عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2011, 11:03 PM   #16
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: كلمة منك, كلمة مني, نسويها قصة

وتكبر سارة ويكبر حلمها البائس ، ولازالت غزة كما هي ..

لم يتغير ماضيها ولم يتجدد حاضرها ، تصارع ألم البقاء رغم الشقــاء


هُناك بكلية غزة تنتظر سارة نتائج العام الدراسي بفارق الصبر ، تنتظر تعليق النتائج بأسوار الكلية ، والأم ترقبها عند عتبة الباب ، والدعوات ليس بينها وبين الله حجاب ،فقد جاهدت كثيراً من أجل مستقبلها ، وبعد طول انتظار عُلقت النتائج ..!



وكانت المفاجأة الرآئعة ..


إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى


هل حقا ما تراه ؟


لم تصدق عينيها العسليتان


أهي في حلم أم أنه حقيقة !!


إنطلقت راكضة تسابق الريح ..


لنقل البشارة العظيمة لأمها المسكينة..

أماه هاتي البشاره ؟؟؟؟

أعلنوا النتائج وكنت أترأس القمة يا رباه كُلِلت جهودي بالنجاح

دوت زغاريد بيتي الحزين الذي لم يزره منذ مدة الفرح ورأيت إبتسامة على وجه أمي وهي تخفي دمعة.
تتمنين لو كان معنا, يا أمي..
لم يفارقنا يا بنيتي أبدًا هو دائم العيش في قلوبنا يتغذى بحبنا له..
ثم غابت أمي هنيهة لتعود وبيدها علبة محكمة الغلق...
ماهذا يا أمي؟
هديتي لنجاحك, يا نور عيني.
هرعت لفتحها فإذا بها رسائلي لأبي التي كنت أكتبها له مخزنة وبينها صورتي وأنا صغيرة في حِماه و قد رُسِمت إبتسامة عريضة على وجهي البريئ. فعادت بي الذاكرة ..


كانت ساره تغمض عينيها وتجلس بمكانها المعهود والمحبب إليها ، الذي طالما جلست فيه لكتابة الرسائل لوالدها ، تستعيد تلك الذكريات الجميله...


فعندما كانت تواجه اموراً لا تفهمها ترسل إلى أبيها لتسأله عنها ،وعندما كان يأتيها الجواب ، كانت تسعد به لأن فيه من الدروس المفيده للتعايش مع هذة الظروف الصعبه ..فعلى سبيل المثال ،

عندما ارسلت لتسأله عن من قتل ذاك الشاب ، ولماذا قتل ..ولماذا تمتزج دموع النساء بالزغاريد ،
اجابها والدها .....


إنها دموع القلب يتمزق من الإسى لكنه يبشر بإنتهاء العناء إلى الأبد, يا بنيتي, لأن الذي مات قد أصبح طائرًا من ذهب يشم رائحة الجنة وينعم بها.


هل إن خيرتك أن تعيشى وحدك وأنعم أنا بالجنة ستحزني ؟ أزورك كل ليلة في نومك وأخبرك بجمال الكون من فوق..



لم تجب سارة على سؤال والدها بل سرحت بخيالها إلى البعيد وصوبت عينيها الجميلتين صوب الأفق


وظلت سارحة ولم تفق إلا على صوت أبيها وهو يرد التحية على زائر وسيم في ريعان الشباب

معتدل القوام ساحر النظرات هادئ القسمات ترتسم على ثغره ابتسامة عذبة ويتحدث بصوت

رخيم بكلمات دافئة أضفت على المكان الكثير من الأنس والبهجة .. نظرت سارة إلى الشاب باهتمام

وكأنها تسأل أبيها ( من هو؟ ) .. انتهى كلام الشاب مع والدها الذي حول نظره الى ابنته وقال:

هذا هيثم ابن صديقي مروان ونعم الأب والابن .. رمق هيثم سارة بنظرة كانت سبباً في ارتباكه

بعد أن أذهله جمالها ثم غادر هيثم المكان بعد عبارات وداع مقتضبة ..



عادت للواقع تلتفت يمينا ويسارا تبحث عن أبيها الذي إختفى فجأة .. لحظة كانت بين يديه وكان يقبل جبينها وها هي تستفيق ثانية من الحلم.
يااااااااه كم أحن إليك يا أبي.
تركتني وحيدة لا أخ ولا أخت غير حضن أمي الدفئ وإبتسامتها الكريمة.

لكنها تفطنت لشئ؟؟؟
هيثم, ذلك الكريم الذي كان دائما كدرعٍ يحميها, الأخ والصديق وكأن أبي أراد توجيهي, قالت في سرها..
سارعت سارة بنت العشرين ربيعا الآن نحو أمها تتحرى أخبار الفتى وما حل به كل هذه السنين..




إلتفتت إليها أمها وهي تبتسم وقالت لها :

أما زلت تذكرين هيثم ؟


يا سبحان الله ،،، يالغرائب الصدف

اليوم إلتقيت بوالدته عند محل الخضار ... وأخبرتني أنه كان الأول على دفعته

حينما تخرج قبل عشر سنوات في قسم العلوم الشرعية ..

حيث تحصل حينها على وظيفة معيد في جامعة أم القرى بمكة المكرمة

وأنه عاد اليوم لأرض الوطن لقضاء إجازته السنوية ..

ولكن ما الذي جعله يأتي على بالك؟
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس