عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2013, 05:53 PM   #1
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

قصة فقير .. وكفالة يتيم !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


لا أجيد فن الرواية ،، ولكن هذه قصة حقيقية واكبت جميع فصولها واحداثها ،، وسأرويها لكم من باب العضة ،، وأرجو أن تنال استحسانكم ،،


كان ذلك قبل سنوات ،، عندما التحقت بالعمل ،، حيث لاحظت أن أحد الزملاء ويعمل مراسل ،، تبدو من هيئته وملامحه ونحافة عوده ،، أنه فقير ويمر بظروف صعبة ،، وكان يتأخر في الحضور ويغاب احياناً ويخصم عليه رغم ضآلة مرتبه ،،

فسألته عن حاله وشرح ظروفه وحالته المادية الصعبة ،، وأنه يعول 14 نفس وبعضهم بالمدارس ويحتاجوا مصاريف ودفاتر واقلام وأنه لا يجد ما يقدمه لهم وأن أكبر همه هو اطعامهم ،، وأن مسكنه إيجار وليس لديه سيارة حيث يحضر ماشياً على اقدامه لذا يتأخر في الحضور ،، فأخذت اخفف عنه وبادرت بمساعدته من فترة لفترة وكنت أوصي عليه الأخرين خيراً وكانوا ما يقصرون معه جزاهم الله خير ،، مثلما اخذت اغطي عليه تأخره وغيابه ،، واوقع عنه الحضور والانصراف وكم اتعبني تقليد توقعيه حتى اتقنته ،، فقد كان عبارة عن شخابيط ليس من السهل تقليدها ،، وإذا سئل أحد عنه اقول له ارسلته هنا او هناك ،، ومن هذا القبيل ،، لدرجة تمر أيام عدة بل اسابيع لا أراه فيها ،، وكنت اقوم بعمله فعمله بسيط لا يعدو عن ارسال ورقة هنا أو هناك ،، واجدها فرصة للقاء الزملاء والحديث هم ،،

وفي يوم .. جاءني هذا الزميل المراسل وقال .. أرغب في كفالة يتيم !! كان يقولها بنبرات جادة ،،

كان وقع كلماته علي أشبه بالصاعقة ،، إذ لو كان للفقر عنوان فهو هذا الإنسان ،، فالفقر صديقه ،، ومرت دقائق كنت احسبها ساعات ،، وأنا استمع لحديثه وأتأمل وجهه النحيف وقد التصق جلده بعظمه ،، وأتأمل نبرات صوته الجادة وأنا فاغر فمي ،، وهو يقول لن يضرني زيادة فم واحد ،، يمكن الله يطرح فيه البركة ،،

بعد أن مر هول المفاجأة ،، قلت له اجلس .. وأخذت احدثه ،، يا أخي أنت اليتيم وأنت من تجب كفالتك ،، فاذهب رعاك الله لأبنائك وراعهم ،، وابشرك بشارة خير ،، فطالما هذه نيتك وأنت صادق فيها .. فالغنى اعلن قدومه إليك ،، غنى لم ترى مثله ،، غنى يجعلك من كبار الأثرياء الذين يشار لهم بالبنان ،، وحينها لا تنسى هذا الموقف وكلماتي ،، ولا تنسى مساعدة الفقراء فقد كنت اشد منهم فقراً ،، ثم انصرف ،،


بعد فترة من لقاءنا هذا ،، انتقلت للعمل في قسم أخر ،، وكانت تصلني اخباره وغيابه المتكرر والتحقيقات والخصم عليه ،، حيث لم يعد هناك من يغطي عنه ،، وكنت اوصي الزملاء خيراً به ،، ولكن مع تكرار الخصم والغياب فصلوه من العمل ،،

غاب نحو اشهر طويلة لم أره ،، ثم جاء يسلم علي ،، واخذ يحدثني عن حاله وقال انا الأن بخير وفتحت بقالة ومحل لبيع الخضار وأنوي فتح أخرى ،، وعملي جيد يغطي مصاريف الأبناء والثلاجة تمتلئ بالنعم وتفيض من كثرة الخيرات ،، وكان يشكر الله كثيراً ،،

ثم انقطع لنحو أعوام أخرى ،، وسألت عنه أحد الزملاء الذين يعرفونه ،، قال فلان !! يقولها متعجباً وقد ارتسمت البسمة على وجهه ،،

ثم قال .. فلان فتح الله عليه وصار مليوينر وأنه اشترى قصر كبير اخذ يصف موقع الحي ،، وأنه زاره في مزرعته وأخذ يصف كرمه وحفاوته به ،، ويصف اشجارها المتنوعة ومساحتها الشاسعة التي تتجاوز الكيلومترات ،، وأنه ركب معه بالسيارة يفرجها عليها من سعتها وأنه يعمل لديه 17عامل ،، ولديه مواشي بالألاف والخ الخ

اخذت استمع إليه وأنا اقول في نفسي يا سبحان الله تحققت رؤيتي فيه ،، ثم بعد ذاك رأيته عدة مرات في القنوات الفضائية ،، وكان مقدم البرنامج يجري لقاء معه باعتباره أحد كبار رجال الأعمال ،، ثم حضر لمكتبي للسلام علي وقد تبدلت حاله ومظهره ،، واخذ يصف ما انعم الله عليه ،، وأنه لم ينسى فقره وأنه يساعد الفقراء ويغدق عليهم ،، وانصرف وكان هذا أخر عهدي به ،،



شكراً لكم ،،
أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس