كلفة الحرب على العراق تزيد على 170 مليار دولار بحلول نهاية العام
أثار لورانس ليندسي المستشار الاقتصادي في البيت الابيض غضباً شديداً في اوساط الادارة الامريكية قبل عامين عندما توقع أن تصل تكاليف الحرب على العراق الى مائتي (200) مليار دولار أمريكي وهو رقم كبير كان كافيا لطرده من منصبه لكن عدداً متزايداً من الخبراء والمحللين أصبح يعتقد ان تقديرات ليندسي تبدو صحيحة وهم يرون بأعينهم ان تكاليف العمليات العسكرية في العراق تقترب من 119 مليار دولار حتى الآن ومرشحة للارتفاع الى (170) مليار دولار مع نهاية عام 2005.
ومع اقتراب تكلفة الحرب على العراق من تقدير ليندسي يبدي أعضاء الكونجرس الامريكي والمحللون والمواطنون الامريكيون قلقا متزايدا ازاء التناقض الكبير بين الكلفة الحقيقية للحرب وتقديرات إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي قالت انها لن تزيد على 60 مليار دولار إضافة الى ان هذه المسألة قد تطرح نفسها قضية ساخنة ومهمة في حملة الانتخابات الامريكية هذا العام خاصة إذا لم يطرأ أي تحسن على الوضع في العراق.
ويقول روبرت ريستشواير المدير السابق في مكتب الميزانية التابع للكونجرس “إنه إذا خف العنف وتحقق الامن والسلام في العراق وتحسَّن الوضع الاقتصادي والاجتماعي واعيد بناء وإعمار ما دمرته الحرب فإنني اعتقد ان الامريكيين واعضاء الكونجرس سيظهرون تسامحاً مع فاتورة ضخمة لتكلفة الحرب، مضيفاً ان قضية تكاليف الحرب ستبرز بأهمية عندما يحاول الكونجرس الاستقطاع من الموازنة الفيدرالية في وقت مبكر من العام المقبل وعندما يطلب من الشعب الامريكي تقديم تضحيات.
ويتنبأ لورنس كورب المسؤول السابق في البنتاجون والذي يعمل حاليا في مجلس العلاقات الخارجية ان تصل تكلفة الحرب في العراق لعدة أعوام الى 500 مليار بينما يتوقع محلل آخر هو “ستيفن كوسياك” أن تصل الى 300 مليار دولار خلال الاعوام العشرة المقبلة مع العلم أن الاحتلال في العراق يكلف حاليا 4 مليارات دولار شهريا حيث يعترف مسؤولون في إدارة بوش ان الجزء الاكبر من هذا المبلغ يذهب الى تغطية مصروفات القوات الامريكية ومتطلبات عملياتها.
كما يعترف المسؤولون الامريكيون بأن الحرب في العراق مازالت تكلف المزيد من الاموال وهو ما لا يرغبونه لكنهم يدافعون عن ذلك بالقول إن الامر يستحق فيما يواصل منتقدو إدارة بوش انتقاداتهم لها قائلين: “إن بوش وفريقه للأمن القومي ارتكبوا خطأ فادحاً وسيئاً في حساباتهم لما ستحتاجه الحرب على العراق من أموال”.
وقال ويت آيرس احد المستشارين الجمهوريين: “ان اتجاهات الناخبين الامريكيين ومواقفهم من تكلفة الحرب تعتمد الى حد كبير على مدى التقدم الذي تحرزه الولايات المتحدة لانجاز ما حددته من مهام في العراق حتى ولو استغرق ذلك أعواماً فهم توّاقون لرؤية النجاح في تحقيق الانجازات”.
ويدافع ديفيد ويس احد الخبراء الاقتصاديين في نيويورك عن تكلفة الحرب على العراق قائلاً: “إن رقم 200 مليار دولار وهو كلفة الحرب يبدو صغيرا ومتواضعاً إذا ما نظرنا إليه في إطار اقتصاد ضخم عملاق يصل حجمه الى 12 تريليون دولار لكن “ويس” يستدرك بقوله: “ان تكلفة الحرب من الدم اكبر بكثير من تكلفتها المادية”.
وتنوي الادارة الامريكية ان تطلب من الكونجرس اعتماد 25 مليار دولار مطلع العام المقبل لتمويل القوات والعمليات الامريكية في العراق لكن “جون سبرات” العضو الديمقراطي في مجلس النواب والعضو البارز في لجنة الموازنة يقول انه يتفاجأ إذا ما تضاعف هذا الرقم ليصبح 50 ملياراً وانه كان يجب على إدارة بوش ان تدرب قوات الأمن العراقية وتجهزها للقيام بدورها منذ عام على الأقل.
وصرح الناطق باسم جوش بولتن مدير الميزانية في البيت الابيض بأن من غير الممكن اعطاء تقدير تقريبي لتكاليف الحرب في العراق خلال العام المقبل قبل اتضاح كثير من الامور المتعلقة بالعمليات العسكرية واعمال العنف وتعزيز فرص الأمن والاستقرار. بينما يرى “بيترسنغر” الاكاديمي في معهد بروكينجز ان تزايد اعمال العنف والهجمات في العراق يعني أن كل أموال يتم تخصيصها لإعادة الإعمار والبناء تتحول تلقائيا الى غايات الأمن.
شيكاغو تربيون “كي.آر.تي”