عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2013, 08:24 PM   #101
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه


طرفة بن العبد
فهذا الشاعر طَرَفَة بن العبد، من أوائل شعراء الجاهلية، كان هجاءً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، وهو من الشخصيات شبه الأسطورية، عاش ستة وعشرين عاماً فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل". وهو أقل الشعراء العرب قاطبة عمراً، حمل بيده رسالة فيها أمر بقتله..؟ لماذا.؟ لأن الشعر كان السبب.؟

طَــرَفــَة بــن الــعــبــد

شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، قيل اسمه طَرَفَة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمرو لُقّب بطَرَفَة، وهو من بني قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، ولد حوالي سنة 543 م في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد.، ولد والشعر منهمر في دمه من أصلاب أمه وأبيه. فكان جده وأبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهم شعراء، مات أبوه وهو بعد حدث فكفله أعمامه إلا أنهم أساؤوا تربيته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه وما كاد طَرَفَة يفتح عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانها يستمتع بملذاتها في حياة الفروسية واللّهو والمتعة، ويعاقر الخمر وينفق ماله عليها فطرده قومه. عاش طفولة مهملة لاهية طريدة راح يضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه ثم عاد إلى حياة اللهو، بلغ في تجواله بلاط الحيرة فقربه إليه ملك المناذرة عمرو بن هند الذي عُرف عنه آنذاك حبه للشعر والأدب؛ فتح بلاطه للأدباء والشعراء فتقاطروا عليه من أماكن نائية لإنشاده ونيل جوائزه فكان طَرَفَة من ندمائه، كما قرب ملك المناذرة خال طَرَفَة الشاعر المتلمس الضبعي الذي كان صديقاً ملازماً له، والمتلمس هو جرير بن عبد العزى، أو عبد المسيح، من بني ضُبيعة، من ربيعة. شاعر جاهلي، من أهل البحرين، كان ينادم عمرو بن هند ملك العراق، ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففرَّ إلى الشام ولحق بآل جفنة، ومات ببصرى، من أعمال حوران في سورية.

ومــن الــشــعــر مــا قــتــل

تعددت الروايات عن سبب قتل طَرَفَة، قيل أن الهجاء سببها، وقيل أن الغزل هو السبب، ولكن الروايات كلها أجمعت أن الشعر هو السبب.؟

شاعرنا كان جريئاً على الشعر، لا تلومه فيه لومة لائم، فقيل أن أخته كانت زوجة عبد عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن قيس وكان عبد عمرو سيد أهل زمانه، وكان من أكرم الناس على عمرو بن هند، فشكت أخت طَرَفَة شيئاً من أمر زوجها إلى طَرَفَة فعاب عبد عمرو وهجاه وكان من هجائه إياه أن قال:

وَلا خَـيـرَ فـيـه غَيرَ أن لَهُ غِنىً

وَأنَّ لَهُ كَشحاً إذا قامَ أهضَما

تَـظَـلّ نـسـاءُ الحَيِّ يَعكُفنَ حَولَهُ

َقُـلـنَ عَـسيبٌ من سَرارَةَ مَلهَما

وهذا مما أزعج ملك المناذرة عمرو بن هند، والذي سبق أن قال فيه طَرَفَة :

فَلًَيتَ لَنا مكانَ المَلكِ عمرٍو

رَغـوثـاً حَـولَ قـبَّـتِـنَـا تَـخُورُ

مِـنَ الزَّمِرَاتِ أسبَل قادِمَاهَا

وَضــرَّتُــهَــا مُــرَكَّـنـةً دَرُورُ

لَـعَـمـرُكَ أن قَابُوسَ بنَ هِندٍ

لَـيَـخـلِـطُُ مُـلـكَـهُ حُـمْـقٌ كَثِيرُ

قَسَمتَ الدَّهرَ في زَمَنٍ رَخيٍّ

كَـذَاكَ الـحُكمُ يَقصِدُ أو يَجُورُ

وروي أيضاً أن طَرَفَة كان في حضرة ملك المناذرة عمرو بن هند، عندما مرت أخت الملك، فرآها طَرَفَة، بالرغم من عدم نظره إليها، فقد عكس وجهها في قدح فضي كان يمسك به، فقال:



ألا يا ثاني الظبي- الذي يبرق شنفاه

ولولا الملك القاعد- قد ألثمني فاه



كل هذه الأسباب أو إحداها كانت تكفي الملك عمرو بن هند لقتل طَرَفَة.



الــقــتــل

أمر عمرو أن يكتب لأحد رجاله من عبد القيس بالبحرين وهو المعلّى أن يقتل طَرَفَة، فقال له بعض جلسائه، إنك إن قتلت طَرَفَة هجاك خاله المتلمّس، وهو رجل مسنّ مجرّب، وحليف وصديق طَرَفَة، فعدل عمرو عن ذلك، وأرسل إلى طَرَفَة والمتلمّس فأتياه إلى الحيرة التي كانت عاصمة للمناذرة، فاكرمهما وأغدق عليهما العطايا، ثم كتب لكل منهما كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، (سمي كذلك لأنه كان يقطع الأيدي والأرجل لأعدائه) وحمّلهما الهدايا وقال لهما خذا كتابي هذا، وأعطى كل منهما كتابه بيمينه وانطلقا إلى المكعبر فقد أمرت بإكرامكما.. وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:

"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".

