عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-2013, 01:02 PM   #92
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه


أبو العتاهية من أفضل من نظم الشعر وقد اخترت لكم من ما قاله الشاعر عدد من القصائد الجميلة وقبل هذا من هو أبو العتاهية ؟
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق، من قبيلة عنزة، ولد في عين التمر سنة 130 هـ/747 م، ثم أنتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، وأتصل بالخلفاء، فمدح المهدي والهادي والرشيد.
أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. وتوفي في بغداد، أختلف في سنة وفاته فقيل سنة 213 هـ، 826 وقيل غيرها.
أقوال وأراء الشعراء فيه
قال أبو العتاهية عن نفسه : " لو شئت أن أجعل كلامي كله شعرا لفعلت " . وقد روي عنه أنه : " كان حلو الإنشاد ، مليح الحركات ، شديد الطرب ، أقـدر الناس على وزن الكلام ، حتى أنه كان يتكلم بالشعر في جميع حالاته ويخاطب به جميع الناس " . وسئل يوما : " أتعرف العروض ؟ فقال : أنا أكبر من العروض" . وله أوزانا لا تدخل في العروض مع حسن نظمها .
قال عنه المبرد في الكامل : " كان اسماعيل بن القاسم أبو العتاهية حسن الشعر ، قريب المأخذ ، لشعره ديباجة ، ويخرج القول منه لمخرج النفس ، قوة وسهولة واقتدارا " .. وقد أقر معاصرو أبى العتاهية له بالتفوق على عصره بشعره .. حيث ذكر اليزيدي عن الفراء قـال : " دخلت على جعفر بن يحيى فقال : يا أبا زكريا ما تقول فيما أقول ؟ قلت وما تقول ؟ قال : أزعم أن أبا العتاهية اشعر هذا العصر ، فقلت هو والله قولي ، وهو أشعرهم عندي " . وسئل أبو نواس وسلم الخاسر وغيرهما عن أبي العتاهية فقالوا: "هو أشعر الإنس والجن " . وقال عنه مصعب بن عبد الله : " هو أشعر الناس ".. وقال عنه إبن الأعرابي : " لم أر شاعرا أطبع ولا أقدر على بيت منه ، وما أحسب مذهبه إلا ضربا من السحر "واستشهد بهذه الأبيات
سكــن يبقى لـه سكــن ما بهذا يؤذن الزمــن.....نحــن فــي دار يخبرنــا ببلاهـا ناطـــق لســـن
دار سوء لم يـدم فـرح لإمرئ فيها ولا حزن.....في سبيـل اللــه أنفسنـا كلنـا بالموت مرتهــن
كل نفس عنــد ميتتها حظها من مالهـا كفـن.....إن مال المرء ليس لـه منه إلا ذكـره الحسـن
وقيل لأبي نواس : أنت أشعر الناس ، فقال : أما والشيخ حي فـلا " يعني أبا العتاهية ".
وقال أيضا: والله ما رأيت أبا العتاهية قط إلا ظننت أنه سماء وانا أرض .
وقال أبو تمام : لأبي العتاهية خمسة أبيات ما شاركه فيها أحد ولا قدر على مثلها متقدم ولا متأخر وهي:
النـــــاس فـــــــــــي غفلاتهـــــم ..... ورحــــــى المنيــــــة تطحــــــــن
ألم تر أن الفقير يرجى له الغـنى ..... وأن الغني يخشى عليه من الفقر
ولمـــــا استقلــــــوا بأثقالهــــــم ..... وقد أزمعـــوا الــــــذي أزمعـــــوا
قرنـــــت التفانـــــي بآثارهـــــــم ..... واتبعــتهـــــــم مقلـــــــة تدمـــــع
هب الدنيا تصير إليـــك عفـــــوا ..... أليس مصير ذاك إلـــى الـــــزوال
وقال بشار بن برد لأشجع ، وقد سمع شعرا لأبي العتاهية في المهدي : ويحك يا أخا سليم ، أترى الخليفة لم يطر من فراشه طربا لما يأتي به هذا الكوفي .. ؟
وقال بشار لأبي العتاهية : أنا والله استحسن اعتذارك من دمعك حيث تقول :
كـم مـن صـديـق لي أسارقــــــــــــــــــــــه الـبـــكـاء مـــــــن الحـيــاء
فـــــــإذا تأمـــــل لامـنـــــي .............. فــأقـول : ما بي مــن بــكاء
لـكــــن ذهـبــــت لأرتـــــدي ............. فــطــرفـــت عــيـنـي بالرداء
ولأجل النبوغ وهذا التفوق وهذه الشاعرية الخصبة ، كان أبو العتاهية عند كل الأدباء والشعراء أشعر أهل زمانه بلا منازع ، ولذا فقد خصه الخلفاء بمنزلة رفيعة ، ولقي عندهم من الرفعة والتقدير ما لم يكن لغيره .
