عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2007, 05:59 PM   #8
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5090 فى 2284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: تكفووون تعبير عن المقال النـــقـــــدي لاهنتم يالغالين

..

بحثت اليوم عن مقال نقدي

بسبب استاذ الإنشاء

ولقيت مقال ينقد الرواية الحديثة

وبالأخص رواية ( بنات الرياض )

بس ما أدري هل استاذتكم حددت مقال ينقد قصيدة او قصة

أو رواية وإلخ ..

أم جعلت الخيار أمامكم متاح !؟

بالنسبة لي أتاح لنا كتابة أي مقال نقدي

ووجدت هذا المقال اتمنى تستفيدين منه ..

الرواية الواقعية والانعطافة الكبرى

مقالة نقدية لـ : د. معجب الزهراني

هل يعيش خطابنا الأدبي انعطافة كبرى تمثلها الرواية الواقعية بقدر ما تشارك في ابراز ملامحها واغناء دلالاتها؟ هذا ما نزعمه ونحاول بيانه في هذه المقالة مبتدئين بايضاح مفهوم الانعطافة في المستوى التاريخي العام. فالمجتمعات الحديثة كلها تخضع في العقدين الأخيرين لتحولات سريعة متوالية بقدر ما هي قوية ومؤثرة في مختلف مجالات القول والعمل. عامل الابدال الأعم والأهم في هذه الوضعية أصبح معروفاً للجميع، ويتمثل في الثورات الاتصالية والمعلوماتية والعولمة التي تدفع المجتمعات والشعوب والأمم كلها في سيرورة عامة واحدة طوعاً أو قسراً. وضمن سياق بهذا الاتساع والقوة كم تبدو الخطابات الرسمية وغير الرسمية، في مجتمعاتنا هشة وفلكلورية وهي ترفع شعارات الخصوصية محاولة الاحتماء بها من مفعولات التاريخ. فهذه المجتمعات هي الأكثر عرضة للتغير والتحول لا لأن الآخرين يتربصون بها شراً كما يتوهم البعض، وإنما لأن ثقافاتها التقليدية لا تشارك بشيء يذكر في العلوم والتقنيات التي تصنع عالم اليوم، بقدر ما تحاول التكيف معها بدرجات متفاوتة من النجاح. هناك إذن تصدعات كثيرة وعميقة حدثت وتحدث يومياً في منظومات أفكارنا وقيمنا ومعاييرنا قد لا ندركها وقد نحاول التخفيف منها، لكننا لا نستطيع دفعها. هنا تحديداً يبرز دور الخطابات المعرفية والفكرية والابداعية الحديثة التي تحاول تفهم التحولات العميقة العامة والتعبير عنها من منظور مختلف. فالذات الفردية عادة ما تتحرر من هواجس المقولات الكبرى وما يتصل بها من معان تشبه الأوهام الضالة المضللة، وتحررها هو ذاته ما يجعل منجزاتها أكثر مناسبة لعصرها وتكيفاً معه وإفادة منه. وإذا كانت ثقافة الأخبار والصور تذهب إلى المدى البعيد في لعبة التحرر والاندماج، فإن الرواية تقف في طليعة المنتوجات الأدبية التي تتجه في المسار ذاته، وعلى الأخص «الرواية الواقعية». فعمليات التصدع بالنسبة للذات الفردية الكاتبة هي ذاتها حافز الكتابة وموضوعها المفضل غالباً. هناك عالم قديم يتراجع وعالم جديد يتشكل ويتخلق كل يوم. والذات الكاتبة عادة ما تنسحب من المشهد الواقعي الصاخب، أو تقف على مسافة منه لتتأمل وترصد وتدون كيما تبني عالمها الخاص بالكلمات والتعبيرات. حينا تتجه إلى معطيات التاريخ القريب لتوثقها وتحاور آثارها في الواقع الذي تغير بسببها كل التغيير. وحينا آخر لا تلتفت الذات الكاتبة إلى الماضي الجماعي إلا لتراه في مرايا الذات التي تتحول هنا إلى نموذج للإنسان الذي اضطرته التحولات والأحداث السعيدة أو الشقية إلى إعادة صياغة قناعاتها لأكثر من مرة خلال عمر قصير. روايات تركي الحمد وغازي القصيبي وإبراهيم خضير ويوسف المحيميد تنحو في مجملها هذا المنحى الذي عادة ما يتميز بحضور كثيف للذاكرة الفردية أو الجماعية القريبة. في حالات أخرى تدور لعبة الكتابة حول حاضر الذات المنشغلة بطموحاتها وهمومها اليومية عن كل ما عداها. فهي ذات جديدة ليست لديها قدرة أو رغبة في تمثيل الذات الجماعية أو الخضوع لها بما أنها منشغلة براهنها المطل على المستقبل باستمرار.
محمد حسن علوان ورجاء الصانع خير من مثل هذا النموذج وإن بأدوات لغوية تعبيرية مختلفة كل الاختلاف حتى لكأن اللغة عند علوان نقيضها عند رجاء. أما روايات عبده خال في مجملها فأزعم أنها الأكثر قرباً إلى مفهوم «الرواية الواقعية الاجتماعية» التي تتقصى التحولات من منظور تراجيدي يحول كل حدث إلى مأتم كئيب لا تختلقه الذات ولا تستعيده من فضاء ذاكرة محددة بقدر ما تبنيه من خلال سلسلة طويلة من التفاصيل المهملة والعلاقات الهامشية التي تصبح مفعمة بالدلالات الرمزية. تنويع آخر للرواية الواقعية ذاتها نجده في أعمال توثيقية لا يجد القارئ صعوبة في ادراك مرجعياتها لأن النص يعلنها بشكل مباشر وإن غلفتها الكتابة بمجازاتها المعهودة في المجال الأدبي.

