقطُنُ على أطرافِ الشارع ، يسلِّمُ على المارة
و يُهديهم جُرعتهُم الصباحية مِن الأملِ والبسمة بلغَتِه البسيطه و رغيفَ الخُبزِ ليُشبعَ أيديَهُم الفارغه .
تجلِسُ بنفس الشارع صبيَّةً على كُرسي خشبي مُنتَظِرةً أن تصِلَ الساعة السابعة
و تقطعُ الطريقِ دونَ أن يُخَّلفَ ظلَّها فوضى ليدُّلَ طريقها ،
.. هكذا يكونُ صمتُ الوحدة ..!

وتبدو الأماكِنُ فارغة جداً ،
لا مُتنفس يهُدهِدُ أوجاعَنا ، لا قُبلةً تُنسينا آلامنا ، لا ظِلا يُآنِسُ وحدتَنا ، لا شيء لاشيء !
، يتسربُّ من بين أصابعنا كُلَّ شيءٍ جميل و نُحتَضَرُ بصمتْ ..

هُنا ، نعم هُنا أُريدُ أن أجمعَ جميع من أُحب في حُجرةِ قَلبِي ، جميع من يستحق ،
لأُغلِقَ عليهم واحفظ حبهم وأرحل دونَ أن تَدمَعَ عيناي بفقدِهم ..
،
كُنتُ طفلةً أدسُ نفسي خلفَ أُمي لأختبئ وقت لعبنا ولـ أن لا يراني أحد،
أشتهي الآنَ أن أعود تِلكَ الطفلة لأدُّس جسدي ولا أخرُج ، لاأريد لأحد أن يراني ، ولا أُريدُ لقاء المارةِ في الطريق ،
ولا ارتشاف القهوة وأُنزِل كوبِي لأرى الكُرسي ليسَ فارِغاً والأماكِن مُكتظة حولِي ،
أرغبُ أن لا أرانِي و تتلاشى المرايا ولا تعكسني
أُريدُ للأبواب أن تُغلِق و تفقِد طريقي عند ترحالي
أُريدُ لـ لافتةِ الطريقِ أن تُبَدِّلَ وجهتها*** ولا تدلهم بمكاني
فقط انسوني ،
انسوني كَما لم أكُن يوماً هُنا .. ولمْ تتطفلو بحياتِي ..

( تَكَّاتٌ مِنَ الزمَن )

هكذا قدْ تحكينا الصور المُطرزةُ بأسمائِنا*** ، تُصورنا بقابليةٍ لإحتمالاتٍ عدة ، و تضعُ الأعوامَ بجانِبنا ، وَ تُبقينا في صورةٍ مُعلقة

هكذا الحياةُ قد تكون بالتقاطةِ صورة ،، صور ابيض واسود بأطراف بيضاء مُهترئه ،
تحيا بلا موت و تُميتُ أبطالها و تُخلِد ذكرى أزمانِهم*** ..

و نَرحَلُ نَرحَلْ .. و خلَّفنا شيئاً يُذكَرْ ..

***************
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس