عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2013, 09:56 PM   #30
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه


يقولون الشاعر ابن بيئته ،ولهذا اختلفت ألفاظ الشعراء القدامى في الجزيرة العربية عن ألفاظ شعراء ضفاف الفرات وبردى ودجلة كما اختلفت عن الاثنين ألفاظ شعراء جزيرة الأندلسية ،وقصة الشاعر علي بن الجهم مع الخليفة المتوكل مثال واضح عن اختلاف ألفاظ الشعراء وفق البيئة التي يعيشون فيها .
فقد ورد أن الشاعر علي بن الجهم قدم على المتوكل،وكان بدويا جافيا ، فأنشده قصيدة قال فيها:‏
أنت كالكلب في حفاظك للود‏
وكالتيس في قراع الخطوب‏
أنت كالدلو لا عدمناك دلوا‏
من كبار الدلا كثير الذنوب‏
ومعناها كثير السيلان من الدلو بسبب امتلائه، والذنوب ـ بفتح الذال ـ أيضا هنا نوع من الدلاء التي تنضح من الآبارـ وليس الآثام ،كما قد يتبادر للأذهان .‏
وعندما قال هذه الأبيات، أجمع الحضور على ضربه، وأراد الحرس أن يفتكوا بالشاعر ،لكن المتوكل أشار عليهم بالتوقف وإن اتركوه، لأنه عرف رقة مقصده رغم خشونة لفظه، وذلك لأنه وصف كما رأى و‏لعدم المخالطة وملازمة البادية.‏
وأمر المتوكل له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان قريب من الرصافة عند جسر بغداد، يتخلله نسيم لطيف والجسر قريب منه،وتمر بقربه الحسان، فأقام بضعة أشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة بعد فترة من الزمن وجمع الناس وقال لعلي بن الجهم أنشدنا شعرا.‏
فقال علي بن الجهم قصيدة تعتبر أروع ما قاله، حتى قال عنها الشعراء، لو لم يكن لديه إلا هي تكفيه أن يكون اشعر الناس.‏
عيون المها بين الرصافة والجسر‏
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري‏
خليلي ما أحلى الهوى وأمره‏
أعرفني بالحلو منه وبالمر‏
وبلغ عدد أبيات القصيدة 56 بيتا نذكر منها:‏
كـفى بـالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً‏
لـو أن الـهوى مـما ينهنه بالزجر‏
و أفـضح مـن عـين المحب لسّــره‏
ولا سـيما إن طـلقت دمـعة تجري‏
وإن أنـس م.ا ـلأشياء لا أنس قولها‏
لجـارتها : مـا أولـع الـحب بالحر‏
فـقالت لـها الأخـرى : فما لصديقنا‏
مـعنّى وهـل في قتله لك من عذر ؟‏
صـليه لـعل الوصل يحييه واعلمي‏
بـأن أسـير الـحب في أعظم الأسر‏
فـقـالت أذود الـناس عـنه وقـلمـا‏
يـطيب الـهوى إلا لـمنهتك الستر‏
وأيقنتا أن قـد سـمعت فـقالتــا‏
مـن الطارق المصغي إلينا وما ندري‏
فـقلت فـتى إن شـئتما كـتم الهوى ‏
وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر‏
فقال المتوكل: أوقفوه ،أخشى أن يذوب رقة .‏
والشاعر أبو الحسن علي بن الجهم بن بدر القرشي،كان معاصراً لأبي تمام ،وغضب عليه المتوكل ، فنفاه إلى خراسان وأمر واليه طاهر بصلبه يوما كاملا مجردا،ورجع الشاعر بعدها إلى العراق ثم انتقل إلى حلب،واختلف المؤرخون في مولده ،وكانت وفاته مقتولا سنة 863 م.‏

التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس