[frame="2 80"]
رحلتي مع الإرشاد (الجزء التاسع )
تراودني فكرة تطبيق الإرشاد التعليمي والمهني في مدارسنا الثانوية ، فأقول المرشدون المخلصون يبذلون جهودا كبيرة في إرشاد الطلاب وتوجيههم إلى الدراسة التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم استنادا إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتبذل الوزارة جهودا كبيرة ممثلة في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في طباعة دليل الطالب التعليمي والمهني ليكون في يد الطالب يستمد منه المعلومات اللازمة ليتوجه إلى الكلية التي يرغبها ، ولكن الطالب مع الأسف الشديد يصاب بنكبتين ، النكبة الأولى أنه يدرس موادا مفروضة عليه قسرا ويتوقف نجاحه في الحياة على نجاحه فيها ، سواء رغبها أم لم يرغبها ، النكبة الثانية أن بعض الطلاب يمني نفسه بالالتحاق بالكلية التي يرغبها ، وعند التحاقه بالجامعة لايدري إلا وقدر مي به في تخصص لايرغبه ولا يميل إليه ، ولا يحبه من هنا ضاعت أحلامه ، والمصيبة الكبيرة اختبار القدرات هذه الاختبارات التي لم أدر كيف استساغ المسئولون تطبيقها على الطلاب بدون دراسة أو تجريب وتمحيص ؟، أنا على يقين أن معظم الطلاب يدخلون إلى هذه الاختبارات وهم لايعلمون عنها شيئا إلا أن بعضهم لديه معرفة بها غير كافية الأمر الآخر هل هذه الاختبارات مقننة على البيئة السعودية؟ وما مدى صدقها من ثباتها؟ ، نحن الآن في الإرشاد لانطبق الاختبارات النفسية لأننا نشكو من عدم مصداقيتها وأنها غير مقننة على البيئة السعودية ، فكيف أجاز المسئولون في وزارة التعليم العالي تطبيق هذه الاختبارات؟ التي ضحت بمجموعة كبيرة من الطلاب وأضاعت عليهم أحلامهم ومستقبلهم، وصار ينطبق علينا قول: الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه ###### إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
أنا على يقين أن هذه الاختبارات أعني اختبارات القدرات خدمت الجامعات أكثر من الطلاب بتقليص أعداد المقبولين في الجامعات، وأضرب على ذلك مثلا طالب حصل على 95% في الثانوية العامة ولم يحصل في اختبار القدرات إلا على 70 % معنى ذلك أنه سيواجه صعوبة في دخول الجامعة فضلا عن حصوله على التخصص الذي يريد ، إذا كان هدف الجامعات الحد من قبول الطلاب فلماذا لا تجعل كل جامعة فصلا لمدة ستة أشهر تجري فيه اختبارات للمتقدين وهو اختبار تشخيصي يوضح النقص لدى الطالب في المادة العلمية ويدرس خلال هذه المدة حتى يتحسن وضعه ثم يلحق بالكلية التي يرغبها بدل من طرده أو إجباره على دراسة تخصص لايريده مما يدفعه للتسرب من الكلية ويواجه صعوبة كبرى في الحصول على وظيفة لايجدها 0
طلب مني رئيس قسم التربية الخاصة في إدارة التربية التعليم المشاركة في إ عداد تصور للإرشاد في معاهد التربية الخاصة ، فاشتركت مع بعض الإخوة المشرفين في إعداد هذا التصور ومن ضمن التوصيات التي ضمناها التقرير ، تدريب المرشدين على إرشاد الطفل غير العادي ، لأن المرشدين الذين يعملون في معاهد التربية الخاصة مرشدون عاديون نقلوا من المدارس العادية إلى معاهد التربية الخاصة بدون تدريب أو معرفة بكيفية إرشاد الطفل المعاق لأن إرشاد الطفل السوي يختلف عن إرشاد الطفل المعاق ، ولكن مع الأسف لم يتم تنفيذ هذه التوصية المهمة إذا ما الهدف من عقد هذه الندوات والاجتماعات أيكون الهدف أننا فعلا شيئا وهم لم يفعلوا، الطفل المعاق من أحوج الناس للإرشاد ، وأسرة الطفل المعاق أحوج ، الناحية الأخطر أن التربية الخاصة عملت على دمج بعض المعاقين في التعليم العام زعما منهم حتى لايشعر الطفل المعاق بالوحدة ويفكر في نفسه بأنه معزول عن المجتمع بسبب علته ، ولكن من الذي سوف يتعامل معه في التعليم العام إذا كان بعض المعلمين مع الأسف الشديد لايعرفون يتعاملون مع الأسوياء فكيف بهم أن يتعاملوا مع الأطفال المعاقين ؟ والمدرسة نفسها ليست مناسبة للأطفال الأسوياء فكيف نقحم ا لأطفال المعاقين في مدرسة تكتظ بأعداد الطلاب وفيها من النواقص ما الله بها عليم 0
أنا أعتقد أن مهام مشرف الإرشاد تتركز في أربعة أمور ،هي : 1-تطوير العملية الإرشلدية 2- إعادة تأهيل المرشد والرفع من كفايته 3- تحسين البيئة الإرشادية بالمدرسة 4 – نقل الخبرة الإرشادية للمرشد ، لكن مع الأسف أن الإشراف الإرشادي فقد روحه وصار المشرف يتردد على المدارس ويطبق أمورا روتينية لاتسمن ولا تغني من جوع، أما مهامه الأساسية فقد سلبتها منه وزارة التربية والتعليم ، فلم يعد لديه تلك السلطة التي كان يحظى بها قديما حتى أن بعض مديري المدارس لايقيم لزيارته وزنا بل البعض يعدها زيارة ثقيلة ، هي لمجرد التقاط الهفوات كنت في زيارة رسمية لإحدى المدارس الثانوية في وسط الرياض ، وعند مقابلتي لسعادة مدير المدرسة قال لي : إن بعض المشرفين يدخل إلينا في يده اليمنى سيف وفي الأخرى عصا ، قلت له : كيف : قال : دخل علينا أحد المشرفين ولف دار داخل المدرسة ولم يجد ولله الحمد ما يعيب ، وتنفسنا الصعداء ، ولكنه قبل خروجه شاهد ورقة ملقاة على الأرض ، فقال ماهذه الورقة المدرسة غير نظيفة ، أنتم لاتهتمون بالنظافة ، فانقلبت المعايير ، وأخذ فكرة عن مدرستنا أنها غير نظيفة بسبب هذه الورقة التي رآها ساقطة على الأرض ؟ فهل ما جرى صحيح يا أستاذ إبراهيم ، وهل هذا هو الإشراف التربوي ، قلت لا المشرف له مهام ليست هذه منها ، وذكرت له مهام المشرف التربوي وهي لاتختلف كثيرا عن مهام مشرف الإرشاد سابقة الذكر 0
أعود وأتحدث عن المرشدين مرة أخرى مرشدو مدينة الرياض أحبهم و أعزهم وأحترمهم وهم كذلك يحترموني ويقدروني+ ، ورغم تقاعدي عن العمل معهم فلا يزالون يتصلون بي ويسألون عني ، هذه تجارتي التي كسبتها من الإرشاد والحمد لله هي خير تجارة ، الذي يهمني بعد ترك عملي الرسمي أن يقول الناس عني: نعم الرجل لاأريد غير ذلك ، وتعاستي الحقيقية أن يتحدث عني الناس بسوء لأني ظلمت هذا وأهنت ذاك أو رفعت أنفي على فلان وفلتان هذا والحمد لله ليس من سيرتي ولا من أخلاقي ( عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به ) هذه حكمة ثمينة غالية الثمن ، سئل ابن المقفع من أدبك ؟ قال نفسي إذا رأيت من أحد قبيحا اجتنبته وإذا رأيت حسنا تبعته )/ قال أبو تمام :
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا ## عذب تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يفرق بيننا ## أدب أقمناه مقام الوالد
الحقيقة المرة التي سأقولها الآن أنني أكتب عن رحلتي في الإرشاد في عدد لابأس به من المنتديات ، منها منتديا ت خارج المملكة ، ولكن الذي ألاحظه مع الأسف الشديد أن الذي يرد علي ويناقشني ويتحمس كثيرا للإرشاد أكثرهم من النساء بعضهن مرشدات أحببن الإرشاد ويردن أن يطورن نفوسهن ، ويوسعن ثقافتهن الإرشادية فمني لهن الشكر والتقدير ، وأنا فخور جدا بأن يتبؤأ بنات وطني أعلى مراتب المجد والرفعة ، ولكن أين المرشدون ؟ الا يعنيهم هذا الأمر لماذا لايناقشون ؟ لماذا لايستفيدون ؟ لمن أتحدث أنا ، كيف يتطور الإرشاد ؟ وأهله نائمون ؟ أم شغلتهم ظروف الحياة ، أم أنهم ركنوا للراحة والكسل ، أم أصابهم اليأس ، أنا قلت سابقا أنني توقفت عن زياراتي إلى المدارس وتوجيه المرشدين في مدارسهم ولكني وجدت منبرا آخر لايقل في تاثيره عن الزيارات الميدانية ، أنا أعلم أن هناك من المرشدين من يدخلون المنتد يات ويناقشون والبعض يقرأ الموضوع ويخرج ، والبعض يرد بدون قراءة ، المهم أني أريد أكبر عددممكن من المرشدين والمشرفين يردون ويناقشون ويثرون الصفحات والمنتديات الإرشادية ، بخبراتهم لكي يفيدوا ويستفيدوا / والله أعلم 0 [/frame]
21-01-2008, 02:26 PM
العرض العادي
