عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2004, 08:59 PM   #42
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
يتيمه is an unknown quantity at this point

 

المقاومة العراقية تحضر لمعركة "بغداد الكبرى" لتعطيل تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية و

الوطن س باريس: عبدالكريم أبو النصر / حذرت القيادة العسكرية الأمريكية في العراق الرئيس جورج بوش وكبار معاونيه من أن المقاومة العراقية تستعد حاليا لخوض "معركة بغداد الكبرى" التي ستشمل تنفيذ هجمات ليست مسبوقة في محاولة للسيطرة على أجزاء من العاصمة وذلك من أجل إفشال عملية تسليم السلطة إلى حكومة عراقية انتقالية في الوقت الذي تجري مفاوضات سرية بين مسؤولين أمريكيين وشخصيات عراقية مرتبطة بالمقاومة ويشارك فيها الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق من أجل التوصل إلى "صفقة سياسية" تحدث تحولاً في مسار الأوضاع في هذا البلد.
وتقول مصادر دبلوماسية أوروبية وأمريكية إن القيادة العسكرية الأمريكية في العراق حذرت في تقارير أرسلتها أخيرًا إلى بوش وكبار معاونيه من أن المعركة الحقيقية الكبرى التي ستواجهها القوات الأمريكية والأجنبية في المرحلة المقبلة هي "معركة بغداد" وركزت في هذه التقارير على الأمور الأساسية الآتية:
أولاً: تملك القيادة الأمريكية معلومات دقيقة ومحددة حصلت عليها من خلال استجواب عدد من المقاومين العراقيين وكذلك من خلال ما حصلت عليه أجهزة الاستخبارات الأمريكية والعناصر العراقية المتعاونة مع الأمريكيين, وهي تفيد أن الهدف الأساسي للمقاومة العراقية في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة هو إحباط وإفشال العملية السياسية التي تقوم بها سلطة التحالف بالتعاون مع الأمم المتحدة وممثلها الأخضر الإبراهيمي القاضية بإنهاء دور سلطة الاحتلال في 30 يونيو المقبل وتسليم السلطة والمسؤوليات إلى حكومة انتقالية جديدة تمثل السيادة العراقية. وتريد المقاومة العراقية بالتحديد إثبات أن تشكيل الحكومة الانتقالية وإنهاء دور سلطة الاحتلال لن يبدلا شيئا على الأرض ولن يشكلا تحولاً أساسيًا جوهريًا في مسار الأوضاع ولن يدفعا بالتالي المقاومين إلى إلقاء السلاح ووقف نشاطاتهم لأن الاحتلال سيستمر طالما بقيت القوات الأجنبية في هذا البلد.
ثانيًا: تنوي المقاومة تركيز كل جهودها على بغداد لأنها العاصمة ورمز السيادة وهي تخطط لتنفيذ عمليات ليست مسبوقة ستشمل إضافةً إلى محاولة اغتيال عددٍ من الوزراء والمسؤولين العراقيين وقصف وتفجير مواقع ومنشآت مختلفة إقدام المقاومين على السيطرة على مناطق وأحياء وأجزاءٍ من بغداد وإعلانها محررةً وجر القوات الأمريكية إلى خوض معارك فيها مما يؤدي إلى تكرار "ظاهرة الفلوجة" أي سقوط عددٍ كبيرٍ من الضحايا المدنيين وهو ما يفجر نقمةً واسعةً في العراق وخارجه على الولايات المتحدة.
ثالثًا: لن يكتفي المقاومون العراقيون بذلك بل إنهم سيشعلون جبهات قتالٍ ومواجهات عدة في وقت واحد في مدن "المثلث السني" وفي الموصل وفي الجنوب وينفذون في هذه الجبهات عملياتٍ وهجماتٍ مختلفةً ضد القوات الأجنبية وضد مسؤولين عراقيين.
رابعًا: تريد المقاومة من خلال هذا التصعيد الكبير في عملياتها أن تظهر للعراقيين وللعالم الخارجي أن "المبادرة" ستظل في أيديها في المرحلة المقبلة بغض النظر عما تقرره وتفعله أمريكا وحلفاؤها والأمم المتحدة كما أنها تريد أن تظهر أن الحكومة الانتقالية الجديدة لن تكون قادرةً على السيطرة على زمام الأمور وأن تشكيلها ليس مؤشرًا على بداية مرحلةٍ سياسيةٍ جديدةٍ تمهد لاحقًا لإجراء الانتخابات العامة بإشراف الأمم المتحدة لإقامة نظامٍ شرعيٍ جديدٍ.
وأوضحت المصادر ذاتها أن القيادة الأمريكية أبلغت بوش وكبار معاونيه أنها اتخذت كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة "معركة بغداد" هذه والتصعيد الكبير في عمليات المقاومة لكنها حذرت أيضًا من أن القوات الأمريكية "لن تكون قادرةً على التحكم كليًا بمسار الأوضاع العسكرية الأمنية" وأنه يجب توقع حدوث عملياتٍ ومواجهاتٍ كبيرةً في بغداد ومدنٍ عراقيةٍ أخرى سيسقط فيها عددٌ كبيرٌ من القتلى.
وضمن هذا الإطار كشفت مصادر دبلوماسيةٌ أوروبيةٌ وثيقة الاطلاع لـ "الوطن" أن هناك مفاوضاتٍ سريةً جاريةً حاليًا بين مسؤولين سياسيين وأمنيين أمريكيين وبين قياداتٍ وشخصياتٍ عشائريةٍ وسياسيةٍ ودينيةٍ عراقيةٍ وثيقة الصلة بقيادات المقاومة في منطقة "المثلث السني" وبعددٍ من الضباط والمسؤولين البعثيين السابقين وأن هذه المفاوضات تتناول الأمور الرئيسة الآتية:
أولاً: تسهيل عملية نقل السلطة سلميًا إلى حكومة انتقالية جديدة في 30 يونيو المقبل ومنع حدوث "معركة بغداد" وأي تصعيدٍ كبيرٍ في العمليات والهجمات في المرحلة المقبلة لإظهار أن تحولاً حقيقيًا كبيرًا حدث فعلاً في العراق مما يمهد تدريجيًا لقيام نظامٍ شرعيٍ جديد.
ثانيًا: تحقيق فك الارتباط بين المقاومة العراقية وبين "المقاتلين العرب" التابعين لـ"أبو مصعب الزرقاوي" أو لتنظيماتٍ إرهابيةٍ مرتبطةٍ بتنظيم القاعدة ومتعاونةٍ معه, تمهيدًا لعزل هؤلاء "المقاتلين العرب" واعتقالهم أو القضاء عليهم, ولتحقيق وقفٍ كاملٍ لعلميات المقاومة في منطقة "المثلث السني" لاحقًا.
ثالثًا: تأمين عودة عشرات الآلاف من البعثيين غير المتورطين في جرائم نظام صدام حسين إلى وظائفهم وإلغاء القوانين والإجراءات التي تمنع ذلك حاليًا, ويترافق ذلك مع فتح المجال على نطاقٍ أوسع لانضمام ضباطٍ وعسكريين سابقين تم تسريحهم إلى مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية التي يجري تشكيلها حاليًا.
رابعًا: تأمين حصةٍ حقيقيةٍ كبيرة للعرب السنة في تركيبة النظام الجديد بما يضمن حقوقهم فعلاً ويمكنهم من أن يواصلوا لعب دور رئيسٍ ومؤثرٍ في مسيرة العراق.
وأكدت المصادر ذاتها لـ"الوطن" أن الأخضر الإبراهيمي يشارك في جانب من هذه المفاوضات والاتصالات السرية وأنه تلقى مذكرةً رسميةً من شخصياتٍ وقياداتٍ عشائرية ودينية لها صلةٌ وثيقةٌ بالمقاومة وقياداتها وتطالب هذه المذكرة التي تلقاها الإبراهيمي وناقش مضمونها مع مسؤولين أمريكيين بإعادة الضباط والعسكريين المسرحين إلى مواقعهم والبعثيين المطرودين إلى وظائفهم وتدعو خصوصًا إلى قيام "حوارٍ مباشرٍ ومفاوضاتٍ مباشرةٍ" بين الأمريكيين والإبراهيمي من جهةٍ وبين المقاومة العراقية "لأن المقاومة هي الوحيدة القادرة على إطفاء نار الحرب ووقف القتال". وشددت هذه المذكرة على ضرورة الفصل التام بين المقاومة وبين "منفذي العمليات التخريبية" في العراق.

التوقيع
يتيمه غير متصل   رد مع اقتباس