--------------------------------------------------------------------------------
فصائل من المقاومة تبدأ حرب استنزاف داخل الفلوجة وتنفذ عمليات في محيطها
عام :الوطن العربي :الثلاثاء4شوال 1425هـ - 16 نوفمبر 2004 م آخر تحديث 10:10 م بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام: [خـاص] أكد أحد قادة الفصائل المقاومة في الفلوجة أن بعض فصائل المقاومة العراقية قررت 'التلاشي ظاهريا' من المدينة الصامدة, والقيام بحرب استنزاف ضد القوات الأمريكية داخل وخارج المدينة.
وأشار القيادي العراقي في تصريح لمراسل 'مفكرة الإسلام' إلى أن الوضع المأساوي الذي بات يخيم على المدينة المدمرة, و'الذي بلغ حداً لا يطاق نتيجة لوجود أعداد كبيرة من القتلى العراقيين المدنيين في الشوارع تأكل الكلاب جثثهم, وعدم تمكن المقاومين من استنقاذهم لوجود قناصة أمريكيين يعتلون أسطح المنازل, إضافة إلى جثث الأطفال التي تنهشها الكلاب والذين قتلوا أمس وأول من أمس غيلة من قبل القناصة الأمريكيين بينما كانوا يعبرون الشوارع, ولم يستطع ذووهم إنقاذ أشلائهم الممزعة, والعمارات التي جرى إحراقها بالكامل بمن فيها' ـ كل ذلك ـ قد دفع بعض فصائل المقاومة إلى النزوع إلى نقل أسلوب المعركة إلى حيز حرب الاستنزاف.
وشدد القيادي على أن هذا الخيار ليس موضع إجماع الفصائل التي اختار بعضها, وفقا لما بدا من عزم القوات الأمريكية على تدمير المدينة وتنفيذ إبادة جماعية؛ أن يخففوا الضغط من قلب المدينة, فيما اختارت بعض الفصائل مواصلة القتال على ذات الوتيرة السابقة.
ولفت القيادي إلى أن تعمد القوات الأمريكية قتل الأطفال والنساء والأطباء والمرضى والمدنيين من جهة, وسكوت العالم كله وعدم ضغطه باتجاه إنقاذ المدنيين العالقين في المدينة برغم نجاح المقاومة في شن حرب شوارع نوعية؛ قد ألزم بعض فصائل المقاومة في الفلوجة إلى الانحياز إلى ما أسماه بخيار 'إخواننا في سامراء , الذين أرادوا أن يخففوا الضغط عن سندهم الأول ـ بعد الله ـ وهم المدنيون فنزحوا إلى محيط المدينة' حيث دفعت ضراوة عملياتهم في جنوبها إلى حدوث أول حالات التمرد والعصيان بين الجنود الأمريكيين في العراق.
وكرر القيادي تأكيده على أن هذا القرار ليس جماعياً بل توجد عديد من الفصائل 'لا علم لي بها'.
وختم بالقول باسماً 'سيرى العراق ما نصنع [..] يكفينا انتصار كل العراق , وانتفاضته التي خرجت عن السيطرة'.
الجدير بالذكر أن هناك قادة من كبار مجاهدي الفلوجة لا زالوا يصرون على القتال، ومن هؤلاء الشيخ عبد الله الجنابي رئيس مجلس شورى المجاهدين في الفلوجة، والذي تحدث اليوم أمام جمع من المقاومين المدافعين عن المدينة، بحسب القدس برس، وقال: 'إن المجاهدين يسيطرون بالكامل وبإحكام على 60 في المائة من أرض الفلوجة، وأن الباقي هو عبارة عن مواقع اشتباكات وقتال، حيث تدور معارك كرّ وفرّ بين القوات الأمريكية المهاجمة والمقاتلين الذين يدافعون عن الفلوجة'.
وأشار الشيخ الجنابي إلى أن المقاتلين في الفلوجة تمكنوا من استخدام دبابة أمريكية في مهاجمة مواقع تابعة للجيش الأمريكي، وأن المهمة أنجزت وأصابت هدفها بنسبة كاملة.
وأكد كذلك أنه تم رفع العلم العراقي في مراسم رسمية فوق 12 موقعا في الأجزاء التي تعتبر قتالية.
وبحسب مراسل مفكرة الإسلام في الفلوجة فإن هذه المواقف من فصائل المقاتلين في الفلوجة ليست متضاربة؛ لأنه بحسب التجربة الماضية فقد كانت كل مجموعة من المقاومة تساعد الأخرى رغم التباين في أهداف بعضها، ومما يدل على ذلك ما حصل في اجتماع الثلاثاء الماضي الذي عقد تحت قيادة موحدة.
والسبب في تباين موقف فصائل المقاومة داخل الفلوجة هو الموقف من المدنيين العزل، فبعضها يرى أنه من الأصلح الاستمرار في المقاومة خاصة أنه فتحت جبهات أخرى للقتال مع قوات الاحتلال الأمريكية. في حين يرى بعضها الآخر أن المدنيين لا يستطيعون تحمل الحصار القائم عليهم.
ومن أسباب التباين كذلك أن بعض فصائل المقاومة ترى وجوب فتح جبهة أخرى كبيرة للمواجهة من الخطوط الخلفية، بينما يرى آخرون أن هذا قد يكون سببا في سقوط المدينة بالكامل. ومع هذا فإن التنسيق بين فصائل المقاومة لا يزال قويا.