عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2004, 04:45 AM   #25
عضو مجلس إدارة سابق
 
الصورة الرمزية ابو عبد العزيز
 
تم شكره :  شكر 606 فى 308 موضوع
ابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to beholdابو عبد العزيز is a splendid one to behold

 

هل يجوز تجريد الأسيرات الأمريكيات من ثيابهن؟
العنوان
كلنا رأى صور تعرية السجناء العراقيين وتصويرهم في أوضاع مشينة مهينة، والنفس الإنسانية مجبولة على المعاملة بالمثل، فهل يجوز للمقاومين العراقيين خطف نساء جيش الأمريكان، وتصويرهم في أوضاع مماثلة؟ نص السؤال
2004/5/22
التاريخ

مجموعة من الباحثين
المفتي

نص الإجابة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلم تعرف البشرية قيما وأخلاقا في ميدان القتال مثل قيم الإسلام وأخلاق الإسلام، ومن هذه الشمائل والأخلاق الكريمة التي تحدثت عنها وصايا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووصايا الخلفاء الراشدين للجيوش والسرايا والبعوث القتالية: "لاتقتلوا شيخًا، ولا امرأة، ولا صبيًا ولا عابدًا أو راهبًا فى صومعته".

وتحدثت هذه الشمائل وآداب الفروسية الإسلامية عن الاحترام والرفق والحفاظ على الحيوانات والنباتات، فدعت إلى عدم قطع الأشجار أو ذبح الحيوانات إلا لضرورة الطعام.

ومن الأخلاق التي أوجبها الإسلام أنه أمر بالإحسان إلى الأسرى وكما جاء في الموسوعة الفقهية: "ليس لواحد من الغزاة أن يقتل أسيره بنفسه , إذ الأمر فيه بعد الأسر مفوض للإمام , فلا يحل القتل إلا برأي الإمام اتفاقا , إلا إذا خيف ضرره , فحينئذ يجوز قتله قبل أن يؤتى به إلى الإمام , وليس لغير من أسره قتله , لحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {لا يتعاطى أحدكم أسير صاحبه فيقتله******" .

ومبادئ الإسلام تدعو إلى الرفق بالأسرى , وتوفير الطعام والشراب والكساء لهم , واحترام آدميتهم , لقوله تعالى { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ****** , وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في أسرى بني قريظة بعدما احترق النهار في يوم صائف : { أحسنوا إساراهم . وقيلوهم , واسقوهم ****** وقال : { لا تجمعوا عليهم حر هذا اليوم وحر السلاح . . . ******.أ.هـ

كان لزاما قبل أن نجيب على ما جاء في رسالتك أن نقف على هذه الأخلاق النبوية الكريمة في ميدان الحرب والقتال.
ونقف مع سؤالك، فلا شك أن ما نشر عبر وسائل الإعلام المختلفة أمر تشمئز منه الفطر السليمة ويتنافى مع الآدمية وإن دل على شيء فإنما يدل على الوجه الحقيقي الذي دخل به الغزاة أرض العراق، فقد علت أصواتهم قبل الحرب أنهم ما جاءوا إلا لإنقاذ شعب العراق من بطش صدام وظلمه، ولتدمير أسلحة الدمار، فما رأينا أسلحة دمار وما ازداد شعب العراق -بعد دخولهم- إلا ذلا ومهانة، وحقا من تخلق بما ليس فيه سيفضحه الله ولو بعد حين، فالذين جاءوا لتحرير الشعب من البطش والقهر هاهم يهتكون الأعراض ويستبيحون الحرمات ويكشفون عن الأقنعة التي حاولوا أن يجملوا بها صورتهم، وقد فضحهم الله في الدنيا "ولعذاب الآخرة أشد وأبقى".

ولكن الحرام لا يبيح الحرام ولذلك فمن يقع في الأسر من الأعداء لا يجوز أن نعامله بمثل ما يتعاملون به، في الجملة بل علينا أن نحسن ولا تكون المعاملة بالمثل إلا لمن عرف بعينه أنه فعل كذا وكذا بالمسلمين فإذا عرف عدو بعينه أنه مثل بجثث قتلانا فيجوز أن نمثل بجثته من باب القصاص، كما أفتى شيخنا فضيلة الدكتور القرضاوي.

أما مسألة إظهار أسرى الأعداء عرايا كما حدث لأسرى المسلمين فهذا لا يجوز، لأن النكاية بالعدو أمر مطلوب ولكن شريطة ألا يكون في ذلك مخالفة لتعاليم ديننا وشريعتنا، "فعن عبد الله بن عامر أنه قدم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه برأس البطريق، فأنكر ذلك، فقال: يا خليفة رسول الله، إنهم يفعلون ذلك بنا! قال: فاستنان بفارس والروم؟ لا يحمل إليّ رأس! فإنه يكفي الكتاب والخبر. " فـأعداءنا لهم سنتهم وشريعتهم ولنا سنتنا وشريعتنا.

يضاف إلى ذلك أن من القواعد التي قررها الفقهاء أن "درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة"، ولا شك أن المفاسد المترتبة على إظهار الأسرى مجردين من ثيابهم مفاسد عظيمة وواضحة، ومن هذه المفاسد أن فيها اطلاعا على العورات دون ضرورة معتبرة شرعا ولا شك أن هذا حرام في ديننا وشريعتنا، فضلا عن أن مثل هذا السلوك سيفقد شعب العراق تعاطف شعوب العالم معهم ولا شك أن هذا أمر له قيمته ويدركه المتمرسون في فنون السياسة، وسيكون هذا التصرف ورقة رابحة في أيدي الأمريكان للتدليل على إرهاب المسلمين.

فما أحوجنا أن نصنع من هذه الحرب ميدانا يتعرف من خلاله العالم أجمع على وجه الإسلام المشرق، فديننا ليس دين إرهاب وانتقام، وإنما شريعتنا جاءت رحمة للعالمين.

والله أعلم .

ابو عبد العزيز غير متصل   رد مع اقتباس