أهالي سدير يتحدثون عن همومهم ويكرمون الشويعر ويقترحون شركة سدير للتنمية

[سعود الخليل]

«الجزيرة» - الرياض
السبت 24 جمادىالآخرة 1429 العدد 13057



في ليلة وفاء وولاء للوطن وتقديرا لرجاله، وضمن النشاط الدوري (لمنتدى عبد الله الماضي الثقافي) أقام راعي المنتدى الشيخ عبد الله بن عبد المحسن الماضي الوكيل الأسبق بوزارة الداخلية، وأحد أعيان منطقة سدير الحلقة الثانية في سلسلة حوارات تناقش هموم أبناء إقليم سدير، أدار الندوة الزميل المهندس عبد المحسن بن عبد الله الماضي -الكاتب بصحيفة الجزيرة- حيث جعل من الصداقة مدخلا للحوار إذ إن المحتفى به يعد أنموذجاً حقيقياً في الصداقة والوفاء وحسن الخلق والتعامل، لتكون بعد ذلك أولى فقرات الحوار وهي كلمة الشيخ عبد الله الماضي الذي رحب الحضور، وشكر للشيخ عبد العزيز الشويعر الذي كان سببا في قيام هذه الأمسية، وبين الماضي في كلمته أنه سيكون الحديث عن موضوعات الساعة وبخاصة الموضوعات ذات النفع العام.

ويضيف الماضي: إن من المهم أن يرتكز النقاش على منطقة سدير (محافظة المجمعة) التي شرفت بأن تكون تحت إدارة محافظنا المحبوب صاحب السمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل آل سعود، والذي لم يألوا جهداً في خدمة المنطقة تحت إشراف ومتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز.

وأستذكر الماضي في كلمته تجربة له قبل عقدين من الزمان حيث قام هو وعدد من أبناء سدير بطرح موضوعات لخدمة المنطقة ومخاطبة ولاة الأمر في تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطن والمقيم في هذا الإقليم الغالي، وقد حظيت هذه الخطوة بتأييد الشيخين عبد العزيز التويجري وعثمان الصالح رحمهما الله.

أعقب ذلك حديث للمهندس سعد المعجل، وكان حديثه منصبا على المدينة الصناعية بسدير مبينا أنها بأيد أمينة حيث تشملها عناية الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض وأن هذا الموضوع محل عناية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، أطلع المعجل الحضور على التطورات في موضوع المدينة الصناعية والتي تسعد الجميع، وقد أشار المهندس المعجل إلى أن بعض المشروعات الاقتصادية التي تفتح للمنطقة لابد أن تدرس فيها الجدوى الاقتصادية حتى تبقى وتستمر وطمأن المهندس المعجل الحضور أن أي مشروع صناعي سواء كان في سدير أو غيرها من مناطق وطننا العزيز بأنه محكوم بأنظمة بيئة تضمن عدم إضرار هذه المنشآت الصناعية بالبيئة.

وختم المعجل حديثه بأهمية أن تكون هناك لجنة اجتماعية تدرس الظواهر الاجتماعية في المنطقة وتقدم كل ما يخدم كل شرائح المجتمع.

أعقب ذلك حديث للشيخ سعود الشبانات أحد الناشطين في العمل الاجتماعي والتعليمي في المحافظة عن ما ينقص المحافظة من مشروعات تنموية، كما طرح بعض الأفكار بخصوص مدينة سدير الصناعية.

وتحدث الشيخ مطلق بن عبد الله المطلق رجل الأعمال المعروف ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر مثنياً على ما ذكره الشيخ عبد العزيز الشويعر، وأبان أن له متابعة لما تم في إقليم سدير من اهتمامات للنهوض به في المجال التنموي منذ خمسين عاماً، واقترح المطلق أن يكون هناك مبادرة جماعية لا فردية وأن تكون على شكل عمل ربحي وتنموي حتى يأخذ طابع الاستمرارية،

مؤكدا على أنه أول أعضاء هذه المبادرة، وشدد المطلق على أن تكون هذه المبادرة ذات طابع استثماري ربحي وتنموي في الوقت نفسه، واقترح أن يكون اسمها (شركة سدير للتنمية) وأن يكون رأسمالها مائة مليون ريال ومقرها الرياض، مما أثار إعجاب الحضور.

ومن ضمن المشاركات المميزة مشاركات الأستاذ بندر بن عثمان الصالح حيث أكد على تفعيل هذه المقترحات التي سيعود أثرها على المواطن والمقيم، واستثمر الأستاذ بندر الصالح هذه المناسبة بأن روى للحضور عدة قصص تدل على وفاء الشيخ عبد العزيز الشويعر لوالده المربي الكبير الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله -، وبين أنه داعم كبير وكريم للجمعيات الخيرية ماديا ومعنويا.

كما قرأ المهندس عبد المحسن الماضي مدير الحوار جملة من المقترحات قدمها الأستاذ محمد بن عبد الله الشبانات ومنها: إنشاء مركز إقليمي للمعارض لتنشيط الحركة التجارية بالمنطقة، كما اقترح الشبانات سوق موسمي بالتمور أسوة بأسواق التمور في بريدة وعنيزة التي خدمت في هذا المجال، أعقب ذلك حديث مهم للدكتور عثمان العمر عضو مجلس منطقة الرياض وطبيب العيون صاحب المبادرة التطوعية لخدمة مرضى العيون من أبناء المحافظة, وقد تحدث الدكتور العمر في موضوعين مهمين أولها ما ذكره عن خلاصة تقارير طبية أن أمراض العيون تصاعدت في السنوات الأخيرة بنسبة تجعل من الواجب علينا الاهتمام أكثر، كما تحدث العمر عن تجربته في هذا المجال من واقع كونه طبيبا للعيون، وله أيادٍ بيضاء في علاج أبناء المنطقة مجانا بشكل دائم وتخصيص يوم لهم في المحافظة.

والموضوع الثاني الذي تطرق له الدكتور العمر إطلاع الحضور على آخر ما وصلت إليه المشروعات المزمع قيامها في المحافظة - بإذن الله - التي يستفيد منها أبناء محافظة المجمعة ومحافظة الغاط والزلفي من خلال اهتمام مجلس منطقة الرياض وتوجيهات سمو الأمير سلمان.

كما تحدث الزميل يوسف بن محمد العتيق محرر صفحة وراق الجزيرة والمشرف على ملتقى الوراق مثنيا على الشيخ عبد العزيز الشويعر بوصفه أحد رواد التعليم في سدير إبّان إدارته للمدرسة السعودية بروضة سدير، وعلى ما يتحلى به من صفات كريمة مبينا أن من الظلم أن يحصر الشيخ عبد العزيز الشويعر في كونه رجل أعمال فحسب، بل هو مربٍ ومتابع جاد للشأن الاجتماعي والثقافي في كافة أرجاء المحافظة، وأن توثيق مسيرة الشويعر في خدمة الدين والوطن مطلب مهم وهذا ما سيقوم به الزملاء في ملتقى الوراق بإذن الله.

وكان مسك الختام قصيدة من الشاعر ناصر السعيد تحدث فيها عن الشويعر وهنأه على السلامة بعد الوعكة الصحية التي ألمت به مؤخراً.

ومن أبيات هذه القصيدة:

يا بو زكي يا عريب الجد وافي

نحمد الله يوم جيتا بالسلامة

أحمد الله يوم قالوا لي عوافي

يا سخي النفس يا رجل الشهامة

ثم أذن مدير الحوار الزميل المهندس عبد المحسن الماضي للشيخ الشويعر بالتعليق على كافة المداخلات والكلمات، حيث شكر الشيخ الشويعر المستضيف أن أتاح له فرصة اللقاء بوجوه المجتمع من مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين وصفوة المجتمع.

ثم ذكر الشويعر أن ما يقوم به إنما هو واجب عليه في خدمة دينه ووطنه ومسقط رأسه إقليم سدير العزيز، وتحدث أبو زكي عن بعض التجارب في العمل الخيري من خلال تجربتهم في العناية بالشأن الطبي والصحي ومشروع تهيئة الأجواء والسكن للطبيب الزائر وكيف أن مثل هذه الموضوع له أثره الكبير، وابتعد الشويعر في حديثه عن الحديث عن الجوانب الشخصية أو ما يفهم منه الحديث عن النفس لكنه أشار ضمنا إلى إنجازات مهمة مثل احتواء التعددية في الرأي التي لا تخلو منها المدن الصغيرة وتعطل المشهد التنموي وتمنى الشويعر لو زالت هذه الحزازات من بين جميع أبناء الوطن.

كما أثنى أبو زكي على مقترح الشيخ مطلق المطلق في المشروع التنموي الذي يخدم المنطقة إلا أنه استدرك أنه يفضل أن يكون هذا المشروع خيريا غير ربحي وأعلن مساهمته بخمسة ملايين ريال لهذا العمل وقوبلت مساهمة الشويعر بموجة تصفيق كبيرة من الحضور، وختم الشويعر حديث بشكر الحضور وبين أن العمل الخيري والتطوعي لابد له من العزم والتصميم وعدم التردد حتى يخرج إلى حيز الوجود.

أعقب ذلك توضيح للشيخ مطلق المطلق بأنه يقصد من خلال حديثه عن المشروع التنموي الربحي حتى يضمن له جانب الاستمرارية وليس الجانب الربحي التجاري أو الشخصي وأنه يساهم في هذا المشروع بثلاثة ملايين ريال، وأعلن المهندس سعد المعجل مساهمته بمليون ريال لهذه الشركة ليكون مجموع المساهمة في هذه الليلة تسعة ملايين ريال قابلة للزيادة كما أشار إلى ذلك غير واحد من الحضور.