عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2013, 02:42 PM   #111
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: أبناء سدير في ذاكرة الوطن








(الشيخ إبن عضيب )


هو الشيخ عبد الله بن احمد بن محمد بن عضيب من النواصر من بني عمرو من تميم ، ولد في ( الداخلة ) في منطقة سدير عام 1070هـ ، وكان أبوه فلاحاً فلم يشغله بمزرعته مما ساعده على تلقي مبادئ العلم على يد الشيخ ابن نصر الله ثم رحل إلى ( أشيقر ) في منطقة الوشم التي كانت غاصة بالعلماء فقرأ على علامة نجد الشهير الشيخ احمد بن محمد القصير المتوفي عام 1114هـ، وعلى غيره من العلماء .
وقد برز في علم الفقه والفرائض لإقبال أهل نجد آنذاك عليهما وعدم وجود من يقوم بتدريس العلوم الأخرى. فكان يتتبع الغرباء من جميع الأجناس ويستفيد ممن كان عنده علم جديد ..


انتقاله إلى المذنب :
بعد أن لازم علماء أشيقر فترة من الزمن ارتحل إلى المذنب لوجود عشيرته النواصر بها حيث كانت لهم الإمارة ويكونون معظم السكان .
ولم يكن في القصيم آنذاك علماء مشهورون بل أئمة يصلون بهم ويعلمونهم القرآن وأجود من فيه من كان يحسن القراءة والكتابة .
وقد كانوا يرجعون في المسائل الكبيرة لعلماء الوشم ولدى أهل المذنب بضع وثائق قديمة منسوبة إليهم .
ولذا كان لقدوم الشيخ أهمية كبيرة كعالم جليل القدر حيث استقر في المذنب فبنى مسجداً وحفر بئر ( القفيفة ) المعروفة جنوب المذنب فصادف بها ماء عذباً وأصبح مورداً لأهل المذنب لما يقارب ثلاثة قرون ، وقد كان يحفرها بنفسه حيث كان يشارط الصبيان على رفع التراب مقابل إعطائهم كمية من التمر فيضع الزنبيل المملوء بالتراب في اسفل البئر حيث يسحبه الصغار للحصول على ما يعطيه لهم .
وقد ذكر الشيخ عبد الله البسام في كتابه ( علماء نجد خلال ستة قرون ) أن عبدان بن أحمد بن محمد بن عضيب الذي قتل في المذنب عام 1121هـ قد يكون أخاً له مع عدم وجود اليقين لتشابه اسم الأب والجد ومعاصرته للشيخ - رحمه الله- ، والذي ورد في كتاب ( عنوان المجد ) لابن بشر .


إنتقاله إلى عنيزة :
فقد أهل المذنب فرصة وجود هذا العالم الذي لم يكن في القصيم آنذاك عالم غيره .. حيث رغب أمير عنيزة فوزان بن حميدان بن حسن بن معمر وكبار أهلها في استقدامه إلى بلدهم فركبوا إليه في المذنب وأقنعوه بالقدوم إليهم فوافق على ذلك حيث تولى القضاء في عنيزة عام 1110هـ وعمره يقارب الأربعين عاماً .
وقد نشر العلم في عنيزة وأعان طلبة العلم بماله وكتبه وما يقدر عليه من ورق .
وكان يشير عليهم بكتابة كتب الفقه ويبتدى ء بعضها لهم فكثرت الكتب بأيدي الناس وكان له أثر واضح حيث تتلمذ على يديه خلق كثير منهم الشيخ سليمان بن عبد الله الزامل الذي تولى قضاء عنيزة بعده لفترة قصيرة ومنهم الشيخ حميدان بن تركي الذي اشترى معظم كتب الشيخ بعد وفاته .
ثم انتقل إلى الضبط بعد أن حدث اختلاف بين أمير عنيزة وبعض أهلها فغضب الشيخ وأراد الخروج منها .. حيث قال للأمير :
اجئت بي للفتن ..؟
فترضاه الأمير بكل ما يمكن وقال له :
كنا أمواتاً فأحيانا الله بك ونحن محتاجون لعلمك وتعليمك فكيف تفارقنا ؟! . فانتقل إلى قرية متصلة بها في الماضي هي الآن أحد أحيائها القديمة وتسمى ( الضبط ) فبنى بها مسجداً وداراً واشترى أرضاً يتعيش من زراعتها حتى وافته المنية في شهر شعبان عام 1161هـ ودفن في مقبرة الضبط ولا يزال قبره معروفاً لشهرته .