فأخذ الكتاب من الغلام ومزقه وقذفه في النهر ثم أنشأ يقول:

وألقَيتُهَا بالثَّنِي مِن جَنبِ كافرٍ

كَـذلِـكَ ألـقـي كُـلَّ رَأي مُـضَلَّلِ

رَضـيتُ لهَا بالمَاءِ لمّا رَأيتُهَا

يَجُولُ بهَا التيَّارُ في كلِّ جَدوَلِ





وقال: والله إن الذي في كتابك مثل الذي في كتابي،

فقال طَرَفَة: لئن كان اجترأ عليك ما كان بالذي يجترئ عليّ، وأبى أن يطيعه، فسار المتلمّس من فوره ذلك حتى أتى الشام فقال في ذلك:

مَـن مُـبـلغُ الشُّعرَاءِ عَن أخوَيهمُ

نَــبَــأ فـتَـصـدقـهـم بـذاكَ الأنـفُـسُ

أودى الذي عَلِقَ الصَّحيفَة منهُما

ونَـجَـا حِـذارَ حَـيَـاتِـهِ iiالـمـتـلـمِّسُ

ألــقَــى صَــحِـفَـتَـهُ وَنَـجَّـت كُـورَهُ

وَجـنَـا مُـحَـمَّـرَةُ المَنَاسِمِ عِرمِسُ

وخرج طَرَفَة حتى أتى صاحب البحرين المكعبر بكتابه، فقال له صاحب البحرين: إنك في حسب كريم وبيني وبين أهلك إخاء قديم وقد أمرتُ بقتلك فاهرب إذا خرجت من عندي فإن كتابك إن قرئ لم أجد بدّا من أن أقتلك، فأبى طَرَفَة أن يفعل، فحبسة المكعبر، وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عاملك من تريد فإني غير قاتله". فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة.. فاختر لنفسك ميتة تهواها". فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك. وكان ذلك نحو عام 569 م، وحين علمت الخرنق وهي شاعرة من شعراء الجاهلية. وأخت طَرَفَة من أمه ما حصل معه رثته بقصيدة طويلة جاء فيها في رثائه:

عددنا له ستاً وعشرين حجة

فلما توفاها استوى سيداً ضخماً



فجعنا به لما رجونا إيابه على

خير حال لا وليداً ولا قمحا

وقبره معروف الآن في البحرين. وتم حديثاً إنشاء نصب الشاعر طرفة بن العبد بمدينة حمد بالبحرين على شكل هرمي وضعت عليه صورة تخيلية للشاعر وكتبت عليه نبذة عن حياته, ويحتوي هذا النصب على متوازي مستطيلات بالجهة الأخرى منه كتب عليها جزء من شعر الحكمة الخاص بالشاعر وستة أعمدة أسطوانية الشكـل مقوسة تعكس التراث العربي والجاهلي الخاص بالجزيرة العربية وتوابعها.

مــكــانــتــه الــشــعــريــة

بغض النظر عن اهتمام العرب بهذا الشاعر العظيم، اهتم المستشرقون الغربيون بطرفه بن العبد، فقد قالت المستشرقة ليدي أن بلنت، والمستشرق وفلفريد شافن بلنت في كتاب صدر لهما في بداية القرن الماضي عن المعلقات السبع : " يحتل طرفة عند العلماء منزلة تلي امرؤ القيس كشاعر جاهلي، ليس لشعره الذي وصلنا، بل للقصائد التي فقدت. يضعه "المفضل" بين أساتذة المعلقات السبع التي يدعوها العرب " الصموت " خيوط العقد. كما يعتقد أن هذه المعلقة أكثر انتظاماً في بنيتها من كل المعلقات الأخرى، نظرة نقدية لها وزنها في كل المدارس. أما بالنسبة للقارئ الإنجليزي، فإن هذا التفوق أقل وضوحاً. من المؤكد أن مطلع معلقة طرفة انتحال من معلمه العظيم امرؤ القيس ولا يبرر أي جمال فكري خاص أو أسلوب بياني، الحكم على ما تبقى من القصيدة. كان وضعها في شكل إنجليزي مقروء، مهمة صعبة."

بينما يشير دبليو أي كلوستون في كتابة عن الشعر العربي إلى نبوغ طرفة فيقول : " كان طَرَفَة بن العبد من قبيلة مزينة، أحد فخوذ قبيلة بني بكر، لذا سمي المزاني. أثبت نبوغه الشعري في سن السابعة. "

شعر طَرَفَة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر، كما تميز شعره بالحكمة في الحياة برغم صغر سنه.
وقد ترك لنا طَرَفَة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة".

ويحوي الديوان 657 بيتاً، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها 104 أبيات
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس