عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2012, 05:04 PM   #204
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: أقـوال مـأثـورة

قل لي ماذا تقرأ..أقل لك من أنت


عندما تستشير أحداً فإنك في واقع الأمر تضيف عقله إلى عقلك،
وليس بالضرورة أن تكون هذه الإضافة إيجابية

بل إنها ربما أدت إلى كارثة إن أنت لم تمحص الرأي وتتأنى في اتخاذ القرار وتجتهد في اختيار المستشار.

ليس هذا بالتأكيد دعوة إلى الاعتداد بالرأي الخاص والاكتفاء به
وإنما حث على حسن اختيار المستشار المتصف بالعقل والتجربة كما يقول الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين:
اعلم أن من الحزم لكل ذي لب ألا يبرم أمراً ولا يمضي عزماً إلا بمشورة ذي الرأي الناصح،
ومطالعة ذي العقل الراجح
.

ولم ينصح باستشارة إلا أهل العلم والدين والتجربة والمودة.

هذا الأمر ينسحب على القرآءة فالرأي الشائع أن قرآءة أي كتاب خطوة نحو التثقيف والتنوير،
وإدمان القرآءة تحليق في آفاق المعرفة والعلم، لكن المسألة هنا ليست في القرآءة وإنما فيما يقرأ،

أعني أنها في الكيف وليست الكم.

فحرصك على عقل من تستشيره رغبة في سداد الرأي هو تماماً اعتناؤك باختيار ما تقرأ تحصيلاً لصحة الثقافة؛

إذ إن المعول عليه هنا هو اكتساب فكر صحيح وثقافة راشدة يسدد بها الانسان عمله
ويمشي على الأرض وفي يده مشاعل نور يهتدي ويهدي بإذن الله بها ويميز بها بين الغث من السمين.

وهكذا فإن قرآءتك دون وعي لمقالة تدعو إلى منكر أو رواية ماجنة أو مجلة علمانية أو كتاب أو غير ذلك
هو كاستشارتك من لا يوثق بعقله أو بأمانته فكما أن الأخير قد يتسبب إن أخذت برأيه الأعوج في خسارة مالية
أو تفريط في صداقة غالية أو تركك لمشروع مربح ما،
فكذلك الأول إن تلقيته دون عقلية ناقدة وعرض على مرجعية فكرية أسستها
فإنه يوردك موارد كدر وطين ويجعل المعروف في حسك منكراً والمنكر معروفاً، والباطل حقاً والحق باطلاً.

وقد حذر السلف من القرآءة في كتب المنطق إلا لفئة معينة بغرض تفنيدها والرد على الشبه.

ولا حرج في الانفتاح على الثقافات ولكن لا بد من ضوابط لذلك تماماً كما تسير السفينة في البحر

فلا بد من استعداد وتيقظ وحذر وأخذ بأسباب السلامة حتى تصل إلى بر الأمان.

ومن هذه الضوابط معرفة الثقافة الراشدة وتعلمها والحياة بها سلوكاً واقعاً،

ومنها عرض ما يرد على العقل من أفكار على هذه المرجعية المنبثقة من كتاب وسنة صحيحة
وأخذ بأقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين لأنهم أكثر الناس فهماً للوحيين.

ومن الضوابط عدم الإكثار من قرآءة الباطل فإن النصوص الشرعية وردت باعتزال مجالسه-أي الباطل-
وما مشروع دار الأرقم بن أبي الأرقم إلا صورة من صور الحرص على التثقيف الشرعي والتربية الإيمانية وتوفير لبيئة نظيفة بعيدة عن منابر الباطل ومجالسه وآثاره على أرض الواقع.

نحن فعلاً بحاجة إلى مشروعات ترعى القرآءة الناقدة وتقدم الكتاب الجيد للشباب وتدل على الباطل مهما كانت صوره ومهما تعددت منابره.

د.المحارب
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس