السفير في مقهاي و حديثه يشبه حديث النفس وكل حسب ما يحوي بين جنبيه من لديه نفس أمارة بالسوء لا مكان له بيننا ...لكن هناك النفس المطمئنة والتي تسعد بهذا الحديث وتهز رأسها أن زدنا وهناك النفس الراضية والتي تقنع بما ألقي إليها من أطايب ثمار الكلام وهناك المرضية التي تزيد عليه وهناك النفس اللوامة التي تلوم نفسها أن تركت هذا الكلام يعبر دون أن تكون بحضرته واستقباله .......
كنت أتمنى أن أجلس في مقهى حقيقي وأشرب قهوتي في هدوء دون نظرات استغراب دون اسئلة وبقيت أمنية ثم تمنيت أن أحظى بمقهى أملكه لأحدث كل زبون فيه أقم على طلاباته أسأله أن يحدثني بأي شيء لديه بأي وجع رأيت صورة مرة لشخص في أمريكا يفترش الرصيف وقد رفع لافتة تقول حدثني عن همك وخذ دولار كل ذلك ليجعل الناس تتخفف من أوجاعها وربما له غاية فحديث الناس أحيانا يكون ثريا تتعلم منه وتختبر خبرة مجانية .في قصة زوربا لكازنتزاكيس يقول على لسان الرئيس وهو الكاتب الذي فتح منجما للفحم بأن جده كان يحب أن يستضيف الغرباء الذين يفدون على قريته من المدينة فقط ليجلس إليه بعد العشاء ويقول له حدثني ماذا رأيت في المدينة التي قدمت منها كان يجعل المدينة تأتي إليه دون أن يسافر لها يراها من خلالهم ...وأنا أريد ذلك من مقهاي ....السفير أعرف أنك في وسط اختبارات ومشاغل لكن المقهى لك وينتظرك