وإليكم بعض من أجمل ما نظمه
خيرُ أيَّـامِ الفـتَى يــومٌ نــَفَــعْ ..... وَاصـطِـنـاعُ الخَـيرِ أبـْقَى ما صَـنَعْ
وَنَـظِـيرُ الـمَرْءِ، فـي مَعـرُفِـهِ ..... شَـافِــــــــعٌ بـَتَّ إلـيْــــهِ فــشَــفَــعْ
مَـا يـنـالُ الخَـيْـرُ بـالـشَّرِّ ولاَ..... يَــحْـــصِــــدُ الـــزَّارِعُ إلاَّ مَـا زَرَعْ
ليْسَ كـلُّ الـدَّهْرِ يوماً واحـداً..... رُبـّمـا ضَــاقَ الــفَـتـى ثـم اتّــسَــعْ
خُذْ مِنَ الدّنْيا الذي دَرّتْ بهِ، ..... وَاسْـلُ عَــمّا بانَ منْها، وَانـقَــطَعْ
إنــّمَــا الـدّنْــيـا مـَتَـاعٌ زائـِـلٌ..... فـاقْــتَـصِــدْ فـيـهِ وخُــذْ مـِنـْهُ وَدَعْ
وَارْضَ للنّاسِ بمَا تَرْضَى بـهِ ..... واتــبـعِ الـحــقَّ فـــنِـعْــمَ الـمُـتّـَبَعْ
وَابغِ ما اسطعتَ عنِ النّاسِ الغِنى..... فـمَـنِ احـتاجَ إلـى النّـاسِ ضَـــرَعْ
اشهـدِ الجـامـعَ لـو أنْ قـد أتى..... يـومُــهُ لـم يُغــنِ عــنـهُ ما جــمـعْ
إنْ لـلخَــيـرِ لَـرَسْـمـاً بَـيْـنـَنَــا،..... طــبــــعَ الــلــهُ عـــلـيـهِ مـا طـبـعْ
قـد بلونَا الناسَ في أخـلاقـهـمْ..... فــرأيـــنـاهُــمْ لـذي الـمـال تَــبَــعْ
وحَـبـيـبُ النّاسِ مَنْ أطْمَعَـهُمْ ..... إنــمـا الـنـاسُ جـمـيـعـاً بالـطـمعْ
احــمــدِ الــلـهَ عـلى تـدبــيـرهِ ..... قــدَّرَ الـرِّزقَ فـــعــطى ومــــنَــعْ
سُـمْـتُ نـَفْـسِي وَرَعاً تَصْدُقُـهُ ..... فـنهاها النقـصُ عـن ذاكَ الورعْ
وَلـنَـفـسي حِـيـنَ تُعـطَى فَرَحٌ ..... واضــطـرابٌ عـنـدَ مـنـعٍ وجــزعْ
ولـنَــفْـسِي غَـفَـلاتٌ لـمْ تَــزَلْ ..... وَلَـها بالـشّـيْءِ، أحْـيــانـاً، وَلــَعْ
عـجــبـاً مـن مـطــمـئـنٍ آمــنٍ ..... إنَّـمـا يُـغــذَى بـألــوانِ الــفـــزعْ
عَــجَـبـاً لـلـنّـاسِ مـا أغْـفَـلَهُمْ ..... لــوقــوعِ الــمـوتِ عــمـَّا سـيقعْ
عـجـبـاً إنّــَا لـنـلـقَـى مَـرتـعــاً ..... كُـلّـنـا قَــدْ عــاثَ فــيــهِ وَرَتَــــعْ
يـا أخِـي الـمـيـتَ الذي شيعتُهُ ..... فـحُـثِـي الـتـربُ علـيهِ ورجـــــعْ
لَيتَ شِعري ما تَزَوّدْتَ مِنَ الـــــــــــــزّادِ، يـا هَـذا، لِهَــوْلِ المُـطّـلَــعْ
يـومَ يـهـدوكَ محبوكَ إلى ظُلـــــــــــمة ِالـقبـرِ وضـيـق الـمُـضـطـجعْ
وقال أيضا:
أشـدُّ الجِـهَـادِ جـهـادُ الـهـوى ..... ومَــا كــرَّمَ الــمـرءَ إلاَّ الــتُّــقَــى
وأخلاَقُ ذِي الفَـضْلِ مَعْرُوفة ٌ ..... بــبـذلِ الــجــمــِيــلِ وكــفِّ الأذَى
وكُــلُّ الفَـكَاهــاتِ مــمْـلُـولـة ٌ ..... وطُـــولُ الـتّـَعــاشُـرِ فــيهِ القِــلَى
وكــــلُّ طــــريـفٍ لــَهُ لــــَذَّة ٌ ..... وكـــلُّ تَـلـيــدٍ سَــريــعُ الــبِــلـــَى