محمود تراوري وعبدالله ثابت أنجزا العملين الأهم في هذا الاطار ولابد أن نتوقع المزيد من النماذج هذه لأن جروح الجسد لا تنسانا وإن حاولنا تناسيها، وهي بالتأكيد أبلغ من جروح الذاكرة.

بعد هذا كله وبناءً عليه لابد أن ملاحظة عامة تفترضها القراءة بقدر ما تستدرجها. فهذه الاسماء والنماذج تشكل في مجملها ظاهرة أدبية - ثقافية دالة بذاتها على قوة الانعطافة التاريخية وقدرة الرواية على مصاحبتها وتشخيصها. فهناك مياه كثيرة تدفقت ليفيض مجرى حياتنا بما لم يكن مألوفاً من قبل، وبالأخص خلال العقدين الأخيرين، وإذا كانت النتيجة العامة لهذه الرواية الواقعية بكل تنويعاتها ذات أبعاد دلالية مأساوية في مجملها فما ذلك إلا لكون رواية كهذه وفية لشروطها. فالتحولات الداخلية والخارجية التي توقفنا امام أسئلة العصر وتحدياته واستحقاقاته هي في العمق قضية اشكالية ملتبسة لا يحسمها سوى الزمن الطويل. الذات الفردية المبدعة تحاول الانصات لوقع التحول والحوار مع الأصوات التي تعاني التصدعات، لأن هذا هو قرارها وقدرها. لقد ولى زمن الحكايات والأغاني البسيطة السعيدة، والرواية الواقعية خصوصاً هي الترجمان الأمثل لاحوال مجتمع يشده خطاب نحو راهنه ومستقبله الكوني وخطاب آخر نحو الماضي الذي يمضي ويبتعد عنا كل لحظة أكثر فأكثر. كأننا أمام خطاب مجازي لفرد يقف في منتصف العمر، أو المجتمع يقف على مفترق التاريخ، وصدق من قال إن الرواية هي «مملكة القلق والشك» بامتياز!..


شكرآ وبالتوفيق

:

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس