[الجرهام]

تمرد داخلي .. ( 3 )




بعد أن أدى المؤمنون الصادقون صلاة الفجر جماعةً ، و استسلم الغافلون لرغبة نفوسهم الأمارة بالسوء بعد أن بال الشيطان في آذانهم و العياذ بالله ...

أجدني أعود و نداء داخل أعماقي يجلجل :


أرحنا بالله عليك !!


قلت في نفسي : و هل أنا طالبٌ لنفسي غير الراحة ؟


تذكرت حينها مقولة الإمام ابن حنبل ــ رحمه الله ــ بعدما سئل :

أين الراحة ياإمام ؟
قال :
الراحة عندما تضع أول قدم لك في الجنة ..

انتبهت و قلت لذلك النداء القادم من أعماقي لعلك تقصد استراحة ليعود لك جدك و نشاطك ، و تقوم بمهامك من جديد على أتم وجه ..

قال لي : لا مشاحة في الاصطلاح ، المهم نفذ المطلب بسرعة ..


أحبتي إني أحب البقاء معكم ، و لكني أكره أن يحدث تمرد داخلي ..


إنني حين أرغم جوارحي على العمل و هي منهكة تطلب الراحة بصدق ، كأني أجعل منها عدواً متمرداً يسعى لخلاف أوامري ..


فأجد أن كل الخلايا في جسدي تتحد لتسلمني في نوم عميق دون إرادتي ..


لا أريد النوم الآن ..

بل ستنام رغماً عنك !!.


و لكرهي للدكتاتورية الفجة سألبي نداء أعماقي بكل حب و طيب نفس حتى لا يحصل التمرد ..


و لي عودة بإذن الله ..