ولاَ شَـــــيءَ إلاَّ لَــــهُ آفَــــة ٌ ..... وَلاَ شَــــيْءَ إلاَّ لَــــهُ مُــنْــتَــهــَى
ولــيْـسَ الـغِـنَى نشبٌ فِي يَدٍ ..... ولـكـنْ غِـنى الـنّـفـس كـلُّ الغِـنـى
وإنّــَا لــَفِــي صُــنـُعِ ظَـاهِــرٍ ..... يَـــدُلّ عــــلــى صــانــعٍ لا يُـــرَى
وقال أيضا:
إذا ما خلوْتَ الدّهرَ يوْماً فلا تَقُلْ ...... خَـلَوْتَ ولـكِـنْ قُـلْ عَـلَيَّ رَقِــيبُ
ولاَ تحْـسَـبَنَّ اللهَ يـغــفِـلُ ساعـة ...... وَلا أنَ مَـا يـخـفَـى عَـلَيْهِ يغــيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حـتى تـَتابَعَتْ ...... ذُنـوبٌ عــلـى آثــارهِــنّ ذُنُــوبُ
فَـيا لَيـتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى ...... ويـأْذَنُ فِـــي تــَوْبــاتـِنَا فـنـتُـوبُ
إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهـمِ ....... وخُـلّـفْـتَ فـي قَـرْنٍ فَأنْت غَريبُ
وإنَّ أمـرءًا قَـدْ سـارَ خـمسِينَ حِجَّة ٍ...... إلـى مَـنْهِـلِ مِــنْ وردِهِ لـقَــرِيـبُ
نَسِـيـبـُكَ مَـنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَـلبُهُ ...... ولَـيـسَ لمَنْ تَحـتَ التّرابِ نَسيبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما ...... بقرضِـكَ تُجْـزَى والـقُرُوضُ ضُروبُ
وقال أيضا:
مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ ...... حـتـى يُعَــضّ بـأنـْيـابٍ وَأضـراسِ
لاَ بأسَ بالـمـرءِ مَا صحَّـتْ سَرِيرتُهُ ...... مَا النَّاسُ إلاَّ بأهْـلِ العِـلْـمِ والـنَّـــاسِ
كـاسَ الألـى أخـذُوا لِلـْمَـوْتِ عُــدَّتَـهُ ...... وَمـا الـمُـعِــدّونَ للـدّنْـيـا بأكْــيـاسِ
حـتّـَى مـتَـى والـمـنَايَا لِي مـخـاتـِلـة ...... يَغُـرّني فـي صُـرُوفِ الدّهرِ وَسْـوَاسِـي
أينَ المُـلـُوكُ الـتـي حُـفّـتْ مَـدائـِنُها ...... دونَ الــمَــنَايا، بحُجّــابٍ وحُــرّاسِ
لـقــدْ نسيتُ وكـأْسُ الـمـوتِ دائـرة ٌ...... فـي كــفِّ لا غـــافـلٍ عــــنـها ولا ناسي
لأشـربـنَ بـكـأسِ الـمـوتِ مـنـجـدِلاً ...... يوماً كـمَا شرِبَ الماضُـونَ بالكـاسِ
أصْبَحْتُ ألعَـبُ والسّاعاتُ مُسرِعَة ٌ ...... ينقصنَ رزقِي ويستـقـصينَ أنفاسِي
إنـّي لأغْــتَــرّ بالـدّنْــيا وَأرْفَــعُــهَـا ...... مِـن تحـتِ رِجليَ أحـياناً على رَاسِي
ما استعـبدَ المرءَ كاستِعْبادِ مطمعهِ ...... ولاَ تـسـلَّى بـمـثـلِ الـصَّـبـْرِ واليَاسِ
وقال أيضا:
لَـقــَدْ هــانَ عَــلى الـنّاسِ ..... مَـنِ احْـتَـاجَ إلـى النّـاسِ
فَـصُـنْ نـَفـــْسَكَ عَـمـّا كَا ــــــــــــــ نَ عـنـدَ الـنّـَاسِ باليـَاسِ
فكَمْ مِنْ مَشرَبٍ يَشفي الــــــــــــــــــصّدى من مـَشـرَبٍ قاسِ
