العودة   منتديات سدير > `·• أخبار سدير•·´ > ¨° تعليم سدير °¨

¨° تعليم سدير °¨ جامعة المجمعة .. والمدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم ورياض الأطفال في سدير : أخبار .. تغطيات .. تقارير

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-2006, 05:59 AM   #1
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 41 فى 17 موضوع
عبدالله الخزيم is on a distinguished road

 

أهي قصة مدرسة .. أم قصة زمن ..؟!!

مقالة تبسط أمامك جيلين من أرباب العملية التربوية والتعليمية ..
تحكي لك قصة ..
تميط فيها اللثام عن شواهد عالقة ..
وحقائق حاضرة ..
تنتهي إلى نتاج متباين ..
وواقع مختلف ..
بين جيل كان فيه الطالب يتوارى عن معلمه ..
وجيل أصبح فيه ( المعلم ) ...دعوني لا أستبق الأحداث ..
ففي المقالة قصة جيلين من ( المعلمين ) ..
في نظري هي جديرة بأن يقف عليها كل معلم ..
ليرى الواقع الذي هو أحد شهوده ..
ويقارنه بحال الأمس وإن وسعته الفرص فمن المناسب أن يأنس برأي أهله وجدوده ..
فالتعليم صناعة ..
التعليم بناء ..
التعليم تشييد ..
وهذه لا تتأتى في ظل واقعنا الحاضر كما يصوره في السطور التالية أحد المنتمين إليه ..



أهي قصة مدرسة أم قصة زمن؟
محمد إبراهيم فايع / خميس مشيط



أهي قصة مدرسة.. أم قصة زمن؟.. سؤال حيَّرني،
ففي هذا الزمن ما يسلب الفرح بالرغم من تبدُّل الأحوال وتدفُّق الأموال في أيدي الناس، إ
لا أنه كان هناك وأعني في ذاك الزمن..
زمن المدارس الطينية وجلسة (الحنابل).. زمن الدروب الضيقة..
زمن صوت الحداة وسمفونية الماء بين (الثمايل) وشقشقة العصافير ونباح الكلاب،
وصوت الطاحونة الوحيدة تقطع صمت المكان..
زمن المشاعر الدافئة كانت هناك من المعاني ما يجعلني أسأل عنها في زمن الماديات..
لقد كانت العفوية والنقاء والبراءة تزيّن الأفعال والتصرفات وتطرّز الوجوه بابتسامات الرضا المنطلقة من القناعة..
قناعة لم تلوِّثها رقصة مؤشر الأسهم،
ولم تسرق لمعة الفرح على وجوه الناس فرقعة قنابل الإرهاب،
ولم تترهَّل الأجساد، لأنها لم ترنو إلى الترف كما اليوم الذي أوجعها.
في مدارسنا الطينية تعلمنا الحب لأننا تشربناه مع حليب أمهاتنا
وتعلمنا ابتسامة الحياة مثلما تعلمنا (لف الشماغ) على رؤوسنا، كنا نختبئ عندما نلمح معلمينا،
لكننا كنا نتسابق إلى كسب مودتهم في اليوم التالي..
لم نعرف يومها أن هذا معلم بالبنطال والقميص، وهذا معلم بالثوب والشماغ..
ولم تكن (الفلكة) تشغل بال كل الطلاب أو صوت العم سعيد، وهو يكرر وعيد المعلم للمقصِّر في دروسه
لأن العم مفرح كان يسترجي المعلم عثمان أن يعفو عن المقصِّر وأن الحال سيكون في الغد غير الحال.
كنا نسمع موسيقى الجيش فتطرب لها قلوبنا وتزيد في نبض الشجاعة ويرتسم لنا الوطن في خريطته،
وقد حاطت بها سياج الأمن لأن الوطنية كانت وما زالت في وجدان كل مواطن ومواطنة بالأفعال والأقوال،
ودعوة تصدح من أفواه الصغار والكبار نسمع لحنها في كل وقت:
(يا الله احفظ بلدنا، واحفظ يا الله حكامنا)،
لأن كل ما نراه ونعايشه في المجتمع يعطينا درساً في حب الوطن.. ولا شيء يعدل الوطن.
عندما أسأل أهي قصة مدرسة.. أم قصة زمن..؟
فلأن كثيراً من معاني الأمس تسجل غيابها اليوم، ولأن كثيراً من القيم السامية أعلنت موتها
فأين صلة الأرحام؟ وأين البر بين الأبناء والآباء!
وأين التربية التي كانت تُدرَّس في مجالسنا قبل مدارسنا
ولماذا تسرَّب إلى النفوس كثير من الجشع والطمع والحسد والكراهية!
ولماذا أصبحت الآذان تهنأ بسماع الأخبار المؤلمة تلحق بالآخرين،
الذين هم جزء منا فتتلقفها بنوع من التّشفي فتفرح عند حزن الآخرين وتحزن عندما تراهم فرحين..
أهذا ما تعلمناه في المدرسة؟
لم تكن لدينا مشاكل في التعليم على قلة إمكاناته المادية،
فمقعد الدراسة يضم طالبين وثلاثة والمعلم كان همّه أن يعلِّم ويعلِّم..
لم تعقه الفصول الضيقة، ولم يزعجه كثرة أعداد الطلاب ولم يشك نصابه الـ31 أو الـ28 حصة،
ولم يفت في عضد نشاطه ضخامة المناهج الدراسية، بل كل ما يشغله كيف يُعلِّم؟
أما اليوم فتأخذك الدهشة عندما ترى (بعض) المعلمين وقد تحولوا إلى كومة من الشكوى والتذمر والملل من الطلاب..
من المقررات الدراسية..
من النصاب الـ24 من النشاط..
من المدرسة..
من الدورات التدريبية..
من مشاكل النقل..
من مناشط المشرفين..
ببساطة بعضهم يشكو من كل شيء.
إذاً ماذا بقي ليرضوا عنه.. أو ليعطوا فيه؟..
إنه لأمر محزن أن ترى بعضهم لا يرقى في تصرفاته..
وفي أخلاقياته..
وفي حديثه إلى رتبة معلم..
معلم لأجيال الغد..
معلم قيل في حقه (كاد المعلم أن يكون رسولا)
معلم قيل عنه (العلماء (المعلمون) ورثة الأنبياء)،
تلكم الحقيقة في زمن أُخرجت فيه المقررات وفق أساليب مطوَّرة وحديثة ومناسبة،
وشُيدت المدارس بأفضل مما كان وأُجزيت الرواتب للمعلمين،
ووضعت بين يديه التربية الحديثة الطرائق والأساليب والأدوات، التي تجعل من عمله متعة لا يشعر بها إلا المخلصون..
كل شيء موجود ويبقى الانتماء للمهنة هو المفقود.. المفقود.
أهي قصة مدرسة.. أم قصة زمن؟..
وعندما أقول قصة زمن فأنا أعني جيلاً تأثر وأعلن الجحود لمعلم الأمس
عندما لم ير فيه إلا صورة الجلاّد والفلكة
ونسي احتفاءه بهندامه واحترامه لعمله وتقديره لرسالته واهتمامه بثقافته وعنايته بتصرفاته..
خذوها واحدة واحدة وطبِّقوها على بعض المعلمين اليوم، الذين أنتمي أنا إليهم،
لتعرفوا أنها قصة مدرسة..
أنها قصة قيم سادت ثم ضاعت،
فلقد كانت المدرسة فيه هي الخيار الأهم في البناء المعرفي والنفسي والجسدي والاجتماعي عند الناس في كل مجتمع
ولم تكن الفطرة وحدها هي التي تجعل هذا أو ذاك من الزمن الذي مضى
برغم أنه لم يتلق تعليماً يستحث بنيه على التعلُّم فيدفعهم أمامه،
وقد احترم (حزامه الجلدي) وفي وسطه (جنبيته أو سكينه)،
ثم يدخلهم من باب المدرسة وجملته تسبقهم إلى أذن معلمي المدرسة علموهم.. ربوهم.. درِّسوهم
(تروا لكم اللحم ولنا العظم)..
كانت المدرسة والمدرسون هم من شيَّد قصة زمن وأسطورة جيل..
يستنكرون ما يعيب،
ويسطِّرون للمجد عناوين..
فهل تعود المدرسة لتقوم بدورها ومعها كل مجلدات وأُطر ونظريات وتجارب وخبرات ومواصفات التربية الحديثة؟..
أتمنى ذلك فلست متشائماً، إنما واقعيٌ حتى النخاع.
التوقيع


كل الشكر لمن شرفني بهذا الوسام ..
شكراً لك أستاذ / عمر بن عدالعزيز ..
شكراً لإدارة المنتدىدأبها وعملها ..
بالتكاتف يكون الصمود ..
وبالتماسك يتحقق الصعود ..
وبلوغ منتديات سدير للقمة أمر لاشك فيه وواقع مشهود ..
عبدالله الخزيم غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه