عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2004, 02:54 PM   #62
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
يتيمه is an unknown quantity at this point

 

دهس الدبابات للعراقيين صار أمرا مألوفا في العراق



قدس برس بات االعراقيون يألفون، بعد عام عصيب من الاحتلال والانفلات العام، مشاهد دبابات الاحتلال الأمريكي وهي تدهس سيارات متوقفة، فتعتلي مقدمتها وتدمرها بالكامل. واعتاد العراقيون أيضا أن يروا سيارات الهمفي الأمريكية، وهي تسير بسرعة وسط شوارع مزدحمة، فتصطدم بسيارات عراقية متهالكة، فتدمر بعضها، وتشوه البعض الآخر.
ولم يعد الأمر يتوقف عند هذا الحد، مع تزايد عمليات دهس المواطنين العراقيين من قبل العربات والدبابات والشاحنات الأمريكية، التي لا ينشغل الجنود الذين يقودونها سوى بتوفير أمنهم الخاص، من دون الاهتمام بأمن العراقيين وسلامتهم على الطرقات.
ويقول المواطن أحمد جبار، وهو صاحب سيارة لنقل الركاب، "بينما كنت أسير في الشارع المزدحم متجها إلى منطقة الباب الشرقي، ومعي أكثر من 15 راكبا، جاءت سيارة أمريكية من نوع همفي وصدمت سيارتي من الخلف بقوة.. لم أتمالك نفسي، وحاولت أن أخرج من السيارة لمعرفة ما جرى، فإذا بي أفاجأ أن الجندي الأمريكي قام بسحب مسدسه علي، وهو يصيح بأعلى صوته: اذهب اذهب".
ويضيف قائلا "أمام صيحات المواطنين الذين كانوا معي في السيارة بأن أترك الجنود وشأنهم، خشية حصول مذبحة، بقيت جالسا في السيارة، وفوضت أمري إلى الله".
ويرى الكثير من العراقيين في التصرفات الأمريكية، بأنها نوع من الاستهتار والتعدي غير المبرر على العراقيين. ويقول جمال حنون "لقد قاموا قبل أيام بدهس أحد أبنائي بالقرب من المدرسة، التي يدرس فيها". ويضيف "الحمد لله أنه الآن بخير، غير أن الاستهتار الأمريكي وصل إلى حد أنهم عندما دهسوا ابني لم يتوقفوا لمعرفة نوع الإصابة، التي حصلت له، بل واصلوا مسيرهم بسرعة، وكأنهم ملاحقين".
وقال "القوات الأمريكية أحالت الشوارع العراقية إلى أماكن خطرة، فالتعدي المتعمد منهم على العراقيين وغير المبرر جعل السيارات تبتعد عنهم، وتترك مسافات كبيرة بينها وبينهم". وأضاف بعد أن أخذ نفسا عميقا، ويبدو أنه فكر مليا في ما يقول "إنهم أناس أشرار" وتساءل "أين احترامهم للإنسان وحقوقه؟ أين قيمة البشر التي كنا نسمع عنها؟ أم إنها خاصة بالمواطن الأمريكي، لا غير".
وفي منطقة الباب الشرقي، حيث مركز العاصمة بغداد، كانت ساحة الطيران، التي تتوسط المكان، مزدحمة بالسيارات على عادتها. وفجأة جاء رتل أمريكي فقام عدد من الجنود الأمريكيين بالنزول إلى الشارع، وشرعوا في إبعاد السيارات من أمام الرتل، كي يفسحوا له الطريق. وفعلا تم لهم ذلك، فالعراقيون صاروا يفهمون نفسية الجنود الأمريكان.
بعد ذلك سارت أربع عجلات أمام السيارات المحتشدة. وظن أحد سواق المركبات من العراقيين أن الرتل قد مر، غير عارف بأن هناك عددا آخر من السيارات الأمريكية لم يمر بعد، فهم بالسير على الطريق نحو هدفه. وما إن دخلت سيارته لمسافة قصيرة، حتى جاءت سيارتان من نوع "همر"، وقامتا بتحطيم مقدمة السيارة، من دون أي اكتراث. وقد شاهد مراسل "قدس برس" تلك الحادثة بأم عينيه، ولم يروها له أحد.
ويقول المواطن جليل طه الذي تعرضت سيارته لتحطيم كامل من قبل قوات الاحتلال: "في إحدى عمليات المداهمة العديدة لمنطقة الأعظمية دخلت مجموعة من الآليات العسكرية الأمريكية أحد الشوراع الضيقة في المدينة، حيث كنت أركن سيارتي بالقرب من الدار، فقامت الدبابة بالصعود فوق السيارة، ودمرتها بالكامل. وعندما حاولت أن أطالب بحقي في التعويض، قالوا إنك كنت توقف سيارتك في المكان غير المناسب".
وأضاف طه، وفي عينه شيء من الشعور بالثأر "السرعة الكبيرة التي تسير بها الأرتال الأمريكية في الشوارع، إنما تدل على مدى الخوف الكبير، الذي يعيش فيه الجنود، بفعل ضربات المقاومة العراقية".

التوقيع
يتيمه غير متصل   رد مع اقتباس