وثــقــلُ الـحــقِّ أحــيـانـاً ..... كَـمِـثـْلِ الـجَـبـَلِ الـرّاسِـي
وقال أيضا:
ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّـمـَعُ ...... مَا اجتمعَ الحِرْصُ قَطُّ والوَرَعُ
لَـوْ قـنعَ الـنّـَاسُ بالكفافِ إذَاً ...... لا تّـسَـعُـوا فـي الذي بهِ قَنِعُوا
للـمَـرْءِ فـيـمَـا يُـقـيـمُهُ سَعَـة ٌ...... لَـكِـنّـهُ مـا يــُريـــدُ مــا يَــسَــعُ
يـا حـالـِبَ الدّهرِ دَرَّ أشْطُرِهِ!...... هـلْ لـكَ فـيـما حَـلَبـْتَ مُـنتَـفَـعُ؟
يا عَجَبا لامرىء ٍتُخادِعُهُ الـــــــــــــــسَّاعَـاتُ عـنْ نفـسِهِ فـينخدِعُ
يـا عَـجَـبـا لـلـزّمـانِ، يـأمـَنُهُ ...... مـنْ قَـدْ يَـرَى الصَّخْرَ عَنْهُ ينصَدِعُ
عَـجِـبـْتُ مـنْ آمِـنٍ بـمـنـزلة ٍ ...... يَكْـثـُرُ فـيهَا الأمـرَاضُ والوَجَعُ
عجـِبـْتُ مـنْ جَهْلِ قَومٍ قَدْ عرَفُوا ......الحـقَّ فَـوَلـَّوْا عَـنْهُ ومَا رَجَعُوا
النّاسُ في زَرْعِ نَسْلِهِمْ وَيَدُالـــــــــــموتِ بِهَا حـصـدُ كلِّ مَا زرَعُوا
ما شَرَفُ المَرْءِ كالقَناعَة ِوالصّبْـــــــــــــرِ، عــلـى كــــُلّ حــادِثِ يــَقَـعُ
لـمْ يـزلِ الـقـانِـعُـونَ أشـرفـَنَا ......يَا حـبـذَا الـقَـانِـعُـونَ مَا قَـنِعُـوا
لـلـمَـرْءِ فـي كُـلّ طَرْفَة ٍ حَدَثٌ ......يذهِـبُ مـنْهُ مَـا لـيْسَ يُـرْتَـجَـعُ
مَـنْ ضـاقَ بالـصّبرِ عَـنْ مُصِيبَتِهِ ......ضاقَ ولـمْ يَـتّـَسِـعْ لَـهَا الـْجَزَعُ
الشَّمْسُ تَنْعَاكَ حـينَ تغْرَبُ لَوْ ......تَـدْرِي وتـنـعـاكَ حِــيـنَ تَـطَّـلـِعُ
حَـتـَّى مـتَـى أنـْتَ لاعِـبٌ أشِرٌ ...... حَـتَّى مـتَـى أنـْتَ بـالـصِّـبَا وَلِعُ
إنَّ المُلوكَ الأُوَلَى مضَوْا سَلَفاً ......بادوا جَميعاً، وَما بادَ ما جَمَعُوا
يـَا ليْتَ شعـرِي عَـنِ الذّينَ مَضَـوْا ......قَـبْلي إلى التّـُرْبِ، مـا الـذي صَنَعُوا
بُـؤْسـاً لَـهُـمْ أيَّ منـزلٍ نـَزَلـُوا ..... بُـؤسـاً لهُـمْ، أيّ مَـوْقـعٍ وَقَـعُـوا
الحَـمْـدُ للْهِ! كُـلُّ مَـنْ سكَنَ الــــــــــــدُّنيَا فَــعَـنْـهَا بـالمـوْتِ ينـقَـطِـعُ
وقال أيضا:
طـولُ التعـاشرِ بينَ الناسِ مملولُ ...... مـا لابـنِ آدمَ إن فـتـشْــتَ مـعــقـولُ
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْـبَة ً وَهـوًى ......وعــقـلـهُ أبـداً مـا عـاشَ مــدخُــولُ
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْ رِعايَتَهـا ...... فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَ مَسؤولُ
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَ جاهلُهُ ...... للأمْرِ وَجهانِ: مَعـرُوفٌ، وَمَـجهولُ
وَاحـذَرْ، فـلَستَ من الأيّامِ مُنفَلِتـاً ...... حـتـى يغـُـولـَكَ مـن أيـامِـكَ الـغُــولُ
والـدائـراتُ بـريـبِ الـدهرِ دائـرة ٌ...... والمرءُ عـنْ نفسهِ ما عاشَ مختولُ
لـن تـستـتم جـميـلاً أنـتَ فاعـلـهُ ...... إلاّ وَأنـتَ طَــليـقُ الـوَجْـهِ، بُـهـلــولُ
مـا أوْسَـعَ الخَـيرَ فـابْسُطْ راحَـتَيكَ به ...... وكُــنْ كـأنّـكَ، عـندَ الشّـرّ، مَـغـلُـولُ
الحَـمْـدُ لـلـّهِ فــي آجـالـِنا قِــصَـرٌ ...... نـبـغـي الـبـقـاءَ وفـي آمـالـِنـَا طُـولُ
نـعــوذُ بـالـلـهِ مـن خـذلانـهِ أبـداً ...... فإنَّـمـا الـنـاسُ مـعـصـومٌ ومخــذولُ
إنّـي لـَفـي مـَنزِلٍ ما زِلْتُ أعْمُرُهُ ...... عـلـى يـقـينـي بـأنـي عـنـهُ مـنـقُـولُ
وَأنّ رَحْـلـي وَإنْ أوْثـَقْــتُـهُ لَعَـلى ...... مَطِـيّة ٍ، مِنْ مَـطايا الحَـينِ، محمولُ
ولو تأهـبـتُ والأنـفاسُ فـي مهلٍ ...... والخـيرُ بيني وبين الـعـيشِ مـقـبولُ
وادي الحَـياة ِ مَـحَـلٌّ لا مُـقـامَ بِهِ ...... لنازِلـيهِ، ووادي الـمَـوْتِ مَـحْــلــُولُ
والــدارُ دارُ أبــاطــيـلٍ مـشــبهـة ٍ ...... الجِــدُّ مـُرٌّ بهـا، وَالـهَــزْلُ مَـعـسُـولُ
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذو نَفَـس ...... إلاّ وَلـلـمَــوْتِ سَـيـفٌ فـيهِ مَـسْـلُـولُ
لم يُشْغَـلِ الَمْوتُ عَـنّا مـُذْ أعِدّ لَنا ...... وكُـلـّنـا عَــنـْهُ بـالــلــذّاتِ مـشَـغــولُ
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌ ومجـتنبٌ ...... والحَيُّ ما عاشَ مَغـشِيٌّ، وَمَوْصُولُ
كلْ مـا بـدَا لـك فـالآكـالُ فـانـيـــة ٌ...... وَكُـــلُّ ذي أُكُــــلٍ لا بــــُدّ مــــأكُــولُ
وكــل شيءٍ من الدنيَا فـمنـتـقضٌ ...... وكُــلّ عَـيشٍ مــنَ الـدّنـْيا، فـمَـمْلُولُ
سُـبحـانَ مَـنْ أرْضُهُ للخَلْقِ مائِدَةٌ ...... كـلٌّ يـوافـيهِ رزقٌ مـنـهُ مــكــفـــولُ
غَـدّى الأنـَامَ وَعَـشّاهمْ فأوْسَعَـهم ...... وفـضـلـهُ لـبُـغــاة ِ الـخــيــر مـبذولُ
يـا طـالِبَ الخيرِ ابشـرْ واستعدَّ لهُ ...... فالخـيــرُ أجـمـعُ عـنـد اللهِ مــأمــولُ
وقال أيضا:
إِلَـــهـــي لا تُــعَــذِّبـنـي فَـــإِنّـــي ....... مُــقِـــرٌّ بِــالَّـذي قَـــد كــانَ ِمـنّـي
وَمـــا لـــي حــيـلَـةٌ إِلا رَجــائـي ....... وَعَـفـوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي
فَــكَــم مِـن زِلَّـةٍ لـي فـي الـبَرايا ....... وَأَنـــتَ عَــلَـيَّ ذو فَــضـلٍ وَمَــنِّ
إِذا فَــكَّـرتُ فــي نَـدَمــي عَـلَـيها ....... عَـضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعــتُ سِنّي
يَـظُـنُّ الـنـاسُ بــي خَـيـراً وَإِنّـي ....... لَـشَـرُّ الـناسِ إِن لَـم تَـعـفُ عَـنّي

التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس