أبناء سدير في ذاكرة الوطن

[يمامة الوادي]

الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري ((جنوبية سدير))

عبد العزيز الخضيري.. «الرجل الواضح»
تنتظره مهام «عسيرة» مع إطلالة السنة الهجرية الجديدة
يبدو أن الدكتور عبد العزيز عبد الله الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الذي عين أمس الأول باختيار من الأمير خالد الفيصل ليكون الرجل الأكثر قربا منه سيكون أمام اختبار صعب، خاصة وهو صاحب مواقف معلنة وواضحة من خلال كتاباته الصحافية حول كثير من القضايا التي تهم الرأي العام المحلي في منطقة مكة المكرمة خاصة وبعض المناطق السعودية.

ولأنه الرجل الذي يستخدم مفردات قطعية لا تحتمل التأويل او التفعيل مثل «المعتدون» و«حقيقة لم تعد تخفى على احد» و«الصورة تميل الى اللون الأسود» و«الازالة وقطع اليد» و«لا يمكن أن تنجح أي مؤسسة ـ خصوصاً المؤسسات والأجهزة الحكومية ـ إذا لم ترتبط الإدارة بها بالتنمية» فان كل تلك المفردات والمصطلحات ترسم خطوطاً واضحة لما يجب ان يكون عليه صاحب المنصب الجديد في مهمته «العسيرة».
ومهما كان الأمر صعبا فإن الدكتور الخضيري يرى ان قربه من الأمير خالد الفيصل «للمرة الثانية» سيكون جواز سفر للتميز والنجاح، اذ يقول عشية صدور قرار تعيينه وكيلا لأمير منطقة مكة المكرمة «إن العمل مع أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل طموح كل باحث عن النجاح والتميز».
ولكنه لا ينسى تجربته في منطقة عسير ليردف «أن العمل مع أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد تجربة أعتز بها كثيرا، لما له من أياد بيضاء وروح كريمة مع كل من يعمل معه».

وبالحديث عن «الوضوح» و«المواقف الصريحة» فقد حمل مقال نشرته احدى الصحف أمس هجوما شنه الخضيري على المعتدين على الأراضي وهي أهم القضايا التي تحتضنها منطقة مكة المكرمة، بدءاً بمكة ومروراً بجدة وانتهاء بالمحافظات الفرعية، ليس الان فقط بل منذ عقود مضت، لتحمل المقالة «الرسالة» صافرة «إنذار» للمخالفين والمعتدين على الأراضي الحكومية، بأن المسألة لم تعد تحتمل المناورة في المناطق «الرمادية».
ويضع المعتدون في منطقة مكة المكرمة الأكثر شهرة بهذه التجاوزات، ايديهم على قلوبهم، باستعادة الدكتور الخضيري لتاريخ الاعتداء واحكامه وقوانينه التي طبقها الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز رحمه الله في عام 1388 عندما وجه لوزير الداخلية حول الاعتداء على أرض قام بها مواطن وصدور أحكام ومنها تعويض المواطن المذكور عن الإحداث الذي قام به، وما كان من الأمر السامي إلا التأكيد على الإزالة وعدم التعويض عن الأنقاض والتأكيد على أن المواطن المذكور إذا كرر الإحداث على الأرض تقطع يده.
ولأن امير منطقة مكة المكرمة الحالي هو الابن لذلك «الملك» نفسه الذي قرر قبل قرابة نحو 30 عاما بان «حل» منع تكرار الاعتداء هو قطع يد المعتدي فان الأمر يجعل من حل قضية كهذه «حقيقة» يدعمها القرار والمسؤول. وبالعودة الى المواقف الواضحة، فان سياسة الخضيري لا تختلف عن تلك التي تعلمها من قربه من الامير خالد الفيصل، بل تعد مدرسته التي عرف بها، وفي مقدمتها وضوح المواقف والحزم فيها، والمواقف شاهدة على ذلك فقد كانت امارة منطقة عسير التي كان يتولاها الامير خالد الفيصل الامارة الوحيدة التي تدخلت العام الماضي في قضية «موظفي الأموال» والقت القبض عليهم والقت بمعظمهم في السجن ووضعت رد اموال المواطنين شرطا لاطلاق السراح.
وسيساعد الخضيري في مهمته «العسيرة» سيرة ذاتية حافلة بـ «التخطيط» في منطقة كان التخطيط اكبر مشاكلها، فهو حاصل على الدكتوراه في مجال التخطيط الاستراتيجي والاقليمي من جامعة لندن، اضافة الى انه شغل منصب وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المساعد لتخطيط المدن.
ولا يقتصر الأمر على سيرة داخلية بل يزيدها فترة عمل طويلة في تطوير مدن عالمية كبوسطن الاميركية ودندي واسكتلندا، اضافة الى هندسة مشاريع المدن العسكرية في سلاح المهندسين الاميركي.
وعندما يكون الحديث عن الدكتور عبد العزيز الخضيري لا يمكن اغفال قضايا التنمية التي جعل منها همه الاول وتخلى عن مسمى المنصب مختارا لنفسه تعريف «باحث متخصص في مجال التنمية» في مقالاته المنشورة.
يشار الى ان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز اصدر قرارا قبل أيام يقضي بأن يتم تكليف كل من: وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة عبد الله بن داود الفايز وكيلا لإمارة منطقة المدينة المنورة، ووكيل إمارة منطقة المدينة المنورة المهندس عبد الكريم بن سالم الحنيني وكيلا لإمارة منطقة عسير، ووكيل إمارة منطقة عسير الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري وكيلا لإمارة منطقة مكة المكرمة، بحيث يسري قرار وزير الداخلية غرة العام الهجري الجديد.

المصدر جريدة الشرق الاوسط

http://www.aawsat.com/details.asp?article=452154&issueno=10626