[يمامة الوادي]

(الى جنة الخلد يا أم ناصر)

اللهم ارحمها برحمتك الواسعة .. ووسع مدخلها..وأكرم نزلها..
اللهمـ تقبّل صالح عملها.. وتجاوز عما سواهـ ..
واغسلها بالماء والثلج والبرد.. ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
وألهمـ ذويها الصبر والسلوان واجمعهم بها يوم جمع الأحباب والخلان في أعلى الجنان ..
يا أرحم الراحمين ..

اللهمـ اسكنها الــفــردوس الأعلى ...
اللهمـ اسكنها الــفــردوس الأعلى ...
اللهمـ اسكنها الــفــردوس الأعلى ...

(رسالة الى أبناء العزيزة أم ناصر)

من أصعب اللحظات في حياة الإنسان فقد الأعزاء لديه فكيف إذا كان المفقود الوالدة، ولكن عزاءنا أن الموت مصير لكل حي، فكل شيء هالك إلا وجه الله الحي القيوم، ويكفي أن الله أسماه في كتابه الكريم باليقين، فقال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
إخوتي: لا شك أن فراق الوالدة مصيبة وأي مصيبة، ولكن نعلم أن ما حصل لها - رحمها الله - مُقدر عليها من قبل مُقدر الأقدار وكاتب الآجال ومن قبل أن تخلق السماوات والأرض، ونتذكر قول الله تعالى (ما أصاب من مصيبة إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) وقوله سبحانه: (فإذا جاء أجلهم فلا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون)، ونتذكروا قول نبينا صلى الله عليه وسلم «من أصابته مصيبة فقال كما أمر الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها إلا فعل الله ذلك به).
أحبتي الكرام : لقد مضت والدتكم إلى بارئها طاهرة مطهرة إن شاء الله، زكية نقية النفس راضية مرضية برحمة الله وكأنما وصفها الشاعر المتنبي حين يقول:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أبٍ
كناية بهما عن أشرف النسب
أجل قدرك أن تسمي مؤبنة
ومن يصفك فقد سماك للعرب
ومن مضت غير موروث خلائقها
وان مضت يدها موروثة النسب
إن مما يهون هذه المصيبة علينا جميعاً علمنا ويقيننا بأن الله أرحم بها منا جميعاً وان ما عنده خير مما عندنا وهو سبحانه ارحم بعبده من الأم برضيعها، فلا نجزع على خير برحمة الله ستلقاه، ولا نجزع على فرج من سقم ظلت رحمها الله تكابده جعله الله لها رفعة وطهوراً.
وفي الختام لا أملك إلا أن أقول لكم : (جزاكم ربكم بالأحزان مغفرة)، وألهمكم وألهمنا الصبر والسلوان، وتغمدها بواسع رحمته ومغفرته آمين.
بارك الرحمن فيك أيها الأبن البارمرثية تسطر بماء الذهب