صفاته:
كان حريصاً على طلب العلم في مطلع شبابه وازدادت رغبته لما تقدمت به السن وكان لا يمل من كثرة البحث والمراجعة
كما اهتم بجمع الكتب حيث يبذل لشرائها كل ما يملك . كما كان يرسل في طلبها من البلدان المجاورة .
كما كان المسافرون إلى الشام والعراق يقصدون شراء الكتب لإهدائها له مما ساعده على جمع عدد كبير منها تفرق بعد وفاته .
وقد كان مواظباً على التدريس من أول النهار إلى آخره يقرأ في كتب التفسير والحديث والوعظ والفرائض والسيرة النبوية . كما كان كثير الإدمان على نسخ الكتب فكتب بخطه الفائق في الدقة ما لا يحصى من الكتب .
وقد قال ابن حميد : ( إنني لم أر منذ عصور من يضاهيه أو يقاربه في كثرة ما كتب ) ، وأشار إلى أن أول ما رآه بخط يده يرجع إلى عام 1093هـ قبل قدومه إلى عنيزة بسبع عشرة سنة وربما كان له شيء قبل ذلك التاريخ .


أعمــاله:
بالإضافة لما سبق ذكره من قيامه بالتدريس والنسخ فقد كانت له مراسلات في شأن مسائل عديدة رد عليها بأجوبة سديدة .. منها ما وقع بينه وبين الشيخ عبد الوهاب بن سليمان المتوفي عام 1153هـ والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من نزاع حول حديث ( البركة في ثلاث : خلط البر بالشعير.. ) فقال أحدهما الخلط للبيت لا للبيع ، وقال الآخر لكليهما وطال الخلاف وزاد عليه الشيخ عبد الوهاب في الكلام فارتضيا حكم فقيه الحنابلة بدمشق الشيخ محمد بن المواهب الذي حكم بتصويب رأي ابن عضيب .
وقد عاصر الشيخ ابن عضيب بداية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي خصه في إحدى رسائله المنشورة في تاريخ ابن عنام. وقد توفي قبل انتشار الدعوة .
وقد ألف رسالة في تحريم الدخان سماها (الأفعى) واختصر القاموس المحيط للفيروز آبادي وله تاريخ معظمه يتعلق بعنيزة يعتبر من أولى محاولات كتابة تاريخ نجد ابتدأ فيه من عام 1059هـ إلى عام 1153هـ وقد أطلع الشيخ حمد الجاسر على هذه المحاولة التاريخية في أوراق قديمة لم تنشر بعد .
كما كان له بعض الأشعار منها الأبيات التي قالها ليذكر الشيخ عبد الوهاب بن سليمان بما سبق من حدة الكلام في شأن المسألة السابقة، ومنها ما أوصى به أثنين من تلاميذه حيث قال :
أقيمـا بقــبري إذا مـا دفنتمــا
-------------------- ورشيتمــا بالــماء تـراباً مسنمــا
ونـاديا علـى راسـي بتلقين حجتي
-------------------- ولا تنسيــا ذكــري إذا مـا دعوتما
وفـي الليلـة الغـراء اقرءا لي فإنني
--------------------- أفاخــر جيراني بـــما قـد ذكرتما
وأوصيكمـا بالقبر خـوف انطماسه
--------------------- وباللحــد عــن ضيـق وان ينهدما
التوقيع
(لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئه في غداً جميل)

يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس