المقال الثالث عشر للأخ : ( وليد بن حمد المجلي )
وهو بعنوان : ( جلاجل.. بين الماضي الأصيل والحاضر المضيء )
جلاجل.. بين الماضي الأصيل والحاضر المضيء
إعداد وليد المجلي
تقع مدينة جلاجل شمال مدينة الرياض على بعد 160 كم على خط الطول 08 28 45 شرقاً ودائرة العرض 30 40 25 شمالاً، وتقع في منتصف الطريق السريع تقريبا والذي يربط مدينة الرياض بمنطقة القصيم وهذا الأمر أعطاها أهمية جغرافية بالإضافة إلى كونها نقطة العبور إلى منطقة الوشم، وتبعد عن مدينة الرياض حوالي170 كم شمالاً، ويمر بالقرب منها الطريق السريع الذي يربط مدينة الرياض بمنطقة القصيم، وقد وصلت بهذا الطريق بوصلة خاصة طولها 12 كم تقريباً.
تعتبر مدينة جلاجل من أقدم المدن الموجودة في منطقة الرياض، حيث يوجد بها عدد من المباني القديمة التي مازالت قائمة حتى الآن وتعتبر معلماً من المعالم الأثرية في المملكة العربية السعودية، ومن هذه المباني السور الداخلي والسور الخارجي، وقصر سويد بن علي والقصور المجاورة له، والحويطة السفلى (حويطة الجدعان)، والمرقب وبيت المؤرخ الأديب الشيخ عثمان بن بشر (مؤلف تاريخ نجد)، وبيت الشيخ عبدالله العنقري وغيرها من المباني الأثرية المهمة، كما يحيط بحي الديرة سوران، سور داخلي وسور خارجي. ويحيط السور الداخلي بالمباني القديمة التي تتألف من المسجد الجامع القديم ومبنى الإمارة القديم، والدكاكين التي تحيط بالمجلس إلى جانب القصور والبيوت، ونتيجة لتوسع وتطور جلاجل وزيادة الرقعة العمرانية والمزارع بني سور آخر يضم المباني القديمة والسور القديم والمباني والمزارع التي تقع خارجه وللسور أربع بوابات، وهي بوابة باب البر من الناحية الغربية. وبوابة باب الشمالية من الناحية الشمالية، وبوابة السراحية من الناحية الجنوبية، وبوابة الدويخلة من الناحية الشرقية. وقد زود السور بأبراج مراقبة (مقاصير جمع مقصورة).
وهي عبارة عن أبراج دائرية أو مربعة مرتفعة بها فتحات صغيرة يمكن من خلالها رؤية القادم من بعيد. وقد بنيت الأسوار من الطين وتمتاز بسماكة قاعدتها، وتبلغ في بعض المناطق أربعة أمتار وتقل سماكتها كلما ارتفع البناء إلى أعلى. ولا تزال الأسوار قائمة حتى الآن تصارع عوامل التعرية المختلفة والعوامل البشرية على حد سواء.
وشهدت جلاجل في وقتنا الحاضر النهضة الشاملة التي شهدتها معظم مدن المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ثلاثة عقود، فعاشت مراحل التنمية والازدهار في كافة المجالات لتصبح رمزاً من رموز الحضارة المعاصرة، ولمن أراد معرفة ما تعنيه كلمة (النقلة النوعية للمدن) عليه أن يقوم بزيارة لمدينة جلاجل ليطلع بنفسه على ما تحقق في الفترة الأخيرة.. فهذه المدينة التي كان أهلها ومازالوا يتفاخرون بما حققوا فيها من إنجازات وتطورات يسعد بها القريب والبعيد أصبحت بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بدعم قادتنا حفظهم الله وبأيدي أبنائها مباني على طراز حديث.. شوارع جميلة ونظيفة.. مناظر تدخل البهجة في نفس من يراها.. كل هذا تم دون أن تؤثر في بيئتها الجميلة فاستحقت ما منحته إياه منظمة الصحة العالمية عام 1423هـ والموافق 2003م بأن تكون مدينة صحية، وهذا بحد ذاته دليل قاطع على أنها مدينة الأحلام لكل إنسان.