العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-2002, 12:54 AM   #1
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الغلا
 
تم شكره :  شكر 6 فى 6 موضوع
الغلا is on a distinguished road

 

كيف تتعامل مع الفشل؟

كل إنسان معرض للفشل في أية مرحلة من مراحل حياته صغرت أحلامه أم كبرت واتسعت دائرة معلوماته أم ضاقت. ولذلك فإن معرفة آثار الفشل النفسية وكيفية تحويلها لصالح الإنسان المتعثر بدلاً من عملها ضده هما أمران حيويان من أمور الصحة النفسية.
فالفشل يمكن أن يؤدي الى تراجع النفس الى الوراء فيما يتعلق بقدرتها واستعدادها في مواجهة المشكلات أو يكسبها مناعة ضد الصدمات ويقويها على المواجهة وذلك بحسب الطريقة التي تعامل بها الإنسان مع الفشل. فتجارب الفشل مثل جرعات التطعيم تكسب المرء مناعة إذا أحسن استخدامها. وحسن استخدامها هو مواجهتها وعدم الاستسلام لحكمها.
فإذا فشل إنسان في محاولة معينة ولنقل إنه رسب في سنة من سني دراساته فإن هو انهزم نفسيا وانسحب من الدراسة فسوف يشعر بتضاؤل قيمته النفسية وأنه أقل من غيره قدرة. واذا لم يقاوم هذه الافكار فانها ستعمل عل تقهقره النفسي تدريجيا وتهد من قوة ايمانه بنفسه وثقته واعتزازه بها.
فإذا صادفه موقف مماثل آخر فإنه هذه المرة سينسحب من أول بادرة تنذر بالفشل ولن يحاول كثيراً.
ويشبه علماء النفس ذلك بحالة الحصان الذي يرى قطارا يقترب منه لأول مرة.
فعند ذلك سيهرب الحصان الى مسافة معينة، وعند رؤية القطار مرة اخرى فإنه سيهرب إلى مسافة أكثر من الاولى.
أما إذا واجه هذا الطالب فشله بمبادرة من نفسه او بتوجيه من احد والديه أو أساتذته او أصدقائه أو اقاربه وتشجيعهم له وتوعيته الى ان الفشل ليس عيبا وان كل انسان معرض للفشل وطالما أنه قد بذل جهده فلا ملامة عليه ولكن العيب هو الانسحاب والاستسلام وحتى لو لم يبذل كل جهده فان هذا درس له وعليه مواجهة الموقف والمحاولة من جديد وبذل الجهد والاستعانة بالصبر والدعاء والعمل، والوقوف معه حتى يجتاز الازمة ويتعداها.
ونجاحه بعد هذه الواقعة سيعطيه مناعة ضد الاحداث القادمة وسيقوي من عزيمته وإصراره في المستقبل. ومثله كمثل الحصان الذي اقترب منه القطار لأول مرة وصادف ان صاحبه او شخصا آخر كان ممسكا بعنانه وماسحاً بيده على رقبته وظهره ليهدئ من روعه فإنه سيثبت وإن كان مضطربا. وهذه الواقعة ستطمئنه وتكسبه مناعة ضد القطار حتى اذا واجهه في المرة القادمة فإنه لن يهرب.
والناس الذين تعرضوا للفشل ولم يهزمهم نفسيا بل واجهوه ونجحوا أو أنهم حاولوا ولم ينجحوا ولكن فسروا فشلهم على ان الامر اكبر من طاقتهم ومن طاقة من هم في ظروفهم وليس نتيجة عيب او قصور فيهم سيكونون أقوى في مواجهة الحياة والصمود لها من أولئك الذين لم يواجهوا إلا نجاحاً في حياتهم.
واهتداء بهذا المبدأ فقد مر علي في حياتي عدد من الناس الذين واجهوا الفشل وشكوا إليّ يائسين.
وقد شجعتُهم على المواجهة وعدم الاستسلام وأن الامر في النهاية قد يكون خيراً لهم إذ ان التغلب عليه سيقويهم ويزيدهم صلابة وقوة والله سبحانه وتعالى يقول: «فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً».
وقد شاهدت هذا المبدأ عملياً عندما تغير حال هؤلاء الناس وغيرهم ممن واجهوا وحاولوا ونجحوا في ميادين اخرى وصَلُب مراسهم وقويت عزيمتهم ومنّ الله عليهم بالتوفيق والنجاح. فاذا كان لديك ابن او اخ او صديق تعثر في مجال من مجالات الحياة فشجعه وساعده على اجتياز محنته وسترى نتائج اعمالك الطيبة قريباً ان شاء الله، وإياك والملامة في مثل هذه المواقف وتذكر قول النابغة الجعدي:


[poet font="Simplified Arabic,14,crimson,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=2 line=200% align=center use=ex char="" num="0,black"]


وإن جاء أمر لا تطيقان دفعه = فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تريا ان الملامة نفعها = قليل إذا ما الشيء ولى وأدبرا
تهيج البكاء والندامة ثم لا= تغير شيئا غير ما كان قدرا

[/poet]


والحياة كفاح وصراع ولايفوز بالنجاح الا من كانت لديه العزيمة للعمل والجسارة لمواجهة العثرات والعقبات والتغلب عليها والله سبحانه وتعالى عون لمن سعى وعمل وهو على كل شيء قدير.


بقلم محمد عبدالله الوابل

الغلا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2002, 01:01 AM   #2
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية ربى الجنان
 
تم شكره :  شكر 5 فى 4 موضوع
ربى الجنان is an unknown quantity at this point

 

جزاك الله خير على هذا النقل الرائع ...

وفعلا الواحد لما يفشل فى شى يحس الدنيا تسكرت فى وجهه....

التوقيع
ربى الجنان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2002, 01:48 PM   #3
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية عبدالله المهيدب
 
تم شكره :  شكر 104 فى 49 موضوع
عبدالله المهيدب is just really niceعبدالله المهيدب is just really niceعبدالله المهيدب is just really niceعبدالله المهيدب is just really nice

 

فعلا صدقت في كلامك
لكن هناك أمر مهم جدا يمكن ان الكثير اهمله رغم اهميته وهو تربية الابناء في الصغر ومدى اهميته في تحيق النجاح في الكبر
فنحن نلاحظ عدم اعتراف الكثير من الآباء بصلاحية رأي الطفل لصغر سنه مما يدفعه ( اي الاب ) الى عدم قبول اي رأي ممكن يطرحه الطفل بل انه يقتله في مهده فلا يسمع منه واصفا الطفل بعدم الفهم وهذا في رأيي سبب في تراجع الكثير عن ابداعهم بل سبب في تحطم الكثير مع اول صفعه يواجهها في الحياة اذ يربط ذلك الفشل بكلمات كان يسمعها قطعت عليه الأمل وجعلته يعيش ان تلك حقيقته .مع انه في الحقيقة لم يفشل بدليل انه اكتسب خبره جديدة من خلال ذلك العمل يكفي منه انه قد يعالج كثير من الاخطاء التي وقع فيها لأنه اصبح على علم بها وهنا يكون النجاح

اخوكم عبدالله المهيدب

التوقيع
بلدي بلدي أرض الخير

بلدي يكفي فيك سدير
عبدالله المهيدب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه